التكافل والتعاطف بين أبناء المجتمع سمات كانت وما تزال إحدى أهم الفضائل التي تميز بها مجتمعنا الإسلامي، تشاركها سمات العطف والرحمة والحب، وهي أحد أنبل المشاعر التي غمرت حياة الإنسان منذ بداية التاريخ الإنساني على الأرض، فالحب والعطف والتآخي الحافز الأساسي وراء كل أنواع العطاء الخالص، وهو الطاقة الداخلية التي تحفز السلوك الإنساني نحو العطاء السخي من أجل هدف واحد هو رضى الله أولاً، ثم إضفاء ورسم السعادة على وجوه المحرومين والمحتاجين والمعوزين من باب التعاون والتعاطف والتكافل الاجتماعي، فمراقبة الله في حب الآخرين والعطف عليهم يقربنا منه سبحانه، ثم أنه يشعرنا من حيث لا نعلم بالمعاني السامية للحياة والإحساس بالآخر؛ فالحب هو الجزء الوجداني من الروح الإنسانية على المستوى الكوني الذي يوجه معظم سلوكيات العطاء الخيري في كافة أشكاله المختلفة في كل أنحاء العالم. وفي اللغة الإنجليزية نجد مرادف مصطلح العطاء الخيري هو (Philanthropy)، وهي كلمة مشتقة من الأصل اليوناني (philanthropia)، المكونة من مقطعين الأول: (philein)، ويعني (حب)، والثاني: (anthropon)، ويعني الإنسان. توزيع الصدقات قبل سبعين عاماً.. تصل إلى مستحقيها لأن الجميع يعرف ظروف المحيطين به فالإحساس بالحب تجاه المجتمع يترجم إلى جهود عملية تهدف إلى مساعدة ودعم كل أولئك المحتاجين من أجل سعادتهم ورفاهيتهم. ويُعد العمل الخيري من أقدم الوسائل التي لجأ إليها الإنسان في التواصل مع المجتمع؛ إذ من سنن الله الكونية ألا يبقى الإنسان على حالة واحدة، بل تتقلب به الأحوال تقلب الليل والنهار ويبقى -بإرادة الله وحكمته- محتاجاً إلى غيره مهما وصل إليه من عز ورياسة. ويرى البعض أنه في حين أن الدولة تعرف من خلال سلطتها، والسوق من خلال عمليات التبادل، فإن العماد الباقي الذي يقف عليه بناء المجتمع -القطاع الثالث- يُعرف من خلال العطاء، سواء كان هذا العطاء من وقت الشخص، أو من مشاعره، أو من أفكاره، أو من ماله. والعطاء هو الشعور بالمساهمة التطوعية للمجتمع ككل، مما يُيسر التواصل والمكافأة عليها، ولا تأخذ الشكل المادي المألوف في العمليات التبادلية. جميل حين تشعر بمعاناة غيرك وتصل مساعدتك إلى بابه من دون أن يحس بك تاريخ الجمعيات الخيرية ويرجع تاريخ المنظمات الخيرية والتطوعية الراهنة إلى العصور الأولى من التاريخ القديم، فالتجمعات الإنسانية الأولى، التي اتخذت شكل القبائل والعشائر والأمم والمجتمعات، هي جزء متأصل في ثقافة البشر، ودلالة قوية على اعتماد الناس على بعضهم البعض في تخطي المشكلات والعقبات، وتحقيق التقدم والازدهار، فالاستعانة بالآخر ضرورة من ضرورات البقاء، وأساس من أسس الوجود الإنساني على كوكب الأرض، الذي يأخذ شكل المنفعة المتبادلة بين الأشخاص من خلال التبادلات التجارية أو غيرها من أشكال التبادلات الاجتماعية التي تحافظ على وحدة الصف وتماسك المجتمع. وغالبية هذه التبادلات عادة ما تأخذ الشكل الطوعي تحت مظلة الجماعة، ويمتد تاريخ المساعدات التطوعية الهادفة لتلبية احتياجات الجماعة الاجتماعية منذ الحضارات القديمة التي شهدتها بلاد العرب والصين القديمة وكذلك اليونان وروما، ثم الدولة الإسلامية في عصور الازدهار والتمكين، التي عم خيرها العالم كله، وصولاً إلى الإمبراطوريات الحديثة، التي تمثلت في بزوغ نجم بريطانيا وفرنسا، وأخيراً الولاياتالمتحدة. المنفعة المتبادلة بين الأشخاص زرعت فينا «العمل التطوعي» ومساعدة الناس ليساعدوا أنفسهم ويحظى تاريخ اليونان القديمة وروما باهتمام خاص في هذا الصدد؛ ربما لتوفر المادة البحثية عن تلك الفترة، حيث يشير "جوناثان شيتز دونكان" (Jonathon shutz-Duncan)، في