لأن الثقافة الجنسية الوقائية غائبة في مجتمعنا، ومازالت تصنف ضمن كلام العيب، والذي لا يصح الخوض فيه، يتعرض كثير من أبنائنا وبناتنا للتحرش الجنسي أو الاغتصاب، ويزداد الأمر خطورة، أن ثقافة العيب أفرزت نوعا من الخوف القاتل، الذي يجعل المتحرش به أو بها يلتزم الصمت، ويشكل بصمته وخوفه درعا واقيا للمجرم المتحرش به ويشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم مرارا وتكرار دونما أي خوف. والمشكلة أن جرائم التحرش الجنسي بالأطفال لا تقتصر على الغرباء، ولكن أكثر الحالات التي تكتشف هي من الأقارب للأسف الشديد؛ لأنهم مأمونون من جانب الأهل ومن جانب الأطفال أنفسهم، ولذلك يجب على الآباء أن يتعلموا الإجابة على سؤالين هامين: 1- كيف تعرف المتحرش الجنسي؟. 2- كيف تعرف أن ابنك أو بنتك تعرض للتحرش الجنسي؟. المتحرش الجنسي وفق وصف المختصين له، يفضل صحبة الأطفال الأصغر سنا ويمضي وقتا طويلا معهم بدلا عن أقرانه، ويحرص دائما على أخذ الأطفال الأصغر سنا لأماكن سرية أو يلعب معهم ألعابا مثل لعبة الطبيب ليتمكن من لمس أعضائهم الحساسة، ويصر على الاتصال الجسدي بالطفل، ويخلط في القواعد الاجتماعية (أي لا يفهم العيب)، وقد يكون نموذجا للعاطفة والود، وقلقا أو مكتئبا، ويبدو بحاجة للمساعدة، ويخبرك بعدم رغبته بالبقاء وحيدا مع الطفل أو مجموعة من الأطفال، أو يصبح قلقا عند وجود طفل معين، ويبدو كمن يطلب المساعدة، ويثير نقاشا حول قضايا جنسية، عدوانيا أو مندفعا جنسيا، وتصرفاته أو لغته فيها مدلول جنسي. أما علامات تعرض الطفل للتحرش الجنسي فهي، أن نومه يصبح مضطربا ويعاني من كوابيس مزعجة، ولا يأكل أو تقل قابليته للطعام، ويتغير مزاجه فيصبح سريع البكاء والهيجان والإثارة، ويبدأ بالانطواء والانعزال عن زملائه وأسرته، ويشعر بالخوف الشديد، ويزيد التصاقه بأمه أكثر من ذي قبل، وقد يتحول إلى شخص عدواني، ومن فرط الإهانة قد يجهش الطفل بالبكاء مرارا، راقبوا هذه العلامات واحذروا فقط، ربما هذا يكفي.