أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على ناصر بن سعود بن ناصر بن فرحان آل سعود وسارة آل الشيخ    أمير تبوك يستقبل وزير النقل والخدمات اللوجيستية    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. هل يغازل محمد صلاح الدوري السعودي؟    تعليم جازان يحتفي باليوم العالمي للطفل تحت شعار "مستقبل تعليمي أفضل لكل طفل"    توصية بعقد مؤتمر التوائم الملتصقة سنويًا بمبادرة سعودية    قطاع ومستشفى بلّحمر يُقيم فعالية "الأسبوع الخليجي للسكري"    كايسيد وتحالف الحضارات للأمم المتحدة يُمددان مذكرة التفاهم لأربعة أعوام    أمير الرياض يطلع على جهود إدارة تعليم المنطقة في تنفيذ مشروع التحول والحوكمة    «حساب المواطن»: بدء تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين    مدير فرع وزارة الصحة بجازان يفتتح المخيم الصحي الشتوي التوعوي    311 طالبًا وطالبة من تعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة موهوب 2    ضيوف الملك يغادرون المدينة إلى مكة    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    أمير حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    السند يكرِّم المشاركين في مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي    "نايف الراجحي الاستثمارية" تستحوذ على حصة استراتيجية في شركة "موضوع" وتعزز استثمارها في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي    ترسية المشروع الاستثماري لتطوير كورنيش الحمراء بالدمام (الشاطئ الغربي)    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    بمشاركة 480 خبيراً ومتحدثاً.. نائب أمير مكة يدشن «مؤتمر الابتكار في استدامة المياه»    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قلت للقصيبي «ارحمني أبغى أنام»
نشر في عكاظ يوم 04 - 07 - 2014

نزيه نصيف، أمين جدة الأسبق فتح ل«عكاظ الأسبوعية» أرشيف ذكرياته وعلاقاته الممتدة وسنوات طفولته وشبابه. ولد في جدة ونشأ في بيت جده بحارة المظلوم لكنه كما يقول «فك الخط» في مكة المكرمة ومن الرياض سافر إلى مصر ومنها حصل على الثانوية العامة ومن الإسكندرية انطلق إلى أمريكا للحصول على شهادة الماجستير في الهندسة الصناعية التي أدخلته في معترك الحياة العملية. تنقل بين العديد من الوزارات واشتهر إبان توليه أمانة جدة بالصرامة حتى وصفه البعض بالقسوة. وظل نزيه نصيف مؤمنا بالعمل الميداني حيث كان يقضي 30 في المائة من دوامه في الميدان. ويتذكر أيام عمله مع الراحل غازي القصيبي ويقول إنه تعلم منه الكثير، كما لا ينسى نشاطه المتدفق في أمانة جدة وصداقته للعاملين معه التي امتدت حتى اليوم.
• حدثونا عن حياتكم وعملكم ومراحل دراستكم والشخصيات التي أثرت في حياتكم وأثناء فترة عملكم؟
•• تربيت في بيت جدي في حارة المظلوم، ونتيجة لعمل والدي يرحمه الله مديرا لمستشفى الجهاد بمكة المكرمة انتقلنا للعيش فيها ودرست المرحلة الابتدائية هناك، بعدها انتقلنا إلى الرياض.
