يتساءل الكثير من المسلمين اليوم عن البلاء والمحن التي تحل بهم من كل حدب وصوب من قتل وتشريد وفقر وتفرق فيذهل الكثير منهم عما يقع بهم فتقع فيهم الحيرة ويثور الشك وتهجر الحقائق وتتبع الظنون وينسى الكثير أن سنة الله في الابتلاء ماضية في خلقه. إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ أسامة خياط اشار إلى أن سنة الابتلاء هي سنة ربانية عامة لم يستثن الله منها الأنبياء والرسل مع علو كعبهم ورفعة مقامهم وشرف منزلتهم وكرمهم على ربهم، وقد جعلهم أشد الناس بلاء، ولقد نزل في رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا البلاء أعظمه من أذى قومه وتكذيبهم له واستهزاء به وصدهم الناس عن دينه وحملهم له على مفارقة وطنه وإعلان الحرب عليه وتأليب الناس عليه وعلى دعوته وغزوهم دار هجرته ومقر أهله وصحابته في القضاء عليه ووأد دينه واستئصال شأفته وممالأة أعدائه من اليهود والمنافقين في المدينة عليه وكيد هؤلاء جميعا له ومكرهم به ونقضهم ميثاقهم الذي واثقهم به، وإتحادهم مع المشركين على حربه وسعيهم إلى قتله غيلة وغدرا، فكان صلوات الله وسلامه عليه صابرا على المحن والبلاء مجاهدا في الله حق جهاده حتى جاءه نصر الله ودخل الناس في دين الله أفواجا وأكمل الله الدين وأتم على عباده النعم، ولحق النبي صلى الله عليه وسلم بربه راضيا قرير العين تاركا لأمته من بعده أمرين ما إن تمسكوا بهما لن يضلوا أبدا كتاب الله وسنته عليه أفضل الصلاة والسلام. وبين الشيخ الخياط أن انتهاج هذا النهج في الصبر على البلاء والثبات في المحن إنما هو لكمال اليقين بأن الله تعالى لم يكتب على عباده هذا البلاء إلا لحكم عظيمة ومقاصد جليلة وإن من أجلها كما قال ابن القيم رحمه الله أن يمتحن الله صبر عبده فيتبين عند إذن صلاحه وأن يكون من أوليائه فإن ثبت عند الخطوب وصبر على البلاء اصطفاه الله واجتباه وخلع عليه خلع الإكرام وألبسه ألبسة الفضل وختم له بخاتمة رضوان وإن انقلب على وجهه طرد وأقصي وحجب عنه الرضى وتضاعفت عليه أثقال البلاء. وأكد فضيلته أن وقوع البلاء خير للعبد كما جاء في الصحيحين لقوله صلى الله عليه وسلم «ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر». وأكد فضيلته أن الابتلاء من الخير الذي أراده الله لعبده وكتبه له وإن لم يظهر له ذلك، فبشرى لأولئك الذين نزل بهم البلاء من أهل الإسلام الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم واستبيحت حرماتهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت فإن عاقبته سبحانه وتعالى بالنصر في الدنيا والآخرة. من جهته، أوضح مشهور محمد الحارثي مدير منتدى باشراحيل الثقافي بمكةالمكرمة أن الإسلام يدعوا الى الاجتماع والوحدة والمحافظة على حقوق المسلم وواجباته وفي الحقيقة ان العالم الاسلامي قد ابتلي في الآونه الاخيرة بتحولات سلبية بعد أن قطع شوطا كبيرا في اتجاه التنمية إلا أن اطماعا متعددة الاهداف مختلفة من قبل جماعات او منظمات ما زالت تحاول ان تجد ثغرات متنوعة لاختراق أمن هذه الدول لتحقيق تلك الأهداف وإثارة روح الفوضى في هذه المجتمعات فوقع عدد من هذه الدول في فوضى وابتلي اهلها ببلاء القتل والفقر والتشريد وغير ذلك فنسأل الله أن يعيدهم إلى أوطانهم وأن يعينهم على تحملهم هذا البلاء وأن يقابلوه بالصبر والاحتساب فالفرج قريب بإذن الله كما وعد سبحانه وتعالى عباده بالفرج وان مع العسر يسرا.