المملكة تختتم مشاركتها في الدورة الوزارية للتعاون الاقتصادي والتجاري "الكومسيك"    ترمب يوجه كلمة عاطفية للأميركيين في اللحظات الأخيرة    المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي يسجل 2457 جريمة لإسرائيل ضد الفلسطينيين خلال أسبوع    خسائرها تتجاوز 4 مليارات دولار.. الاحتلال الإسرائيلي يمحو 37 قرية جنوبية    شتاء طنطورة يعود للعُلا في ديسمبر    يعد الأكبر في الشرق الأوسط .. مقر عالمي للتايكوندو بالدمام    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل المصري    "إنها طيبة".. خريطة تبرز 50 موقعًا أثريًا وتاريخيًا بالمنطقة    أمير الشرقية يستقبل الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير محمية الملك عبدالعزيز الملكية    الموافقة على الإطار العام الوطني والمبادئ التوجيهية للاستثمار الخارجي المباشر    الاستخبارات الأمريكية تكثف تحذيراتها بشأن التدخل الأجنبي في الانتخابات    منتدى "بوابة الخليج 2024" يختتم أعماله بإعلانات وصفقات تفوق قيمتها 12 مليار دولار    رابطة محترفان التنس..سابالينكا تحجز مقعداً في نصف النهائي.. ومنافسات الغد تشهد قمةً بين إيغا وجوف    كيف يعود ترمب إلى البيت الأبيض؟    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يرأس اجتماع المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف    محافظ الخرج يستقبل مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    انعقاد مؤتمر الأمراض المناعية في تجمع عالمي وطبي    أطفال اليمن يتألقون بتراثهم الأصيل في حديقة السويدي    الطائرة الإغاثية السعودية ال19 تصل إلى لبنان    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    فوز 11 شركة محلية وعالمية برخص الكشف في 6 مواقع تعدينية    إشكالية نقد الصحوة    أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    إعادة نشر !    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    «DNA» آخر في الأهلي    سلوكيات خاطئة في السينما    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    تنوع تراثي    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    مسلسل حفريات الشوارع    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض    أمير تبوك يستقبل القنصل البنجلاديشي لدى المملكة    مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العراق أمام خيار صعب.. يكون أو لا يكون
أجندة إيران.. أن يبقى العراق مهدِّدا للأمن العربي.. طارق الهاشمي ل«عكاظ»:
نشر في عكاظ يوم 02 - 11 - 2012

دعا نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي الدول العربية إلى إنقاذ العراق من الهيمنة الإيرانية وكف يدها فورا عن منطقتنا، مؤكدا أن العرب السنة الذين يشكلون المكون الأكبر في تعداد السكان يعانون التهميش والظلم والجور بسبب تزايد النفوذ الإيراني، وحرص حكومة نوري المالكي على تنفيذ أجندة إيران في البلاد. وكشف الهاشمي ل «عكاظ» عن أن المالكي أرسل فرقا سرية لتتبع خطواته بهدف اغتياله، لكنه أكد أنه لا يخشى الموت فروحه ليست أهم من أرواح ملايين العراقيين الذين يعانون الجور، ويخضع عشرات الآلاف منهم للتعذيب داخل سجونه.
وأوضح أن أجواء العراق وبرها أصبحا جسرا لنقل العتاد والبشر والتقنيات الإيرانية إلى سورية بهدف سحق الثورة هناك، والإبقاء على حكم بشار الأسد، لكنه جزم أن حكم بشار إلى زوال، وأن الثورة ستنتقل مباشرة إلى العراق لتتم الإطاحة بحكومة نوري المالكي. وبالتالي سقوط النفوذ الإيراني في العراق.
وأفصح عن تخوفه على مستقبل العراق، ومن الملفات التي يعمل على تلفيقها المالكي ضد خصومه السياسيين ومن بينها الملف الكردي. مؤكدا أن «لدى المالكي مشكلة كبيرة جدا مع مسعود البرزاني وحتى مع الرئيس جلال طالباني. وأخذ يهدد بأن في حوزته ملفات سريه ستعرض على الملأ تتعلق بتصدير النفط وعمولات واتصالات مع دول أجنبية.