• الى أي مرحلة درست في مكة؟
•• درست حتى الصف الخامس الابتدائي، ثم انتقلت للرياض، التي كانت فيها نشأتي وتكوين شخصيتي، إذ أن وزارة الصحة أعطت والدي المسكن الوحيد في المدينة المبني بالأسمنت والحديد المسلح في ذلك الوقت، إلى أن سكنا في بيت خاص بالأسرة، واصلت دراستي حتى بلغت السنة النهائية من الثانوية العامة سافرنا إلى الإسكندرية ومنها حصلت على شهادة الثانوية العامة، بعدها سافرت إلى أمريكا، حيث درست الهندسة الصناعية، وحصلت على الماجسيتر من جامعة سانت لويس، ثم عدت إلى الرياض وعملت في مركز الأبحاث والتنمية الصناعية التابع لوزارة الصناعة، وكان مديرها العام المهندس محمود طيبة، وهو إحدى الشخصيات التي أثرت في حياتي تأثيرا إيجابيا، إذ كان رجلا فاضلا وعمليا للغاية ومشهورا عنه الانضباط وقد تعلمت منه ذلك. مكثت في المركز عامين ساهمت في إنشاء المناطق الصناعية في جدة والرياض بمشاركة مجموعة من الزملاء الذين كانوا من رواد وزارة الصناعة في المملكة منهم الدكتور عبدالعزيز الزامل وزير الصناعة في ذلك الوقت، والدكتور جميل جشي عضو مجلس الشورى، والدكتور أحمد التويجري، وكانت أعمارنا حينها تتراوح بين 24 و25 سنة، وكنا متحمسين ومنضبطين، بعدها ابتعثت لدراسة الدكتوراة من خلال المركز، وحصلت على ماجستير ثانٍ في الحاسب الآلي، وأيضا على درحة الدكتوراة في الهندسة الصناعية من جامعة واشنطن يونيفرستي، وقدمت إلى المملكة وعملت في مركز الأبحاث إلى أن ترأسه رضا آبار وهو من الشخصيات المؤثرة أيضا في حياتي، إذ أنه كان يتمتع بكثير من المرونة الإدارية، ويعالج المواضيع بحلول مختلفة للمشاكل، وبعده جاء الدكتور أحمد التويجري، الذي زاملني في مركز الأبحاث وأصبح مديرا للأبحاث.
العمل في الصحة
• كم سنة عملت في وزارة الصناعة؟
•• قضيت فيها حوالي 12 عاما، وأعتبر تلك الأعوام من أكثر السنوات التي عملت فيها حيث عملت مع عدة وزراء منهم الشيخ عابد شيخ والدكتور غازي القصيبي، الذي عملت معه من العام 1975م إلى العام 1985م، والذي أعتبره أستاذا لي في كل شيء ،تعلمت منه الكثير، وكان الاتصال بيني وبينه مباشرا، إلى أن جاءت سنة 1982م شعرت أنه أصبحت لدي معرفة كاملة بالعمل، طلبت من الدكتور غازي أن أذهب إلى مكان آخر، وفي هذه الفترة عرض علي الشيخ هشام ناظر الانتقال إلى وزارة التخطيط، وانتقلت لمدة أربعة أشهر كوكيل وزارة مساعد للقطاعات وكنت سعيدا، وبعد ذلك تمت إعارتي إلى وزارة الصحة لمدة ستة أشهر مديرا عاما للمنطقة الغربية للشؤون الصحية، وقبل انتهاء الستة أشهر تقلدت منصب وكيل وزارة الصحة للشؤون التنفيذية، وبقيت فيها لمدة سنتين.
منظومة كاملة
• ما هي الصعوبات التي واجهتكم في تلك الفترة وكيف تمت معالجتها؟
•• الصحة نظام مؤسسي كبير ومتكامل يبدأ من التأمين الطبي والإدارة الهندسية لتوفير المستلزمات الطبية، وهي منظومة كاملة، وأتذكر في تلك الفترة أننا واجهنا عددا كبيرا من المستشفيات متوقفة عن العمل إضافة إلى أننا قمنا بترسية 80 مستشفى خلال سنتين وأعدنا النظر في بعض الأنظمة، واقترحت إنشاء مصحة نفسية في كل منطقة لتخفيف الضغط على مستشفيات الصحة النفسية المركزية، ولمسنا في تلك الفترة وجود عدد كبير من المنومين في المستشفيات ليسوا بحاجة لوجودهم فيها، ما يتسبب في كثرة الازدحام، خاصة كبار السن، إذ أن هؤلاء جميعا يحتاجون رعاية طبية أولية وشرعنا في بناء مستشفيات للنقاهة الطبية، الأمر الذي خفف الضغط على الأسر، وشكلنا لجانا شرعية في كل منطقة بعد أن كانت اللجنة مقتصرة فقط على لجنة واحدة ومقرها الرياض.
«أبغى أنام»
• مشكلة توفير الكادر الطبي والتمريضي للمستشفيات الجديدة، كيف تعاملتم معها؟
•• قمنا بحل المشكلة عن طريق البرامج التشغيلية، وبرامج التشغيل الذاتي، وعن طريق الشركات، وأتذكر أن الدكتور القصيبي كان مشغول البال بحل هذه المشكلة حتى إنه مكث أياما حتى حصل على الموافقة وكان في تلك الأيام يتصل بي طوال الليل حتى أذان الفجر، إلى أن جاءت لحظة لم أتمالك فيها نفسي وقلت للقصيبي «يادكتور ارحمني أبغى أنام».
خطط مرسومة
• وهل كان في الصحة أية برامج تشغيلية لتلك المستشفيات؟
•• نعم.. كانت لدينا خطط مرسومة لكل شيء فالقصيبي كان رجل إدارة.
• طالما كانت لديكم خطط مرسومة لمعالجة المعوقات التي تواجهكم، لماذا لم يتم اللجوء إليها وتفعيلها؟
•• تعدد الوزراء أدى إلى توقف بعض الأمور، فكل وزير كان يتولى الوزارة كان يأتي ولديه توجه خاص وهذا الأمر لا يحدث فقط في وزارة الصحة بل في كل الوزارات وأحيانا يأتي شخص يريد عمل خطط جديدة، الأمر الذي يؤخر العمل، لكن المسؤول الذي يبني على من سبقه يخدم المجتمع.
شخصية قوية
• يقال إن القصيبي أصر على اختياركم مديرا عاما للشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، ما تعليقكم؟
•• سبق أن عملت مع الدكتور غازي في وزارة الصناعة ثم في وزارة الكهرباء، حينما كنت مسؤولا عن كهرباء تبوك، وبناء على معرفة شخصية قوية اختارني.
• ماذا عن ابتعادكم عن العمل الحكومي وطرق أبواب القطاع الخاص؟
•• نعم، عملت في القطاع الخاص عشر سنوات أنشات خلالها شركة التصنيع الوطنية مع الدكتور محسن جلال، ثم الشركة السعودية للصناعات الدوائية مع الدكتور صالح العميري رئيس مجلس الصادرات السعودية التابع لمجلس الغرف، وفي عام 1992م أصبحت عضوا في مجلس منطقة مكة المكرمة، بعدها عينت رئيسا للجنة الصحية وعضوا في لجنة أشغال الحج ونائبا لرئيس لجنة المرافق وفي عام 1997م توليت أمانة جدة.
نظام إداري
• كيف دخلتم الأمانة وكيف تصفون الوضع فيها في ذلك الوقت؟
•• الأمانة بها مشكلات كبيرة وأنا لا أؤمن بأن أي نظام إداري غير قابل للتغيير، الشيء الآخر أن المتابعة نصف الإدارة، فالإداري الذي لا يعمل ميدانيا ليس إداريا، فقد كنت أقضي 30 في المئة في الميدان حتى تحل المشكلات وأنا في الموقع، فالأمانة والصحة تتطلبان متابعة يومية ميدانية، ولا أوقع على محضر استلام أي مشروع إلا عندما أرى الشارع بنفسي.
