العنوان الأكبر لمواجهة الملحق الحاسمة بين المنتخبين السعودي والبحريني هو انتصار الانضباط التكتيكي واللعب بحسب الإمكانات، إضافة إلى انتصار الروح العالية والهدوء والتركيز والتي كانت عوامل مفصلية في ترجيح كفة البحرين. الشوط الأول بدأ المنتخب السعودي الشوط الأول بتشكيل غريب في خط الوسط بوجود عبداللطيف الغنام وسعود كريري، والملاحظة الأبرز أن اللاعبين متقاربان في الأداء والمهام من حيث قدراتهم الدفاعية الجيدة والبطء النسبي في الأداء الهجومي وكان من الأجدى مشاركة أحمد عطيف على حساب أحدهما حتى يكون هناك محور يساند الهجمة من العمق مع بقاء الآخر لأداء الأدوار الدفاعية. وشارك في الوسط الأيمن اللاعب المجتهد تيسير الجاسم في غير مركزه المعتاد كمحور ثان يساند في الهجمة على حساب مشاركة محمد نور في الوسط الأيمن وهو القادر على ملء هذا المركز أكثر من الوسط الأيسر الذي كان من الأولى مشاركة محمد الشلهوب فيه كلاعب خبير في هذا المركز. بدأت المباراة بضغط من المنتخب السعودي في ملعب البحرين والهجوم من العمق، وذلك للضعف الواضح في عمق المنتخب البحريني، وكذلك بهجوم سريع من الطرف الأيمن وسنحت فرص عدة من خلال ال20 دقيقة الأولى، تمكن المنتخب خلالها من تسجيل الهدف الأول من العمق البحريني بعد تمريرات سريعة مع ضياع عدة فرص ثمينة نتيجة للاستعجال أحياناً والبطء في تنفيذ الهجمة المرتدة مرات عدة، والأبرز أن المنتخب السعودي لم يتدرب على هذا الأسلوب بشكل جيد، وفي المرحلة اللاحقة سيطر المنتخب البحريني على المباراة نظراً للتراجع الكبير لخط الوسط عند منطقة الجزاء السعودية وعدم الضغط على حامل الكرة في وسط الملعب، ما أعطى حرية كبيرة للمنتخب البحريني بالتمرير من العمق والأطراف، وهو ما خلق فرصتين ثمينتين ل «الأحمر» أحرز من إحداهما هدف التعادل نتيجة لسوء تمركز خط الدفاع، فضلاً عن عدم وجود مساندة دفاعية من محمد نور لحسين عبدالغني، والأخير لم يقدم الدور الفاعل المطلوب منه لا من الناحية الدفاعية ولا على الصعيد الهجومي، والسبب في ذلك يعود إلى عدم وجود انسجام تكتيكي بين محمد نور وحسين عبدالغني، على عكس الجهة اليمنى التي أدت أدوارها الدفاعية والهجومية بشكل جيد. الشوط الثاني أجرى المنتخب البحريني تغييراً في نهجه التكتيكي دون تغيير في العناصر، بالاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة وعدم إعطاء مساحة للمنتخب السعودي للوصول للمرمى البحريني، فكان هناك سيطرة سعودية دون خلق هجمات حقيقية للتسجيل، وهو ما دعا بيسيرو إلى إجراء التغيير الأول بدخول أحمد عطيف مكان الغنام، ومن ثم نقل تيسير الجاسم للجهة اليسرى وعطيف للجهة اليمنى ونور خلف المهاجمين. وأدى التغيير التكتيكي ل«الأخضر» إلى الإقلال من فاعلية الجاسم، وذلك بسبب عدم إجادته اللعب في خانة الوسط (الأيسر)، في الوقت الذي تحسن فيه أداء نور بعودته إلى مكانه المعهود، ولاحقاً تم تغيير ناصر الشمراني والذي غابت نجوميته في هذا الشوط، بسبب المجهود الكبير الذي بذله في الشوط الأول، ما يعني حاجته إلى عمل لياقي كبير لتحسين حالته اللياقية، وبديلاً عنه أشرك بيسيرو مالك معاذ، ولم يكن التغيير مجدياً لعدم وجود مساحة كبيرة تساعد مالك في الظهور، وكان من الأولى وجود ريان بلال في دكة البدلاء كعنصر مميز في الألعاب الهوائية والزج به مع اللعب على الأطراف ورفع الكرات لبلال في محاولة لاستغلال الكرات الثابتة. أما التغيير الثالث للمدرب البرتغالي، فكان إقصاء عبدالله الشهيل (المجهد لكثافة مساندته الهجومية وعودته السريعة لاداء دوره الدفاعي) وإشراك اللاعب حسن معاذ بديلاً عنه، وكان من المفترض أن يكون معاذ ضمن القائمة الأساسية التي بدأ بها المباراة. الهدف السعودي الثاني جاء من كرة عشوائية استغلها ياسر بمتابعة ممتازة ولعبها على رأس المنتشري مسجلاً هدف التقدم، والذي لم يتمكن «الأخضر» من الحفاظ عليه نتيجة للارتباك وعدم التعامل بذكاء في قتل الوقت المتبقي، والذي لم يتجاوز ال 60 ثانية، مع عدم إغفال سوء التمركز لخط الدفاع في الركلة الركنية التي جاء منها هدف التعادل البحريني. * مدرب وخبير لياقة دولي