قضايا كثيرة وملفات متعددة في الحوار التالي:
• بداية، نبارك لكم أداء فريضة الحج، كيف أديتم هذه الشعيرة المباركة؟
• أولا من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وشكري أولا بعد شكر الله لخادم الحرمين الشريفين، والحكومة الرشيدة على هذا المستوى الراقي من الخدمات، وتيسير أمور الحجاج، وعلى هذا التنظيم الرائع الذي ذللت بموجبه الصعاب على الحاج والمعتمر، وأنا أدعو الله لهذه الدولة المباركة وقيادتها الرشيدة وشعبها المبارك أن يوفقهم جميعا لتتواصل جهودكم المباركة لخدمة ضيوف الرحمن لأداء الحج والعمرة أو الزيارة. كما أذكر أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم على هذه الأمة وليس عليكم فقط بهذه القيادة المؤمنة والحكيمة، وهذا الشعب الوفي لرسالته، لإدارة شؤون هذه البلاد، وخدمة المسلمين في كل مكان. والحقيقة أننا لم نواجه أي مشاكل في رحلة الحج سواء في مكة المكرمة أو في المشاعر المقدسة؛ وذلك نتيجة التنظيم الهائل والمحكم لخطط وبرامج الحج. وأشكر القيادة السعودية على إتاحة الفرصة أمامي للحج، وهذا فضل لن أنساه ما حييت بإذن الله.
• وكيف وجد الحجاج العراقيون الخدمات المقدمة لهم؟
• لا علاقة لي بالهيئة المعنية بأمور الحجاج العراقيين، لدي اتصالات مع بعض الحجاج العراقيين ولديهم انطباع أن كل الخدمات ميسرة والتسهيلات ممتازة، والحج خلا من الحوادث، وهذا الأمر دليل على الاحترافية لدى الأجهزة السعودية في تنفيذ خطط الحج والحجاج العراقيون سعداء بأداء حجهم وهذا محل شكر ودعاء الجميع لقيادة هذه البلاد المباركة بالخير والسداد.
العراق في وضع صعب
• أنتقل معك إلى الملف العراقي، إلى أين يتجه هذا البلد العربي، وهل أصبح طارق الهاشمي بعد صدور الحكم الغيابي بإعدامه خارج المشهد السياسي؟
• العراق بسبب السياسات الخاطئة القائمة منه جعلته أمام مفترق طرق، فالبلد الآن أمام خيارين لا ثالث لهما. إما بناء عراق يستوعب الجميع بمختلف الأطياف ومتساوين في الحقوق والمسؤوليات والهوية الوطنية هي المعيار، أو أن هذا البلد ينتهي إلى الفرقة والتمزق. فالباب الثاني من الدستور كتب بطريقة رائعة، ولكن سلوك الحكومة العراقية يتناقض جملة وتفصيلا مع الدستور، وباختصار أقول إما أن نتفق أو أن نختلف، إما عراق يستوعب الجميع على الحق والعدل عراق يحكمه العدل دون أحكام مسبقة ولا نظرة طائفية أو لكل طرف من الأطراف ومكون من المكونات يجد طريقته التي تناسب أوضاعه لخدمة مواطنيه والوصول إليهم، ولم تبق أمامنا أي خيارات أخرى. أملي أن يصحو هؤلاء الذين ظلموا وابتزوا والذين مارسوا السياسية بالطائفية من أوسع أبوابها. إن الفرصة مواتية أمامهم، وخطاب خادم الحرمين الشريفين مر أمام بعثات الحج، وكذلك أمام الشخصيات السياسية التي استضافها الملك عبدالله وفي كلا الخطابين يتكلم الملك عن الاعتدال والوسطية، وعن إسلام بلا فوارق، وهذا هو العراق الذي نتمنى، بدون ذلك نحن مسؤولون أمام شعبنا وأبنائنا لتوفير حياة كريمة لهم لا تتوافر في الظرف الحالي بسبب السياسات التحيزية والطائفية التي تتعامل بها مع العراقيين بناء على انتمائهم المذهبي والعرقي والديني.
حقيقة الصفقة ودوافعها
• صفقة بمبلغ 12 مليار دولار مع أمريكا، هل هذه الصفقة ثمن لسكوت أمريكا عما يجري في العراق، وكيف يمكن للمراقبين أن يستوعبوا أن العراق الخاضع للسياسة الإيرانية ومنفذ لها أن يبرم صفقة مع دولة عدوة لإيران في نظر المراقبين؟
• كسياسي أعتقد أن هناك مصالح استراتيجية مشتركة بين الطرفين.
