يتمسك أهالي الأحساء بالعديد من العادات الرمضانية العتيقة، منها تبادل الأطعمة الشعبية بينهم قبيل رفع أذان المغرب، ولا تزال هذه العادة منتشرة بين الجيران منذ القدم، خصوصا في الأحياء والبلدات الشعبية، حيث تنتقل الأطعمة التراثية بين السكان، ويأتي في مقدمتها الثريد وخبز الرقاق والخبيص واللقيمات والجريش والبلاليط والهريس، فيما أخذت بعض الأسر تضيف عليها بعض الأطباق التي تكون منتشرة عند الكل مثل الشوربة والمعكرونة وغيرها، وتعزز هذه العادات الشعبية روح التضامن والألفة بين أبناء المجتمع الواحد. وذكرت الستينية أم علي، أنها تحرص على تطبيق هذه العادة طيلة أيام شهر رمضان طلبا للأجر والثواب وتعزيز صفة التراحم التي حث عليها ديننا الحنيف في ظل أجواء رمضانية روحانية، مؤكدة أنها تجد في ذلك سعادة كبيرة، مطالبة الأسر المقتدرة بالمحافظة على تلك العادات لأنها جميلة، وتوطد العلاقات في المجتمع وتجلب الأجر والمثوبة من الله. وأشارت الستينية أم خالد، إلى أنها لا تستطيع أن تترك العادات الشعبية، التي يتوارثها المجتمع الأحسائي جيلا بعد آخر. مشيرة إلى أن عادة تبادل الأطباق والأطعمة الشعبية بين الأهل والجيران متداولة منذ القدم، حيث كانت النساء في الماضي يتبادلن الأطباق الشعبية كالبلاليط وخبز الرقاق والخبيص واللقيمات وغيرها من المأكولات من باب المشاركة المعنوية والاجتماعية. وألمح علي القحطاني، إلى أن تلك العادات الموروثة منذ القدم تسهم في توطيد العلاقات بين الأهالي وتجلب الأجر والثواب، وتصفي النفوس وتزيد الألفة والمحبة.