منظومة السياحة في وقتنا الحاضر أصبحت صناعة واحترافا. والمنظومة متكاملة من عناصر أساسية مثل وجود وسائل الترفيه المناسبة في مواصفاتها حتى النظافة والجداول المنتظمة لوسائل المواصلات. من الضروري وجود شبكة متكاملة من الأماكن المطورة ولها ارتباط بالإنسان والتاريخ. وتزداد الأهمية التاريخية وتطوير المحتوى في المواقع التاريخية الموثق والمبوب والحقيقي، والإسناد لهذا التاريخ بطرق علمية ووسائل التعليم الحديثة في المواقع، للسائح المحلي والدولي والإرشاد إما إلكترونيا أو بالمرشدين. والترجمة وتعدد اللغات المتوفرة فليس كل سائح يتكلم العربية أو الإنجليزية. السائح يرى مناظر حقيقية أمامه ويقيم (بالشدة) مستوى السياحة بها ويرى مابها من تنظيم خدمة وتهيئة بيئة سياحية نظيفة ومناسبة مع تناسب واضح بين الخدمات والأسعار. حتى مكاتب هيئة السياحة وعناوينها الواضحة. ويشعر السائح بالثقافة السائدة حوله من تصرفات من يخدمه منذ وصوله إلى حين مغادرته. ويعي تماما مدى الترحيب أو السلبية من السكان المحليين. يلاحظ كل مايقال له من كلمات ترحيب وخدمة وعناية. أضف لذلك تصرفات السياح الآخرين. ويستنشق النقاء والصفاء. نعود إلى ربوع الطرق السياحية فلدينا كنوز سياحية حاليا إما تزال بسبب مزاج متخذ قرار لا يتشاور مع مالكي هذه الحقوق العامة، ولأنها تزعجه وتقف في طريق خطط تطويرية تعقد التنفيذ إن أراد الحفاظ على الآثار. أماكن ولادة الشخصيات التاريخية مهما صغرت أو قلت يجب تسويقها. وهذه لا تختلف عن قضية تحويل الأراضي الزراعية إلى عقارية مثل مايحصل في المنطقة الشرقية والمدينة المنورة والقصيم وجازان. وهذه بالذات يمكن أن تكون مسرحا لأنشطة سياحية متعلقة بالزراعة والبيوت الخضراء. بينما تتسابق الدول لإبراز كل التاريخ الموجود لديها. بينما لدينا أماكن تاريخية معروفة دمرت وتدمر، كانت تقيم فيها وجلست شخصيات تاريخية معروفة من الملوك أو أماكن ولد بها شخصيات تاريخية معروفة ويعرفها العالم، ماهي القيمة السياحية لهذه الأماكن ؟. أو ليس من الأفضل أن ننمي القيم المتوارثة ونطور ارتباط الإنسان بالأرض، فيتعلم ويتربى على تاريخ البلاد ويقدره إلا برؤية التاريخ مجسما أمامه وملموسا. وكيف نعرف العالم على تاريخ هذا البلد العظيم؟. أذكر قلاعا قديمة موجودة في كل حي ومشارف المدن وخزانات تجميع مياه الأمطار الضخمة من الحجر المنقبي هدمت وأزيلت ولم يترك لها أثر.. هنالك أمل كبير جدا في السياحة السعودية.