• لكن ألا تعتقد أن العمل الميداني قد يسرق المسؤول من مواجهة الجمهور في المكتب؟
•• إذا كان الإنسان يقوم بتنظيم وقته يستطيع عمل كل شيء، وأحب أن أوضح أن دوام الأمانة كان منتظما، يبدأ من الساعة السابعة صباحا والنصف، كنت أذهب قبل الفراش وأفتح مكتبي بنفسي، الأمر الذي أدى إلى صنع انضباط في الحضور، كما تم في تلك الفترة مراجعة العديد من أنظمة الأمانة كتراخيص المحلات للتسهيل والتخفيف على الجمهور، فكلما تم تسهيل النظام كلما قل الفساد وكلما تم تعقيد النظام انتشر الفساد، أضف إلى ذلك أنه تم استقطاب كثير من الشباب منهم المهندس علاء نصيف الذي مكث ستة أشهر مترددا في استقطابه إلى أمانة جدة بسبب تشابه الألقاب بيننا في «نصيف».
مثالية رئيس
• يقال إنكم حرصتم على زرع الحماس وبث الروح في منسوبي الأمانة؟
•• نعم، عن طريق محاربة الإحباط، وبث روح الأمل والمنافسة بين الجميع، إذ استحدثنا مسابقة رئيس البلدية المثالي، ومع ذلك لا يمكن أن أنسى أن أمانة جدة في ذلك الوقت كانت تضم الكثير من الكفاءات ومنهم المهندس سمير عناني مسؤول مراجعة الأنظمة، والمهندس محمد مانع مدير المشاريع، الرجل الذي يتقن كل شيء، ويملك ذاكرة كومبيوتر ومعروف لدى الجميع بأخلاقه وعمله.
موارد الأمانة
• هل ساعدتكم موارد الامانة في تنفيذ مشاريعكم ؟
•• للأسف لا، كان بند المشاريع موقوف الصرف، ولا يوجد أمامنا سوى بند المرتبات والبدلات والصيانة، وأتذكر أنه لمعالجة هذه المشكلة لجأنا إلى مراجعة بعض الاستثمارات والتي سببت لنا بعض المشاكل مع المستثمرين منهم مستثمر كان مستأجرا لمشروع على كورنيش جدة بحوالي 50 ألف ريال سنويا وعندما انتهت مدته رفضنا التمديد له وطرح بالمزايدة وتم تأجيره بمليوني ريال، أيضا في موقع آخر أجرناه بحوالي 22 مليون ريال بعد أن كان مؤجرا بثلاثة ملايين ونصف المليون في السنة.
قطعة أرض
• هل صحيح أن أحد رؤساء البلديات كان قد اقترح عليكم أن تضموا إلى منزلكم قطعة أرض بيضاء كانت تجاوركم؟
•• نعم.. حصل هذا الكلام ولكني رفضت بشدة.
• في العام 1417ه أعلنتم عن منحة لكل من يتقدم بشرط عدم امتلاكه للأرض، لكن هذه المنح متعثرة إلى الآن، ما رأيكم؟
•• أول يوم داومت فيه بالأمانة وجدت هناك ازدحاما كبيرا من الناس للتقديم لاستمارات المنح، وهذا يؤكد أن موضوع المنح كان صادرا قبل أن أدخل أمانة جدة، وللأسف إلى الآن الموضوع متعثر.
• توليت أمانة جدة، ماذا عن عملكم الخاص، هل استمر؟
•• أغلقت مكتبي الهندسي ومجموعة الصيدليات الخاصة بي حتى لا يحدث أي تعارض ولا يأتي شخص ويدعي خلاف الواقع.
• توقف نشاطكم الخاص ألم يؤثر على دخلكم المادي؟
•• هذا صحيح ولكن الله عوضني خيرا.
• ما ذا عن علاقتكم الاجتماعية بالآخرين هل تأثرت بانشغالكم الدائم بالعمل؟
•• بالتأكيد انشغال المرء بالعمل له تأثيرات جانبية قوية، فأولادي الذين جاؤوا إلى الدنيا أثناء فترة عملي أجدني مقصرا معهم لانشغالي بالعمل، ولكني كنت أفرغ نفسي لمدة ساعة قبل المغرب أجلس فيها معهم، أما محمد ولدي الوحيد الذي جاء بعد 5 بنات وأخته الأصغر أرى أنني أعطيتهم وقتا كافيا لكن أخواتهم الكبار انشغلت عنهن قليلا. ومع ذلك كل بناتي حصلن على درجة الماجستير في تخصصات متعددة، كالمحاسبة وعلم النفس والعلوم السياسية والمحاماة والتصميم الجرافيكي وجميعهن متزوجات.
شدة وصرامة
• وصفكم البعض من المحيطين بكم بالشدة والصرامة، هل هذا صحيح؟
•• ليست شدة بقدر ما هي حرص ودقة في مواعيد العمل والالتزام بها، وبالتالي تفسر على أنها شدة، وحتى أن الأمير ماجد استدعاني إلى منزله - بدون مبالغة أعتبر الأمير ماجد أبي الثاني - وأعطاني عريضة موقع عليها عدد من موظفي وزارة الصحة يشتكون فيها من بعض القرارات التي اتخذتها وعندما أوضحت لسموه يرحمه الله الأمر استحسن ما فعلته ووضع الخطاب في جيبه.
• ماذا عن علاقتك بأصدقائك وأقاربك حينما كنت أمينا لجدة؟
•• علاقتي بهم طيبة، وإن كان بعضها تأثر لعشمهم في أن يحصلوا على بعض التسهيلات التي صدرت بأبها منذ اللحظة الأولى لدخولي الأمانة.
علاقة الأصدقاء
• وماذا عن علاقتك الحالية بمنسوبي الأمانة؟
•• علاقتي بهم جيدة بل ممتازة ليس في الأمانة فقط وحتى الصحة، نلتقي في العام من مرتين إلى ثلاث مرات في حفل عشاء نسترجع فيه الذكريات ونمزح ونضحك سويا، وأحب أن أوضح أن بعضهم حينها دخلت معه في مشكلات كبيرة أثناء فترة عملي منهم الدكتور أحمد عاشور الذي أصبح من أعز أصدقائي، وأتذكر أنني طلبت منه أن يتولى مسؤولية مستشفى الولادة في المساعدية وبدلا من أن يرد لي الإجابة ذهب إلى الدكتور عدنان جمجوم وقال له «موافق بشرط ألا يدخل نزيه نصيف عندي المستشفى!»، وبالفعل نجح في معالجة المستشفى لأنه إداري ممتاز.
• من هم الأشخاص الذين مازلت تتواصل معهم حتى الآن؟
•• كثيرون منهم عبدالعزيز الزامل، مبارك الخضرة، وعبدالله الحبيب، الدكتور صالح العمير، ومن زملاء الدراسة الذين أتواصل معهم الأمير أحمد بن عبدالعزيز، حيث إننا كنا أعضاء في الكشافة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، والدكتور أحمد عاشور، والدكتور وليد بخاري، والدكتور فيصل شاهين، والدكتور مازن فيتاني.
محاسبة النفس
• هل تحاسب نفسك وتعيد حسابات تصرفاتك؟
•• بالتأكيد وهذا مطلوب من كل شخص فالخوف من الله أمر ضروري وكثير من المرات أراجع فيها نفسي وأتساءل: هل ظلمت إنسانا حتى لو كان الفراش، أو موظفا صغيرا، ولا أتردد في طلب العفو والمسامحة منه.
• والدكم كان وزيرا للصحة وأنتم أصبحتم وكيلا للوزارة نفسها ماذا تقول عن تلك الصدفة؟
•• عندما كان والدي وزيرا للصحة ونظرا لشقاوتي كان في أوقات الإجازات يصطحبني معه إلى الوزارة وبعد أن عينت وكيلا للوزارة داومت في نفس المكتب الذي كنت أذهب إليه وأنا طفل صغير بعد أن بنت الوزارة مكتبا جديدا للوزير وتركوا مكتب والدي للوكيل، وأذكر هنا حادثة طريفة مع مدير مكتب وزير الصحة عبدالرحمن عبدالكريم، وكان هو أيضا مديرا لمكتب الوالد، فقال لي ألا تذكر أنك كنت تأتي إلى هنا وتشخبط على تلك الأوراق، فكثير من أصدقاء والدي أصبحت أنا رئيسهم منهم الدكتور مصطفى عبدالكريم والدكتور هاشم ربيع.