التغيير متوقع
• صوتكم الوحيد الذي يبرز عاليا، هل يئس الساسة العراقيون من الإصلاح وبالتالي استحالة التغيير؟
• أولا هذا واقع الحال، وعندما تسألنا الصحافة أين أهلك وقائمتك يا طارق الهاشمي؟ لماذا هذا الصوت الضعيف؟ أعود بالذاكرة إلى يوم 25 فبراير من عام 2011 عندما تنادى العراقيون للتظاهر في ساحة التغيير للاعتراض على حكومة نوري المالكي، كيف تعامل الرجل مع التظاهرات السلمية التي يقرها الدستور العراقي؟ تعامل معها بمنتهى البطش والقسوة، واعتقل وأعدم الكثيرون؟ ومن بينهم شيخ المتظاهرين هادي المهدي وهو بالمناسبة شيعي وليس سنيا، هكذا تعامل المالكي مع تظاهرة سلمية وضد القانون والدستور، وأرهب الشعب العراقي وترك انطباعا أن الحكومة لن تتساهل مع أي قضايا سياسية حتى وإن سمح بها الدستور والقانون، اليوم العراقيون إما أنهم مبتزون أو أنه تستهويهم إغراءات المالكي. وهذا شكل من أشكال استقطاب السلطة، وهذا ما اعترضت عليه منذ عام 2006 م، حيث وجدت المالكي من ذلك الوقت يحاول استقطاب السلطة والهيمنة على البلد ليجعل كافة المؤسسات الأمنية تحت سيطرته، ولا يسمح لأحد بمشاركته حتى لو كانت تلك المشاركة جزئية، وبمرور الوقت وضع أكبر مقاولات الدولة تحت سيطرته ووصايته، ثم سيطر على الإعلام الرسمي المدفوع من خلال الميزانية الحكومية وأخيرا هيمن على القضاء، بحيث أصبح الأمن والمال والإعلام والقضاء تحت سلطة واحدة، هي سلطته، وهذه ليست دولة المؤسسات التي روج لها الأمريكيون عام 2003 م، وليس هذا هو الحلم الذي حلم به أبناء العراق، الآن العراق دولة استبدادية لا تختلف عن الحكم السابق والملفات جميعها بيد حزب، وشخص، وطائفة واحدة، أما السياسيون البقية.. فإنه من لا يأتي بالترغيب يأتي بالترهيب في قاموسه. فهذا طبع هيكلية العمل السياسي عنده، وبالتالي لا توجد معارضة حقيقية داخل مجلس النواب، حتى وإن كان أحدنا في منصب قوي مثل طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية، فإن المالكي هدد عام 2007 بتهيئة ملف مفبرك بجرائم كاذبة والمؤسف أن القضاء يستجيب ويروج لهذه المزاعم ويسهم في تدمير السمعة السياسية للهاشمي. أمام الشعب العراقي وأمام العالم أجمع.
المالكي يتهم الكل
• هل أفهم من حديثي معك أنه بعد الحكم بإعدامك، ستصدر أحكام أخرى في حق سياسيين آخرين؟
• المالكي تكلم قبل عدة أيام أن العديد من قادة العملية السياسية متهمون، ولديه ملفات عليهم, على حد قوله. وبالمناسبة هذه ملفات كاذبة ومفبركة وظالمة.
القادة العراقيون والكرد مستهدفون
• هلا أطلعتنا على بعض الأسماء التي يخطط المالكي لتلفيق ملفات وجرائم ضدهم على غرار ما فعل معك؟
• الكل مهدد، الرجل لا يقبل صوتا معارضا حتى وإن كان من التحالف الوطني الشيعي، سيبدأ بقادة القائمة العراقية، كما أنه يعمل بنشاط ضد قادة الكرد ولديه مشكلة كبيرة جدا مع السيد مسعود البرزاني، وحتى مع الرئيس جلال طالباني. وبدأ يهدده بأن في حوزته ملفات سرية ستعرض على الملأ تتعلق بتصدير النفط وعمولات واتصالات مع دول أجنبية، هذا كله نتيجة استقطاب السلطة والاستبداد، وهو قادر على إغراء المعارضين أو ابتزازهم، هذا الوضع غير موجود في جميع العالم.