دراسته التي قام بها في عام 1815، إلى أن الدولة اليونانية القديمة، وفي فترة ما قبل الميلاد، كانت تتسم بالطبقية الشديدة، تلك الطبقة التي اعتاد الأغنياء أن يتصدقوا من أموالهم على الفقراء. يرجع تاريخ المنظمات الخيرية والتطوعية الراهنة إلى العصور الأولى من التاريخ القديم وفي القرن الخامس قبل الميلاد، كانت ممارسة العمل الخيري في الدولة اليونانية تُوجه نحو المجتمع ككل، أو لطبقات محددة وليس للأفراد، وكان من يتلقى الدعم المالي والاجتماعي هم طبقة النبلاء الأثرياء، الذين ضاق بهم الحال، أما المحرومون من الفقراء، فقد كان يُنظر إليهم باعتبارهم غير مستحقين أو جديرين بمساعدة المجتمع، وكانوا يلاقون التجاهل التام من المجتمع اليوناني القديم. وتوضيحاً لذلك، يشير "هاندس" (Hands) إلى أن الطبقات الفقيرة في المجتمعات اليونانية والرومانية لم يكن لهم حق دخول المستشفيات، باستثناء خدم الأُسر الثرية. أما ما كان يحصل عليه الفقراء، فيأتي من المؤسسات المجتمعية الخيرية، مثل: قاعات الألعاب الرياضية، والحمامات العامة. وعندما مات "أفلاطون" (Plato)، في القرن الرابع قبل الميلاد، ورّث ثروته الخاصة للأكاديمية التي أسسها؛ حتى تكون قادرة على الازدهار دون أي معوقات مالية، ودون أن تكون عرضة لضغوط خارجية. وما من شك في أنه بقيامه بذلك صار من رجالات العمل الخيري. السؤال عن المحتاج يزيد من تماسك المجتمع وسار المجتمع الروماني على نهج المجتمع اليوناني في الاستجابة للحاجات الشخصية. ويلاحظ "هاندل" (Handel) أنه في العصور المتأخرة من الدولة الرومانية ظهر اهتمام واضح بالفقراء، وتم وضع نظام ثابت لجمع وتوزيع المساعدات. وتصف المخطوطات الصينية القديمة نداءات تقديم المساعدة والعون للعجزة والمسنين والبؤساء والأرامل والأيتام والمكفوفين والجهال والمرضى. كما كان "الكونفوشيوسيون" (Confucius)، في القرن السادس قبل الميلاد، يدعون لتقديم المساعدة انطلاقا من العادة المتأصلة لديهم "حب الخير للآخرين" (affection for the good of others)، وكان أباطرة الصين يسارعون في إظهار مدى شفقتهم ورحمتهم من خلال تقديم المساعدة المباشرة للمحتاجين، وبقيامهم بذلك كانوا قدوة لأبناء جلدتهم لعمل الخير. دموع اليتيم أصدق تعبيرا على المعاناة وفي بلاد فارس والهند القديمة، نرى فترة "زرادشت" (Zoroaster) في بلاد فارس في القرن الخامس قبل الميلاد، ونجد إشارات كثيرة ومتكررة على تقديم المساعدات. وفي الهند كان العطاء للفقراء من بين الأفعال الستة المقدمة لمواليد الطبقة الأولى من الهندوسية، كما تدلنا الآثار في تلك الفترة أن من يطلب الغذاء عندما يحتاج لا يوصم بالعار، لكن أخذ الهبة عند عدم الحاجة إليها يعتبر وصمة في جبين المرء في حياته وبعد مماته. وتقول المخطوطات الفرعونية، ان المصري القديم آمن أن الروح تتعرض بعد الموت لمحاكمة تتناول ما أتاه الميت في دنياه من حسنات وسيئات، فيجازى المُحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء على سيئاته. وكانت المحكمة مؤلفة من عدد (42) قاضياً يمثلون أقاليم مصر، وعلى رأسهم "أوزوريس" إله الموتى كما يعتقدون، وكان قلب الميت يوضع في إحدى كفتي ميزان، وفي الكفة الأخرى توضع ريشة تمثل "ماعت" آلهة الصدق والعدالة بمفهوم معتقدهم آنذاك، وابنة "راع"، فإن خفت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه طاهر؛ فيكون مصيره الجنة، أما إذا ثقلت موازينه كان ذلك دليلاً على أنه آثم؛ فيساق إلى عذاب الجحيم. واعتقاد المصريين القدماء في الثواب والعقاب في الآخرة دفعهم إلى تسجيل أعمالهم الحسنة، والتبرؤ من أعمالهم السيئة. تكافل أبناء المجتمع يزيد من محبته