قوة الترابط تحصل بوسائل متعددة؛ منها الزكاة المفروضة، والصدقة المتطوع بها، ولا يزال التزام المسلمين بأدائها منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وقتنا هذا له أثر عميق في تحقيق التكافل الاجتماعي والتضامن بين أفراد المجتمع. والزكاة من العبادات التي لها دور هام في تحقيق الترابط القوي بين أفراد المجتمع، فيحصل بذلك تواصل روحي ومادي بين طبقتين، يتكون منهما في الغالب المجتمع الإنساني؛ وهما الفقراء والأغنياء، والدولة ملزمة بأخذ الزكاة من الأفراد، وصرفها في مصارفها الشرعية، وظل هذا الدور قائما إلى عهد ليس ببعيد، إلى أن تقاعست عنه بعض الدول الإسلامية، فظل أداء الزكاة قاصرا على الأفراد. وإذا كانت الزكاة تمثل جانبا تعبديا وجانبا ماليا يتحقق من خلالها بهذا المفهوم التكافل الاجتماعي، فإن ذلك لن يأتي بصورة فردية، وإنما يتعين تنظيمه بصورة عامة من حيث التحصيل، والإلزام به، وصرف المتحصل في المصارف المحددة شرعا، وهذا بطبيعة الحال يستلزم أن تقوم الدولة على كل ذلك بما يلزم، من ناحية أخرى إصدار التنظيمات الناجحة في طرق التحصيل والصرف، واستخدام كل وسائل العصر الحديث؛ مما شأنه تحقيق أفضل النتائج للوصول إلى أهداف الزكاة. د. شوقي علام مفتي مصر