أكد طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي المستقيل، أن الأوضاع في العراق أصبحت كارثية وفوضوية، وهناك انهيار كامل لنظام المالكي بسبب السياسات الخاطئة لحكومته الطائفية التي أوصلت العراق إلى هذا المنحدر الخطير بسبب السياسات الطائفية والإقصائية التي مورست في العراق خلال الأعوام الماضية والتي هددت أمنه واستقراره وسيادته وجعلته مرتعا للحروب الطائفية والتنظيمات الإرهابية والتبعية للمرجعيات الشيعية. وثمن الهاشمي في حوار أجرته «عكاظ» موقف المملكة الذي يعكس حرصها على إرساء الأمن والسلام ورغبتها الصادقة في الحفاظ على وحدة العراق وسلامته وإبعاد شبح الحروب الأهلية والطائفية عنه ودعم الشعب العراقي المغلوب على أمره والذي يواجه تحديات أمنية وسياسية حادة تتطلب إنقاذه وإحلال السلام في الداخل العراقي وإنهاء التدخلات الخارجية في العراق.. وفيما يلي تفاصيل الحوار: ثمة من يخلط بين داعش وثوار العراق اليوم.. ما الذي يجري حقيقة على الأرض؟ في الحقيقة، إن العرب السنة في العراق ثاروا على الظلم والتمييز والتهميش منذ سنة ونصف في محافظاتهم الست واضطروا لحمل السلاح دفاعا عن أنفسهم بعد أن استخدم نوري المالكي السلاح خلافا للدستور في هجومه على ساحة اعتصام الحويجة في 23 من نيسان العام الفائت، وكررها في الأنبار في هجومه على منزل النائب أحمد العلواني فك الله أسره في أول ديسمبر الماضي. ما حصل في الموصل وكركوك وصلاح الدين إنما هو امتداد لهذه الانتفاضة التي ربما أخذت شكل ربيع عراقي بمضامينه في التصدي للاستبداد والظلم والفساد لنظام المالكي. في الواقع، إن الثورة في العراق هي ضد نظام المالكي بهدف الضغط عليه والاستجابة لمطالبهم المشروعة بعد تفاقم الظلم والتهميش والقهر، وعجز السياسيين السنة ليس فقط في عدم قدرتهم على ضمان دولة العدل والمساواة رغم ما بذلوه من جهد وقدموا من تضحيات، بل حتى أن يحموا أنفسهم، العرب السنة فقدوا الأمل في العملية السياسية السلمية أو في الآليات الديمقراطية لإصلاح واقع حال محزن لم يعد الصبر عليه ممكنا. لكني أسأل: أما كان على المجتمع الدولي وهو يتحسس من العنف والإرهاب أن يستجيب مبكرا لمناشداتنا لرفع الظلم عنا قبل أن تتفاقم الأمور ويصبح العلاج مستحيلا أو مكلفا جدا؟. كيف تقيمون الموقف الأمريكي من ما يجري الآن، وما هو موقفكم من التدخل؟ الموقف الأمريكي السياسي يتجاهل قاعدة صحية تقول (درهم وقاية خير من قنطار علاج)، والإدارة الأمريكية لا تأخذ بالمبادرة وتعمل على تطويق المشكلة حالا أو حتى قبل حصولها، بل تدعها تتراكم وتتفاقم عندها تنتبه وتصحو وتجيش الجيوش والأساطيل، أي أنها تتحرك عندما يصبح العلاج مكلفا جدا، الولاياتالمتحدة تعمل عادة بطريقة ردة الفعل ليس إلا. هل يؤيدون عملا عسكريا أمريكيا في العراق؟ أعترض على أي تدخل عسكري لأنه سوف يفاقم الوضع ولا يخدم حتى المصالح الأمريكية، وتصريحات الرئيس أوباما ووزير خارجيته كيري استبعدت التدخل العسكري وناشدت السياسيين العراقيين حل المشاكل العالقة بما يخدم استقرار العراق. آمل أن تبقى الولاياتالمتحدة على هذا الموقف ولا تغيره. صرح الرئيس الإيراني أن بلاد مستعدة لمساعدة العراق في حال طلب ذلك، ماذا يعني هذا الأمر وما هو موقفكم؟ يعني أن إيران تتدخل فعلا، ليس الآن ولكن منذ أن نشطت كطرف في المساعدة في غزو العراق وتفكيكه كدولة. نحن نرفض التدخل جملة وتفصيلا، لكنه حصل وهذه المرة على نطاق واسع وإلا ما الدافع وراء إقامة الجنرال سليماني في المنطقة الخضراء، رغم أن العالم يتفرج ولا يكترث. الثوار على وجه اليقين لن يجعلوا تدخل إيران نزهة، إيران انتصرت لنوري المالكي على ظلمه وفساده، ترى من ينصر المظلومين والمهمشين من العرب السنة؟. ماذا عن الموقف العربي واجتماع الجامعة، هل تعولون عليه؟ لا نعول عليه كثيرا، الجامعة العربية لم تتحرك بالشكل الإيجابي ونظام نوري المالكي استفاد من غياب الجامعة عن العراق. حتى اللحظة تستكثر الجامعة الاستماع لممثلي العرب السنة لطرح مظلوميتهم بينما انفتحت أمامهم أبوب البرلمان الأوروبي والدولي والبرلمان البريطاني والكثير من المنظمات المتخصصة. ونحن نثمن موقف مجلس التعاون الخليجي وأناشده لوقف ما يجري في العراق والاستماع لهمومه وتلبية مطالبه والعمل على نقل قضيتهم للمجتمع الدولي. هل ما جرى في الموصل يعكس حقيقة هشاشة الجيش العراقي؟ الذي انهزم في العراق ليس الجيش العراقي، بل جيش المالكي الطائفي وهو جيش تأسس وتثقف على خطى ودرب قادته الفاسدين، جيش مثل هذا كيف يصمد، وانهيار نظام المالكي مسألة وقت. ما هو الحل الآن برأيكم، وكيف السبيل لعودة الأمن في العراق؟ الطريق صعب وربما طويل وهو مليء بالمعاناة خصوصا بعد أن تحول الصراع من سلمي إلى مسلح، وتفاقم بصدور فتاوى المرجعية الشيعية التي لونت الصراع بلون طائفي، واستنفر كل قادر على حمل السلاح لقتال السنة، إضافة لوجود عناصر متشددة غير منضبطة يمكن أن ترد بعنف غير مسبوق وهذا مالا نتمنى حدوثه ونشجبه. وتدخل المجتمع الدولي ربما حان وقته ليتناول الملف العراقي ويعالج جذور المشكلة ولا يكتفي بالتعاطي مع مظاهرها بإصدار بيانات لا تغني ولا تسمن من جوع. ما هو مستقبل المصالحة العراقية وإمكانية تحقيقها في هذه الفترة الحرجة والمتوترة؟ أصبحت من الماضي اليوم بعد أن ضيع نوري المالكي فرصا واعدة بغطرسته الطائفية وحقده على العرب السنة، هناك اليوم حقائق ميدانية على الأرض فرضت نفسها وبدلت الكثير من قواعد اللعبة. كيف تنظرون لموقف المملكة حيال ما يجري في العراق؟ إن موقف المملكة يعكس حرصها على إرساء الأمن والسلام ورغبتها الصادقة في الحفاظ على وحدة العراق وسلامته وإبعاد شبح الحروب الأهلية والطائفية عنه ودعم الشعب العراقي المغلوب على أمره والذي يواجه تحديات أمنية وسياسية حادة تتطلب إنقاذه وإحلال السلام في الداخل العراقي وإنهاء التدخلات الخارجية من العراق، لأن الأوضاع في العراق أصبحت كارثية وفوضوية بسبب السياسات الخاطئة لنوري المالكي التي أوصلت العراق إلى هذا المنحدر الخطير بسبب السياسات الطائفية والإقصائية التي مورست في العراق خلال الأعوام الماضية والتي هددت أمنه واستقراره وسيادته وجعلته مرتعا للحروب الطائفية والتنظيمات الإرهابية والتبعية للمرجعيات الشيعية.إن الشعب العراقي لن ينسى مواقف المملكة الداعمة للعراق في السراء والضرار وحرصها أن ينعم الشعب العراقي بالأمن والأمان وإنهاء أزماته التي يعاني منها بسبب سياسات حكومة المالكي الإقصائية والتهميش المتعمد للكيانات العراقية السنية.