في مؤلفات عديدة، قرأت ما كتبه أساتذة إعلام عن شخصيات تستحق الاحترام، ومع ذلك لم يخل ما قرأت من نقد أو انتقاص من قدر وقيمة المتحدث عنه، وهو إما لغرض في النفس أو هو الحق الذي وجب تسجيله. لذا سعدت كثيرا وأنا أقرأ الكتاب الذي أصدرته «الجزيرة الثقافية» عن شخصية لم يختلف أحد ممن أسهموا في الحديث عن الرجل.. الرجل الذي صدر الكتاب عنه بعنوان: جميل الحجيلان بين الإعلام والدبلوماسية على عبقريته ، وسداد رأيه، ورصانة العقل، وبعد النظر. أربعون كاتبا منهم الوزير الذي تسلم الإعلام من بعد من جاء بعده، وأعني به معالي الدكتور محمد عبده يماني الذي قال فيما كتب: وقد لمست خطواته وأنا أتسلم العمل في وزارة الاعلام، وتتبعت خطاه بحيث لو جاء رجل من بني مرة ممن يتبعون الآثار لوجدها واضحة في مسيرة الإعلام الجديدة. أربعون شخصا أسهموا في تحرير الكتاب، ومع ذلك لم أقرأ فيما كتبوه عن معاليه كلمة نقد أو انتقاص فيما أداه من عمل أو قام به من جهد في مسيرة الإعلام الحديث الذي يعتبر بحق أنه مؤسسه، ففي عهده كوزير إعلام أنشأ التلفزيون وأقيمت محطات الإرسال التلفزيوني المتعددة في أرجاء الوطن، وكذا المرسلات الإذاعية بكل منطقة، وأسست وكالة الأنباء السعودية، وتبنى تحويل الصحف إلى مؤسسات يشارك فيها رجال الفكر والعلم والمال بعد أن كانت وقفا على مالك الامتياز تخضع لمرئياته ومزاجه وحده. وكما كان المبرز في الإعلام، فقد حقق في وزارة الصحة نجاحا مشهودا. وفي الدبلوماسية يكفي عنه ما كتبه وزير الثقافة الفرنسي جاك لانغ: «لسعادة السفير صفات مرموقة أذكر منها لطفه واهتمامه الدائم بالآخرين، لذا أحبه كثير من الفرنسيين. لقد أعطى خلال السنوات التي أمضاها في فرنسا صورة مشرفة عن المملكة العربية السعودية. التقيته مرارا خلال لقاءات دولية جمعتنا، وأصغيت إلى نصائحه السديدة، وكوزير للثقافة عاونته على تنظيم مجموعة من المناسبات لعل أهمها معرض أقيم في القصر الكبير. لا شك أن السفير الشيخ جميل الحجيلان شخصية دبلوماسية دولية محبوبة». وأنا أقول: كفى الشيخ جميل مجدا أنه المذكور بكل خير في جميع المجالس، وأنه الوحيد الذي لم تختلف الأقلام جميعها على أمجاده، فله مني الاحترام والتقدير ما حييت، والتحية لأخي الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير الجزيرة على إصدار هذا الكتاب المعجزة. السطر الأخير: قال الله تعالى: (وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم).