أكد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة خياط أن الابتلاء سنة الله الماضية في خلقه، وأنه من الخير الذي أراده الله لعبده وكتبه له وإن لم يظهر له ذلك. وقال، في خطبة الجمعة أمس بالمسجد الحرام: «أبشر أولئك الذين نزل بهم البلاء من أهل الإسلام في فلسطين وسورية وبورما وأفريقيا الوسطى وغيرها، الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم واستبيحت حرماتهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فإن عاقبته سبحانه وتعالى بالنصر في الدنيا والآخرة» وأضاف: «عندما ينزل البلاء وتكثر الخطوب تطيش أحلام كثير من الناس فيذهلهم ما نزل بهم عن كثير من الحق الذي يعلمون، فتقع الحيرة ويثور الشك وتهجر الحقائق وتتبع الظنون ويحكم على الأمور بغير العلم ويقضى فيها بغير العدل»، وتابع «لقد نزل في رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا البلاء أعظمه من أذى قومه وتكذيبهم له واستهزاء به وصدهم الناس عن دينه وحملهم له على مفارقة وطنه وإعلان الحرب عليه وتأليب الناس عليه وعلى دعوته وغزوهم دار هجرته ومقر أهله وصحابته في القضاء عليه ووأد دينه واستئصال شأفته وممالأة أعدائه من اليهود والمنافقين في المدينة عليه وكيد هؤلاء جميعا له ومكرهم به ونقضهم ميثاقهم الذي واثقهم به، واتحادهم مع المشركين على حربه وسعيهم إلى قتله غيلة وغدرا، فكان صلوات الله وسلامه عليه صابرا على المحن والبلاء مجاهدا في الله حق جهاده حتى جاءه نصر الله ودخل الناس في دين الله أفواجا»، وأوضح أن انتهاج هذا النهج في الصبر على البلاء والثبات في المحن، إنما هو لكمال اليقين بأن الله تعالى لم يكتب على عباده هذا البلاء إلا لحكم عظيمة ومقاصد جليلة. وفي المدينةالمنورة، حث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، في خطبة الجمعة أمس، المسلمين على تقوى الله عز وجل في السر والعلن والمسارعة في فعل الطاعات والابتعاد عن كل ما يغضب الله، مؤكدا أن أعمال العباد لا يخفى على الله منها خافِية، وأن صلاح الدنيا بالتقوى والفوز بالجنة في الآخرة، وأوضح أن التقوى تأتي بمرضاة الله سبحانه وتعالى وهجر ما حرمه من الأفعال والأقوال، لافتا إلى أن السعادة تكمن في التقوى، وأن الاستقامة هي أفضل حالات العبد، وأقوم أموره يتحقق بالثبات على الطاعات وهجر المحرمات، وحذر من اتباع أهواء النفس بما يغضب الله، وفي نهاية الخطبة دعا الله أن ينصر المسلمين ويعلي كلمتهم ويوحد صفهم ويحقن دماءهم.