وتقاربه وعلى الرغم من أن معظم هذا الأعمال المحمودة التي تسابقت إليها الشعوب والحضارات القديمة جاءت كمحصلة لما دعا إليه الأنبياء والرسل الذين دعوا شعوبهم إلى الإيمان بوحدانية الله سبحانه والإحسان إلى بعضهم البعض، إلاّ أنها أيضاً لم تسلم من التحريف والتزييف، وهو ما جعل البعض منهم يؤثر نفسه وعشيرته عمن سواه، حتى ظهرت صور الاضطهاد والتفرقة بين بني البشر حتى في المجتمع الواحد، ناهيك عن صور التمييز العنصري والطبقي لدى كثير من الأمم السابقة التي طبقت قوانين ونظم ودساتير تكرس مثل هذا التمايز بين بني البشر كنظم "الحامورابي" ونظام "الياسق" الذي شرعه "جنكيز خان" للمغول والتتار. جمعية رعاية الأيتام «إنسان» نجحت في مهمة إيصال المساعدات إلى المستحقين «أرشيف الرياض» الإحسان الفردي والمؤسسي ولأن العمل الخيري يظل قيمة أصيلة حثت عليها كل الديانات؛ فقد كان الإسلام سبَّاقاً في تنظيم فضيلة الإحسان في شكل متكامل فريد ما بين الإحسان الفردي والإحسان المؤسسي، وبين الفرض والتطوع، وبأساليب وآليات متنوعة مثل الزكاة والوقف والصدقات التطوعية الأخرى، والتاريخ والواقع الحاضر شاهد على ما أدته هذه الآليات من دور في الحد من الفقر وإشاعة روح التكافل الاجتماعي إن هي طبقت كما أمر بها الإسلام؛ الذي يمثل فيه العطاء ركنا من أركانه الخمسة التي يعتنقها كل مسلم (ممثلة في الزكاة)، وفي الديانة المسيحية التي نزل بها عيسى -عليه السلام- نجد الحض على حب الفرد لجاره، وتؤكد شريعة موسى -عليه السلام- على القيمة ذاتها. وقد كان للعرب باع طويل في هذا المجال؛ فرغم الصراعات والحروب الطاحنة، التي كانت سائدة بين القبائل، إلاّ أن الشهامة والشجاعة في إنقاذ المصاب ومساعدة الغريب وإغاثة الملهوف والأخذ بيد الضعيف كانت من الصفات النبيلة التي يتمتع بها العرب في ذاك الزمان، حتى جاء الإسلام ليؤكد على هذه المعاني ويعلي من شأنها، وغدا التعاون والتكافل سمة تتمتع بها الشعوب العربية والإسلامية في كل مكان وزمان. مساعدة الفقراء مسؤولية المجتمع أفراداً ومؤسسات "الوقف" ومنظومة العمل التطوعي و"الوقف" من أبرز صيغ العمل التطوعي الذي حض عليه الإسلام، ومارسه المسلمون على مر العصور، فهو نابع من فكرة الصدقة الجارية، كما جاء في الحديث النبوي: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". إذاً ففكرة "الوقف" تنتمي إلى منظومة العمل التطوعي وفقًا لتعاليم الإسلام الحنيف، وقد جاء الأمر بالوقف على سبيل الترغيب والندب إلى فضائل الأخلاق والأعمال، وليس على سبيل الإلزام أو الأمر الجبري، الذي لا يملك المخاطب به إلا الانصياع له. لقد نشأ الوقف الإسلامي منذ صدر الإسلام على المستوى النصي والعملي، يستند في مشروعيته إلى قول الله تعالى: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ)، وبلغ الوقف في العصر العباسي وعصر بني زنكي وعصر بني أيوب والمماليك والعثمانيين اية من آيات الحضارة الإسلامية، ولذلك تحدث عنها المؤرخون وأساتذة الدراسات الاجتماعية وتدارسوا آثارها الايجابية على المجتمع بصورة مفصلة. إن الغرض العام من الوقف الإسلامي أن يُصرف ريعه إلى جهة برِّ تقرباً لله تعالى، أما الغرض العام من النظم الغربية المشابهة فهي "الخيرية" Charity؛ أي أنها العمل على تخفيف المعاناة وتعزيز مصالح الفقراء وحماية البيئة وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية. وقد ركز الإسلام على التكافل الاجتماعي كأحد الأسس التي من خلالها تتحقق الحياة الكريمة للفرد، ولهذا فقد أوجد العديد من أشكال العطاء، التي من خلالها يتحقق التكافل الاجتماعي، ومن بينها: الزكاة، والصدقة، والوقف، والكفارات، والنذور. وهذه