دعا إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ أسامة خياط، إلى الصبر على الابتلاء، وقال في خطبة أمس (الجمعة): «عندما ينزل البلاء وتحل المحن وتحدق الخطوب تطيش أحلام فريق من الناس فيذهلهم ما نزل بهم، وينسى هؤلاء أن سنة الله في الابتلاء ماضية في خلقه». وأوضح أن «رسول الله صلى الله عليه وسلم ناله من البلاء أعظمه، من أذى قومه وتكذيبهم له واستهزائهم به وصدهم الناس عن دينه وحملهم له على مفارقة وطنه وإعلان الحرب عليه، وغزوهم دار هجرته للقضاء عليه ووأد دينه، فكان صلوات الله وسلامه عليه صابراً على المحن والبلاء مجاهداً في الله حق جهاده حتى جاءه نصر الله ودخل الناس في دين الله أفواجاً». وبيّن الشيخ الخياط أن «انتهاج هذا النهج في الصبر على البلاء والثبات في المحن إنما هو لكمال اليقين بأن الله تعالى لم يكتب على عباده هذا البلاء إلا لحكم عظيمة ومقاصد جليلة، وإن من أجلها كما قال ابن القيم رحمه الله أن يمتحن الله صبر عبده فيتبين عندئذ صلاحه، وأن يكون من أوليائه، فإن ثبت عند الخطوب وصبر على البلاء اصطفاه الله واجتباه وخلع عليه خلع الإكرام وألبسه ألبسة الفضل وكساه حلل الأجر». وأشار إلى أن للثبات عند نزول المحن أسباباً تعين عليه وتذلل السبيل إليه ومن أعظمها «صدق اللجوء إلى الله، وكمال التوكل عليه، وشدة الضراعة والإنابة إليه، وصدق التوبة بهجر الخطايا والتجافي عن الذنوب».