«الإعلام لغة.. هو مصدر الفعل أعلم، وهو من علم من العلم الذي هو إدراك الشيء بحقيقته، يقول الراغب الأصفهاني «أعلمته وعلمته في الأصل واحد، إلا أن الإعلام اختص بما كان بإخبار سريع، والتعليم اختص بما يكون بتكرير وتكثير حتى يحصل منه أثر في نفس المتعلم». هكذا استهل الأستاذ سليمان محمد العيدي حديثه عن تعريف الإعلام لغة في كتابه «ملامح من الثقافة الإسلامية في الإعلام السعودي المعاصر»، مستندا إلى ما جاء في كتاب «المفردات في غريب القرآن» للراغب الأصفهاني. وعلى هذا قال العيدي «يكون الإعلام هو إحاطة الآخرين بشيء ليدركوا حقيقة كنهه، وهكذا نجد أن الإعلام في اللغة لا يفي بحقيقة مفهوم الإعلام اليوم؛ لأن الإعلام ليس إخبارا فحسب، فالإعلام له وظائف ومهام أخرى غير الإخبار». وبما أن القرآن الكريم.. هو المصدر الرئيسي للثقافة الإسلامية وفيه كما أكد الباحثون كامل أركان الرسالة الإعلامية، فقد رأيت بتوفيق الله أن هناك ما يمكن أن نطلق عليه «الإعلام القرآني» ليكون إعلاما وإحاطة للمتلقي بأمور عظيمة في كتاب الله، تحقق إدراك بعض حقائق «ذلك الكتاب» العظيم ومكانته العالمية وهو ما سوف أعرض له تحت عنوان رئيسي «الإعلام القرآني» وبعناوين مختلفة لكل مقال طيلة شهر رمضان المبارك، شهر القرآن انطلاقا من البداية العظيمة «اقرأ» قال تعالى «اقرأ باسم ربك الذي خلق» وقوله تعالى «الذي علم بالقلم» وقال تعالى «كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين». إنه ذلك الكتاب المبارك الذي أنزل في ليلة مباركة في شهر مبارك، شهر رمضان شهر العطاء اللا محدود من رحمة الله. قال تعالى «إنا أنزلناه في ليلة مباركة»، وقال سبحانه «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس». وقوله عز وجل «إنا أنزلناه في ليلة مباركة» وقال سبحانه «إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر». ذلك هو الكتاب المتجدد العطاء، قال تعالى «فاستبقوا الخيرات» تلك دعوة الحق إلى التسابق نحو الخيرات في شهر الخير والبركة.