الأشكال لا تقتصر -فقط- على العطاء لسد الاحتياجات الأساسية للإنسان، بل لتحقيق حد الكفاية وحد الغنى، وقد قال سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "إذا أعطيتم فأغنوا"، وذلك بتوفير فرص عمل، والمساعدة في عمل مشروعات صغيرة. تكافل الأجداد قبل أكثر من خمسين عاماً كانت الهبات والصدقات والتبرعات في مدن وقرى بلادنا الواسعة لا تذهب إلاّ لمستحقيها، فأهالي القرى وحتى المدن أعرف بالمحتاجين والمعوزين في بلدتهم، بفضل ترابطهم وتكافلهم ومعرفتهم لبعضهم البعض، فالصدقات والزكوات يخرج معظمها في جنح الظلام لا يعلمها إلاّ الرقيب الأعلى سبحانه، بل ربما تجد الأسرة المحتاجة نصيبها من الطعام والكسوة على شرفة الدار، ولا يعلم حينها أهل هذا المنزل من ذا الذي جاد بها ومتى وضعها، لا سيما وأنها جاءت تلبية لمطالب الأسرة، وهو ما يوحي بأن المتبرع يدرك جيداً حاجة المعوزين، بل قد تجد المساعدات تطال الصغير والكبير على حد رغباتهم ومتطلباتهم، وتحديداً في مواسم الأعياد وشهر رمضان الفضيل، وهي بذلك تحقق الصور المثلى لتحقيق التكافل الاجتماعي، حيث تقدم المعونات بسرية تامة تحفظ كرامة المحتاج وتحقق الأجر للمتبرع، الذي أغلق عن نفسه باب الرياء والسمعة طلباً بما عند الله سبحانه. كانت الهبات والصدقات والتبرعات تأتي في معظمها من قوت البلد ومما اعتاد الناس على رؤيته، سواء كان ذلك في اللباس أو الطعام، فقلما كانت الأموال تدور بين الناس، إذا أن معظم بيعهم وشرائهم كان بالمقايضة، التي تراعي الشروط الشرعية كي تنأى بها عن دائرة البيع المحظور، ولذا كانت بيوت الفقراء والمعوزين -رغم حاجتها- محل اهتمام ورعاية من أهل البلدة، فمعرفة الناس آنذاك بحدود الحلال والحرام وحرصهم على تحقيق الهدي النبوي الشريف المتمثل في الحث على تحقيق التواد والتراحم والتعاطف فيما بينهم، مع وجوب تحقيق صور التكافل والتعاون الاجتماعي، ناهيك عن تحقيق المعاني السامية للرحمة والمودة، لا سيما وأن هذه الأسر في معظمها لا تخرج من دائرة الأقارب والأرحام وأبناء الجوار، وهم في معظم أحوالهم ممن أعاقتهم الظروف الصحية عن الكد والعمل، أو قل انهم أيتام ترعاهم أرملة فقدت بعلها في حرب عارضة، أو رحلة لاحد البلاد المجاورة اضطر الزوج أن يركب موجتها من أجل تأمين لقمة العيش لأبنائه وبناته اللائي يتلقفن أخباره مع وصول المخطوط البريدي الذي لا يبدي أي معلومة عنه، وهو ما دعا أرملته التي أعياها السهاد وطار عن عينها الرقاد، أن تنظم القصائد والأشعار وتتساءل عن مصير زوجها الغائب وهي تقول: اللي يتوه الليل يرجي النهار واللي يتوه القايله من يقديه بطاقات ممغنطة في عصرنا الحالي بدت صور التكافل الاجتماعي في بلادنا كما هي في سابق زمانها، إلاّ أن توسع العمران والمدن وركوب الناس موجة الحياة المدينة؛ ساهم وبشكل كبير -مع انتشار آليات التواصل والاتصال- في ضعف الروابط الاجتماعية وانحسار العلاقات الحميمية بين أبناء الجوار والأقارب وعدم معرفة وإدراك حاجة بعضهم لبعض، حتى أنك تجد المتبرع يبحث عن ذوي الحاجة في مقار الجمعيات الخيرية، أو ربما يصرف ويحول زكاته إلى خارج البلاد ومع هذا تجد عمته أو خالته أو جاره القريب مستحقا للزكاة متعففا عن طلبها. وأصبحت الصدقات والمعونات وحتى مصاريف الزكاة -في يومنا هذا- تستقبل عبر الاستقطاع البنكي، أو عبر الحوالات السريعة، أو عن طريق صرف بطاقات ممغنطة للأسر المحتاجة، وهي وإن حفظت بهذه العملية كرامة المحتاج، وسرّعت عملية وصول المال لمستحقيه، إلاّ أنها عانت كثيراً من انحسار الشعور المتبادل بين أبناء المجتمع، والذي فقدنا بانحساره جملة من الصور المثلى للتكافل الاجتماعي.