ذكريات رمضان
• ماذا تتذكر من رمضان؟
•• من الصدف أن ولادتي كانت في رمضان وأن كل الأشياء الجميلة التي حدث معي وتحققت، معظمها تحقق في شهر الخير، وأقصد هنا المواقع التي تشرفت بالعمل فيها في خدمة الدولة، ونيتجة لذلك تجدني أفرح كثيرا بقدوم شهر رمضان لما يحمله للإنسان من خير كثير وبالذات لي حتى أنني أتمنى أن تكون جميع أشهر الله هي شهر رمضان ويكفي أن الله سبحانه وتعالى جعل فيه ليلة تحمل فيها خير ألف شهر وهنيئا لمن تكتب له تلك الليلة.
أما بالنسبة لمظاهر رمضان فكون نشأتي كانت في منطقة البلد ومعظم أوقاتي قضيتها في تلك المنطقة حتى أصبحت لا أستطيع الابتعاد عنها ولا أبالغ إن قلت إنني لا أشعر بسعادة قدوم رمضان إلا حينما تطأ قدماي منطقة البلد القديمة ويشتم أنفي رائحتها والسبب أن تلك المنطقة هي صندوق ذكرياتي وأحلامي وفيها استعيد ماضي أجدادي وفيها أشتم رائحة الماضي الجميل، فعلى الرغم من ضيق أزقتها وتكدسها بالسكان وازدحامها بالمتسوقين إلا أنها وتحديدا في شهر رمضان تجذب الإنسان إلى ماضي جدة كيف كانت زمان وتجعله يفكر في جدة كيف أصبحت حاليا، فمدينة جدة لها طعم خاص وكما قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عنها أن جدة تتميز عن غيرها من المدن كونها تقع على يمينها مكة المكرمة وعلى يسارها المدينة المنورة.
أول صيام
• متى أول مرة صمت فيها؟
•• أول مرة بدأت أصوم فيها كان بتشجيع من الوالدين وكان ذلك في السابعة وأتذكر أول يوم صمت فيه واصلت حتى مغيب الشمس والإعلان عن دخول موعد الإفطار فيما فشلت في مواصلة الصيام في الأيام الأخر ومع ذلك من فضل الله لم يفتضح أمري أمام والداي، وحينما بلغت العاشرة صمت رمضان كاملا ومن يومها وحتى يومنا هذا لا أتذكر أنني أفطرت يوما واحدا تحت أي ظرف حتى في سفري أحرص على الصوم وقد طبقت أسلوب التدرج في الصوم مع الأولاد، كنت أشجع الواحد منهم وحتى عندما أضبطه متلبسا فاطرا لا أعاقبه ولا ألومه وإنما كنت أشجعه وأزيد في تشجيعه حتى عندما بلغ العاشرة يصبح الواحد منهم قد اعتاد على الصوم، وأعتقد أن هذه هي الطريقة الصحيحة في ترغيب الأبناء في التقرب إلى العبادات بأن نشجعهم ولا نلومهم ومع الوقت يعتاد الواحد منهم.
• ماذا عن ذكريات الطفولة؟
•• بحكم صغر سني ذكرياتي بسيطة ولكن أتذكر كلما وجد الوالد فرصة اصطحبني معه إلى السوق أو موقع الألعاب الشعبية ومازلت أتذكر ابتساماته وضحكاته وهو يراني أضحك عندما تطير بي المرجيحة «مدريهة» وأتذكر أيضا الدراجة الهوائية «بسكليتة» التي اشتراها لي والدي يومها شعرت أنني ملكت العالم بتلك الدراجة لأنها تعتبر في ذلك الوقت من الهدايا الصعب تحقيقها نظرا للظروف الاقتصادية.