إنقاذ العراق.. مسؤولية عربية
• هل تتوقعون إعلان إقليم كردستان الانفصال وتأسيس دولة أو الدخول في مواجهة مسلحة مع المالكي؟
• بلدي في مفترق طرق، أنا أدعو إلى مبادرة عربية لإدارة الملف العراقي، ليس من مصلحة أحد أن يتقسم العراق، وليس من مصلحة العراق أن يدخل في احتراب أهلي ليعبر وضعه الكارثي الحدود إلى الدول المجاورة، وتعاني الأجيال العربية المقبلة من شبح الحرب والانقسام.
نبحث عن أيد نظيفة وموضوعية ومنصفة ومحبة للعراقيين لتدخل وتحاول أن تجسر العلاقة التي قطعت.
نعم.. حاول اغتيالي
• قلت إنه حاول اغتيالك وتصفيتك في تركيا؟
• المالكي أرسل فرقا للبحث عن مكان إقامتي في تركيا لاغتيالي وتصفيتي، وتتبع أخباري وخطواتي، أنا لا أخشى الموت، ولدي أسماء الفريق الذي أرسله نوري المالكي، وقد أبلغت به من داخل جهاز الخلية التي كلفت بهذه المهمة، ولن أعطي المزيد من التفاصيل.
إقامتي بين تركيا ودول الخليج
• هل ستقيم في تركيا؟
• مكان إقامتي في تركيا مؤقت وليس دائما، أتمنى أن أتنقل بين دول مجلس التعاون الخليجي، وبين تركيا من وقت إلى آخر، قضيتي تتجاوز الموضوع الشخصي إلى موضوع بلدي، لا يهمني بقائي في المنصب ولا حرصي على العملية السياسية، المهم هو أن أصل ببلدي إلى بر الأمان، وأفي بالتعهدات التي قطعتها على نفسي.
• هل تتوقع أن يقبل نوري المالكي أي مبادرة لانتشال العراق؟
• نحن نحتاج مقاربة، لا تقتضي غلق الأبواب، الحزم مع المرونة هو المطلوب، لكن ترك الأمور هكذا نتيجته خطيرة، العرب السنة يعانون من ظلم خطير لم يسبق له مثيل، ونحن لن نسكت على ذلك. ولن نسمح أن يستمر هذا الظلم إلى الأبد، نحن أبناء دين وعقيدة تعلمنا الكرامة والكبرياء ولن نبيع ديننا أو عقيدتنا أو بلدنا بسهولة، ولن نستهين في تقديم أية تضحيات تحتاجها العقيدة والدين والبلد.
• ما نوع المقاربة التي تتحدث عنها؟
• لدي سؤال.. لماذا تصمت الجامعة العربية عما يجري؟ نحن نريد تداول الملف على طاولة القادة لينقذ القادة العرب العراق، لو حصل التقسيم حتى لا يغري دول الجوار بالتدخل ليحصل احتراب في المنطقة، هذا يؤذي الدول المجاورة استراتيجيا، الفرصة مواتية إما من خلال مبادرة فردية، أو عمل جماعي تتبناه الجامعة العربية.
فقدت الأمل في إصلاح الوضع الراهن
• وجودك خارج العراق، هل يعني عدم مشاركتك في أي عملية سياسية مستقبلية؟
•أنا فقدت الأمل حقيقة في أي ممارسة ديمقراطية طالما أن بلدي مختطف من قبل إيران ويمثلهم نوري المالكي، لا أمل في أي انتخابات مقبلة، ودليلي على ذلك أن عام 2010 فازت القائمة العراقية بالانتخابات، لكن بسبب الفيتو الإيراني تم إجهاض هذا الفوز، وحال دون تمكين دولة القانون أن تشكل الحكومة وحرمت القائمة العراقية من ذلك، رغم أن على رأس القائمة شيعي ليبرالي لكنهم لا يرغبون في وجوده لحكم العراق، ففي رأيهم أن تحكم العراق جهة تنتسب إلى العراق زورا وبهتانا، ولكنها تكون قريبة إلى إيران، نظرتها متخلفة في طريقة إدارة الدولة العراقية وتغرد خارج السرب العربي. وأنا لن أشارك ما لم تتدخل الدول العربية، لماذا يترك الشعب العراقي يواجه مصيره بمفرده، العراق قيمة عظيمة للعالم العربي، وقيمة للأمن القومي العربي، ولا بد من نظرة موضوعية لمراجعة موقفهم الدول العربية من مسألة العراق.
