الآخر يعمد إلى تشتيت الأمة ضرورة تأصيل ثقافة التضامن الإسلامي إيجاد قوانين لضبط الوحدة الاقتصادية والفكرية في هذا الزمن الذي تتباين فيه الآراء والنزاعات بين أبناء الأمة فإن الضرورة تقتضي التضامن والتعاضد من اجل الخروج من النفق. وفي هذا السياق اوضح الدكتور عبدالله التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بقوله «نحن في حاجة الى تأصيل ثقافة التضامن الإسلامي في المجتمعات الإسلامية وأن يكون بين المسلمين ترابط، لان اختلاف المسلمين هو من أقوى الأسباب التي تؤثر على مكانتهم وعلى أوضاعهم، قال تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم)، كما قال عز وجل (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، ومن هنا ينبغي أن تكون الأمة الإسلامية سواء كانت داخل العالم الإسلامي او حتى في بلاد الأقليات والجاليات المسلمة، أن تكون مترابطة إنما المؤمنون إخوة من هنا تعد الرابطة لعقد مؤتمر عن الوحدة والتضامن الإسلامي والوسائل المناسبة في الوقت الحاضر لتقويته. من جانبه اوضح الدكتور أحمد الحداد كبير المفتين في دبي ورئيس دائرة الشؤون الإسلامية، بأن الوحدة الإسلامية فريضة اسلامية على كل المسلمين، فإن الله جعلهم امة واحدة كما قال سبحانه (إن هذه أمتكم أمة واحدة)، وهذا خبر معناه الانشاء أي يجب ان تكونوا متوحدين في دنياكم كما أنكم متوحدون في دينكم كما بينته الاية الاخرى (واعتصموا بحبل الله جميعا ..)، ومقتضى الاعتصام هو التوحد في المعاش والمعاد اذ لا يستقيم امر الدين الا بوحدة الامة وهذا الشهر الكريم قلوب الامة فيه متحدة متآلفة متراحمة، فيتعين ان يتفاعل ذلك مع وحدة الصف وجمع الكلمة لاسيما إذا علم المسلمون أن الآخر لا يتركهم وشأنهم بل يريد أن يشتت أمرهم ويفرق كيانهم ويجب على الامة أن تكون على مستوى التحدي، وإلا فإن الآخر سيفتك بها وإن كان قد فعل بعض الشيء ويكفي هذا البعض عبرة لأولي الألباب فإن السعيد من اتعظ بغيره. من جابنه يرى الأديب الدكتور عاصم حمدان أنه يجب أن تكون هناك وحدة إسلامية سياسية وقوانين تضبط هذه الوحدة وتحققها، فإن عجزنا أن نكون كالاتحاد الاوروبي من الناحية الاقتصادية ونحقق شيئا موافقا أو مشابها فلا أقل من أن يكون هناك تعاون في المجال الاقتصادي، نحن بحاجة إلى مزيد من التعاون الاقتصادي والفكري والاجتماعي، فالسوق الاوروبية المشتركة حققت الشيء الكثير لأوروبا مما يكون صالحا كنموذج في العالم العربي والإسلامي. صحيح أن لكل بلد توجهه السياسي الخاص به، لكن لا أقل من أن نجتمع على الحد الأدنى من المصالح الاقتصادية والاجتماعية ونركز على الجانب الاقتصادي كونه الأضعف ويفترض أن يكون أكثر قوة ومتانة لأنه من أهم عوامل الوحدة.