يلاحظ على الطفل المعتدى عليه الخوف الشديد (الشرق) الدمام – سحر الشهري د. خالد الحليبي أوضح مدير مركز التنمية الأسرية الدكتور خالد الحليبي ل “الشرق”، أن نسبة التحرش الجنسي بالأطفال في الوطن العربي وصلت إلى %22، مبينا أنها نسبة غير دقيقة كليا، لأن المجتمع العربي محافظ ويتكتم على مثل هذه الحالات. وبيّن أن التحرش يتم عن طريق إغراء الطفل بقطعة حلوى أو نقود، كما أن حياء الطفل ورضاه بما يحدث راجع لخوفه من الفضيحة وخجله، فهو يرفض التحرش بفطرته، إلا أن حياءه يدفع به للقبول والصمت، ما يؤثر سلبيا على نفسيته، فيستغل المتحرش هذا الخوف ويعمل على تهديده بالفضيحة، ويستمر في تحرشه حتى يصبح الأمر معتادا عند الطفل. خوف شديد وذكر الحليبي أن الطفل المتحرش به يلاحظ عليه الخوف الشديد، ورفض الذهاب للطبيب، إضافة إلى تعرضه للكوابيس المزعجة، كما يمكن أن تسيطر “الجريمة” على تفكيره، وقد يشوب رسوماته نقوش تعبر عن الجنس، إلى جانب خوفه وتوتره لو تحدث أحد أمامه عن التحرش أو سئل عن ذلك، وشعوره بألم في أعضائه الجنسية. وذكر الحليبي أن الطفل يمكن أن يتلذذ بهذا الفعل ويعتاده، حتى يصل إلى الانحراف، ما لم يتلقَ من يردعه وينصحه، كما أنه يخاف من الإفصاح لوالديه خوفا من العقاب الذي سيترتب عليه، ما يدفعه للخضوع لرغبات المعتدي، وأضاف “تهديد المعتدي للمجني عليه يدفعه للصمت، وكم من شاب لجأ إلينا باكيا بكاء شديدا، وسائلا ماذا يفعل، ما يدل على المرارة التي يعيشها. شخصية عدوانية وأشار الحليبي إلى تحول المعتدى عليه إلى شخصية عدوانية وانتقامية، كما قد يكون منطويا وكارها للمجتمع، وليس له أي علاقات اجتماعية، فيما يصاب غالبهم باضطرابات نفسية مختلفة، كالنكوص والكآبة وتأنيب الضمير، والوسواس القهري، وقد يقبل أحيانا على الانتحار، وتضعف ثقته بنفسه وبالآخرين، كما قد يصاب بأمراض عضوية وعقلية جسيمة. وشدد الحليبي على ضرورة عدم تعويد الطفل على الدلال والاحتضان الزائد، خاصة في فترة المراهقة، فقد يتعود الطفل على ذلك، كما يجب تعويده على النوم في غرفة بمفرده منفصلا عن أبويه، وعدم السماح له بالذهاب إلى فراشه دون حاجته للنوم، وقال “يجب على الأهل اليقظة والحذر، وتحذيره من وقوعه في شباك المتحرشين”. برامج توعية ونوه الحليبي إلى إمكانية تلميح الطفل عن تعرضه للتحرش بطريقة غير مباشرة، وقد يخبر أصدقاءه بذلك ليوصلوا الخبر بدورهم للكبار، كما أن منهم من يبلغ عن تعرضه للتحرش من خلال برامج التوعية والسلامة في المدارس. وأوضح الحليبي أهمية حماية الطفل، إضافة إلى تربيته على الحياء وستر العورة، ونهيه عن اللعب بأعضائه الجنسية، ومشاهدة أي مواد إعلامية غير مناسبة، فضلا عن التفريق بين الأطفال في مكان نومهم كما أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، إلى جانب مراقبة سلوك الخدم وعلاقتهم مع الأطفال.