• كيف تنظرون إلى رمضان في وقتنا الحالي؟
•• أعتقد بل أجزم أن رمضان زمان هو الأفضل والروحانية الأكثر بسبب الحياة البسيطة التي كانت تسود حياتنا في تلك الأوقات وبسبب ترابط الأسر وتقارب البيوت عكس اليوم الذي تباعدت فيه كل تلك الأشياء أصبح الجار لا يدري عن جاره حتى وإن كان أخاه وأصبحنا نطالع التلفزيون والجوال أكثر من مطالعتنا لجيراننا وأحبابنا، فالتقنية رغم أن لها دورا كبيرا في حياتنا سهلت علينا أمورا كثيرة ووفرتها إلا أنها حرمتنا من اللحمة الاجتماعية.
• الغالبية من الناس لا يعرفونكم إلا أمينا لجدة، كيف تفسرون ذلك؟
•• نعم، رغم أنني تنقلت في كثير من المواقع الحكومية وتشرفت بالعمل فيها إلا أنني أعتقد أن الناس لا تتذكرني إلا كأمين لجدة وأفسر ذلك بأن الإعلام كان له دور، إضافة إلى احتكاك الكثير من الناس بالأمانة.
• ما أكثر شيء يؤلمك في الحياة؟
•• لا أقول يؤلمني ولكن أستغرب من بعض المسؤولين عندما يتولى أحدهم قيادة موقع معين ودون أن يعطي نفسه فرصة يغير بعض الأنظمة الإدارية التي يكون سلفه قد وضعها، ومع ذلك إجابتي هنا ليس اعتراضا أو مدحا لنفسي لأني أؤمن أن الأنظمة الإدارية تتغير بالمتغيرات ولكن أتمنى وقبل الإقدام على أي تغيير دراسة النظام الإداري السابق وتحديثه حتى لا يتأثر المستفيد من هذا النظام ويجد نفسه أمام أنظمة إدارية جديدة تتطلب منه بعض الاشتراطات التي لم تكن موجودة من قبل.
• ما هي الأمنية التي تمنيت تحقيقها قبل مغادرة الأمانة ولم تتحقق؟
•• تمنيت وقبل مغادرتي لأمانة جدة أن أنتهي من مشروع الصرف الصحي الذي أرقني كثيرا وقد حاولت الانتهاء من ذلك المشروع إلا أن الوقت لم يسعفني.
علاج العشوائية
• من وجهة نظركم ما هو الحل في معالجة مشكلة الأحياء الشعبية؟
•• أعتقد أن الحل لمعالجة الأحياء الشعبية هو خلخلتها وليس إزالتها بالكامل فالإزالة ما لم تكن ضرورة ملحة لا يمكن معالجة ذلك الحي إلا بإزالة هنا لا حديث إلا للإزالة، لهذا أتمنى أن تعالج الأحياء الشعبية بخلخلة شوراعها مثلما فعلنا في حي السبيل عندما كنت أمينا لجدة.
اختفاء الميادين
• البعض يرى أن اختفاء الميادين هو طمس لمعالم جدة، ما رأيكم؟
•• أعتقد أن القائمين على أمانة جدة أدرى بما يفعلون، لكن من وجهة نظري وأمنيتي هو أن تبقى الميادين في مواقعها ونلجأ إلى الإشارات الضوئية، فالميادين هي أحد ملامح جدة والتفريط فيها أمر محزن.
• من وجهة نظركم، هل ستنجح شبكة النقل في جدة؟
•• أعتقد أن شبكة النقل التي ستنشأ في جدة ستسهم كثيرا في حل مشكلة الازدحام المروري في المحافظة خاصة أن جدة تتوسع مع الأيام ويزداد عدد سكانها وسينجح المشروع إذا آمن الناس بأن وسائل النقل الجماعية هي الأفضل من استخدام السيارة في مشاويرهم التي يصلها النقل الجماعي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.