في أبريل الماضي صدر التقرير الأول لمنظمة الصحة العالمية عن مقاومة المضادات الحيوية الشديدة على نطاق إقليم شرق المتوسط. من بين الذين انبروا للتصدي لهذا الخطر، طالب يسعى لنيل درجة الدكتوراة في علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكية من جامعة كوينزلاند في بريسبان بأستراليا، هو الباحث السعودي الشاب حسام مأمون عباس زواوي. يعمل زواوي على تطوير اختبارات أسرع تكشف عن الجراثيم الخارقة. أجرى زواوي بحثا عن الجراثيم الخارقة بدأه في مارس 2011 وينتهي منه عام 2015. يقول زواوي لشبكة SciDev.Net: «بدأ بحثنا بهدف دراسة انتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في جميع دول مجلس التعاون الخليجي». ونال الباحث جائزة «رولكس للمبادرات الطموحة» لعام 2014م عن «ترصد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي»، ومنح زواوي ذو 29 ربيعا الجائزة في حفل أقيم بالجمعية الملكية البريطانية في لندن يوم 24 يونيو 2014م. تمنح جوائز رولكس كل عامين في مجالات: العلوم والطب، والتقنية والابتكار، والبحث والاستكشاف، والبيئة، والتراث الثقافي. ومن بين 1800 متقدم للجائزة من جميع أنحاء العالم خلال الدورة الحالية 2014م، منحت خمس جوائز لأفضل المشاركين، من ضمنهم كان الزواوي. ويتسلم الفائزون 50 ألف فرنك سويسري (56 ألف دولار). خلص البحث إلى عدة نتائج ومشاهدات، أهمها «زيادة عدد الجراثيم الخارقة، بسبب الاستخدام الزائد وغير المبرر للمضادات الحيوية». من أهم أسباب وجود الجراثيم الخارقة: علاج الأمراض الفيروسية بالمضادات الحيوية، والتوقف عن تعاطيها بعد الشعور بالتحسن، خصوصا في المستشفيات. والجراثيم الخارقة أنواع من البكتيريا تغير محتواها الوراثي فصارت أكثر شراسة في إصابتها للمريض، مع مقاومة كبيرة لمعظم المضادات الحيوية. أشار بحث زواوي إلى أن التغيرات الجينية هذه تحجب ظهور الجراثيم الخارقة في التحاليل الروتينية. وينصب الجزء الأهم من دراسة زواوي على تطوير أدوات تشخيصية وطرق جديدة للكشف عن البكتيريا المقاومة بصورة أسرع، في غضون 3 إلى 4 ساعات، مما يسمح بالعلاج الموجه في المراحل المتقدمة من العدوى، وبالسيطرة على انتشار البكتيريا المقاومة بين المرضى. يذكر أن الاختبارات التشخيصية الحالية للكشف عن البكتيريا المقاومة تستغرق ما بين 48-72 ساعة. أثبت البحث أن 68% من الصيدليات في أبوظبي، و78% في الرياض تبيع مضادات حيوية بلا مبرر ولا وصفة طبية مخالفة للنظام. وأجرى الزواوي بحثه في كل من: جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، والمركز الخليجي لمكافحة العدوى بمجلس التعاون الخليجي، وقسم الأحياء الدقيقة بكلية الطب، جامعة الدمام بالمملكة العربية السعودية، والجامعة الملكية بسلطنة عمان، وجامعة الكويت، والمجمع الطبي بالسليمانية بالكويت، ومؤسسة حمد الطبية بقطر، ومستشفى زايد العسكري بالإمارات العربية المتحدة. كذلك يقوم زواوي بحملة توعية إلكترونية هي الأولى بمنطقة الخليج العربي عن الاستخدام السليم للمضادات الحيوية وخطورة البكتيريا الخارقة. اختار الزواوي أن يبدأ بوسائل التواصل الاجتماعي؛ لانخفاض التكلفة، والوصول إلى عدد كبير من المستخدمين. ويضيف زواوي: «الهدف من الحملة هو الوصول لجميع شرائح المجتمع الخليجي والعربي». أدعو له الله الفوز بجائزة عالمية أخرى لم يحز عليها مواطن آخر وهي «جائزة نوبل للطب». مبارك لسفيرنا الباحث الدكتور حسام مأمون عباس زواوي. للتواصل (فاكس: 6079343)