فيما تستعد إسرائيل لاجتياح غزة بريا بعد قصفها جويا لعدة أيام، حذر خبراء مصريون من مخاطر العملية البرية، مؤكدين ل«عكاظ»، أنه إذا دخلت إسرائيل القطاع فإنها لن تعرف كيف تخرج منه. ودعوا إلى ضرورة وجود تحرك دولي سريع للحيلولة دون وقوع هذه الجريمة. وقال الخبير العسكري اللواء سيد الجابري، إن غزة تمثل عبئا شديدا علي إسرائيل وهي من الناحية الاستراتيجية يصعب عليها اجتياح القطاع، ولذلك خرجت منه خروجا أحاديا عندما تركت غزة عام 2005 في عهد حكومة شارون. واعتبر أن غزة تمثل قنبلة موقوتة في الفكر الاسرائيلي، بسبب كثافة عدد سكانها من ناحية، ولأنها الوحيدة من بين المدن الفلسطينية التي تقع على ساحل البحر المتوسط، بينما باقي المدن الفلسطينية تقع في الداخل وبالتالي يسهل السيطرة عليها. وتوقع الجابري أن يقتصر الهجوم الاسرائيلي على عملية برية سريعة ومؤقتة، مستبعدا أي قدرة لإسرائيل على احتلال غزة مرة أخرى، لأن ذلك سيجرها إلى حروب داخلية مرهقة. وأشار إلى أن محاولة اجتياح اسرائيل لغزة هدفها التغطية على ما يحدث في العراق وسوريا خاصة بعد فشل مشروع الشرق الأوسط الكبير وسقوطه بثورة 30 يونيه. واستبعد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة د. طارق فهمي، حدوث اجتياح بري لغزة، كما استبعد استمرار اسرائيل في الهجوم على غزة بسبب الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تتعرض لها. وقال الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم، إن جيش الاحتلال وحكومة نتنياهو يدركان الثمن الغالي الذي يمكن أن يفضي إليه أي اقتحام لاسيما تعرض جنودها للاختطاف أو القتل. ورأى رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير د. محمد شاكر، أن الإقدام على قرار بهذا الشأن سيكون حماقة بكل المعايير، داعيا الى ضرورة تدخل العقلاء على الساحة الدولية وخاصة الأطراف الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة للحيلولة دون وقوع هذه الجريمة. ولفت الى أن دخول قوات الاحتلال غزة برا لن يكون بمأمن عن تعرضها للاستهداف بالقتل أو الاختطاف. بينما توقع السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية السابق، أن تكتفي حكومة الاحتلال بأعمال محدودة عبر عملاء تغرسهم اسرائيل بين قيادات حماس لتصفية هذه القيادات على غرار ما جرى خلال السنوات الماضية.