قال المدرب الوطني عبدالله صمهود في قراءته الفنية لمباراة الجزائر وألمانيا: بداية المباراة كانت قوية من جانب المنتخب الجزائري الذي فاجأ الالمان بالضغط المتواصل وكان الاقرب للتسجيل الا أن جميع المحاولات لم يكتب لها النجاح واعتمد المدرب الجزائري على التنظيم الدفاعي وإقفال جميع المنافذ الخلفية وتكثيف مناطق الوسط بأكبر عدد من اللاعبين ولعب المرتدات السريعة مع جري لاعبي الوسط ومتابعتهم للهجمات، كذلك لانطلاق الأظهرة بفترات متفاوتة ومساندتهم للهجمات والزيادة العددية في الهجمة. المنتخب الجزائري امتلك ثقة الكبار وذلك من خلال مبادراته الهجومية وتخليه عن المبالغة في الدفاع.كذلك قدرته على الضغط في الثلث الامامي للفريق الالماني بعدد ثلاثة لاعبين من اجل افتكاك الكرة وعمل هجمات مرتدة قريبة. البنية الجسمانية كانت مقاربة للالمان كما امتاز الجزائريون بالانضباط التكتيكي والتمركز الجيد والتوظيف الصحيح من المدرب واستغلال جميع إمكانات وقدرات لاعبيه. التحول من الحالة الدفاعية للحالة الهجومية كان أكثر من رائع واعتماد أسلوب لعب الكرات الطويلة خلف المدافعين الالمان مع استغلال سرعة وقوة المهاجمين الجزائريين. حارس المرمى (رايس) شكل مصدر أمان ولعب دور المنقذ للكثير من الكرات الخطيرة امام المرمى ولكن يعاب على المنتخب الجزائري عدم توزيعه المجهود البدني على طول مجريات المباراة وعدم استغلال الفرص المحققة للتسجيل وهذا أدى إلى إرهاقهم بدنيا وذهنيا. المنتخب الالماني وضح عليه الارتباك وخاصة في خط الدفاع واعتماده كثيرا على مصيدة التسلل الشوط الاول كان من أسوأ ما قدمه الالمان في هذه البطولة. في الشوط الثاني استعاد الالمان عافيتهم وحضورهم الفني وأمسكوا بزمام المبادرة الهجومية واعتماد اللعب على الاطراف واستغلال المساحات الفارغة خلف أظهرة الجزائريين ولعب الكرات العكسية داخل منطقة الصندوق والتي شكلت خطورة صريحة وواضحة في ظل وجودالمهاجم (مولر) كذلك اعتمد الالمان على التحضير البطيء في وسط الميدان والتمرير الكثير بحيث لا تتقدم الكرة إلا في المكان والوقت المناسب. باغت الالمان الجزائريين بهدف مبكر في الشوط الاضافي الاول من كرة عكسية ارضية وواصلوا ضغطهم حتى استطاعوا إحراز الهدف الثاني بعدها استفاق الجزائريون متأخرين وأحرزوا هدفا في آخر الوقت لتنتهي المباراة بفوز الالمان. ما صنع الفارق هو لياقة الالمان والاستغلال الأمثل للكرات أمام المرمى. * مدرب وطني