المطلوب عربيا المحافظة على هوية بلادي
• هل ترى أن الدول العربية وحدها قادرة على كف يد إيران في العراق؟ أم أن الحاجة لتدخل أمريكا قائمة؟
• حبي لبلدي وديني وعروبتي يجعلني صريحا، هيمنة إيران يجب أن لا تجعلني أعول على دولة كانت في يوم ما سببا في تدمير بلدي ونسيجه الاجتماعي وتغيير انتمائه وتمكين النفوذ الإيراني من التمدد، الولايات المتحدة الأمريكية وعدتنا بشيء ونفذت نقيض ذلك، أنا من مدرسة ما حك جلدك مثل ظفرك، القضية تهم العرب والمسلمين، نحن لا نطلب تدخلا في الشأن الداخلي العراقي، كل الذي نطلبه أن يعيد إخواننا العرب موقفهم من العراق وتكريس احترام الخصوصية والحرص على أن يكون الجميع سواسية يحكمهم الباب الثاني من الدستور.
• لماذا حرص الإيرانيون على ذلك؟
• ليشكلوا ضغطا على الدول المجاورة وبالتالي مطلوب من العراق أن يكون عبئا على الأمن القومي العربي.
خسارتنا في العراق أعظم مما يجري بسورية
• لكن العرب مشغولون بما يجري في سورية؟
• صحيح الأولوية لسورية، والكل غاضب ويتمنى أن يحدث التغيير هناك سريعا لينتهي الظلم وسفك الدماء التي يقودها بشار الأسد، أعتقد أن خسارتنا في العراق هو ضعف الخسائر التي يعلن عنها الإعلام الرسمي وغير الرسمي في سورية، في العراق ملايين المهجرين والسجناء والمظلومين وما يحدث نتيجة غياب الجهد العربي وقوة النفوذ الإيراني وبسبب الإدارة السيئة، إذا لم يتغير الوضع في العراق فلا قيمة للسياسات ولا التنظير الحاصل عن ممارسات ديمقراطية.
إعدام السعوديين ظلما
• أسألك أيضا عن سلسلة الإعدامات التي طالت أبناء السنة، ومن بينهم سعوديون، هل من تفسير منطقي لما يجري؟
• عندما يتعرض مواطنو دولة من الدول لكل هذا الأذى، ويصر المالكي رغم مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة والمنظمة الدولية لحقوق الإنسان وغيرهم من المنظمات الدولية، ألا يستدعي أن تقدم الدول المتضررة من ملف الإعدام طلبا إلى الجامعة العربية وإلى الأمم المتحدة وحتى إلى مجلس الأمن، لأن ما يحصل كارثي ويتجاوز الحدود ويتطلب تدخل المجتمع الدولي. الخروقات في العراق تجاوزت ما قبل 2003، العراق الآن في مقدمة الدول التي لا تعير حقوق الإنسان أهمية بالغة، في العراق الآن كما هو معلن أكثر من 30 ألف سجين زورا وبهتانا وأنا أجزم أن الرقم أكبر من ذلك بكثير هناك سجون سرية ومعاقل للتعذيب، الذين يقدمون إلى المشانق من السعوديين والعرب قدموا ظلما ولا بد من صحوة عربية لإنقاذهم. وبإمكان العراق أن يسلم المحكومين بالسجن أو الإعدام إلى المملكة فلماذا ترفض بغداد ذلك، هذا أمر لا يستوعبه عقل، ومن قبض عليهم لم يقاتلوا ولم يقتلوا عراقيا واحدا.
• أسألك أخيرا، عن تدفق الآلاف الشيعة عبر العراق نحو سورية لسحق الشعب الثائر ضد حكم بشار الأسد، هل من تفاصيل أكبر لديك عن هذا الملف؟
• اليوم عندما يقول السياسي صاحب النفوذ في المشهد العراقي نوري المالكي ويصرح على الملأ أن مرجعيته هو المرشد الإيراني علي خامنئي ماذا يعني ذلك؟ هذا دينيا، سياسيا وقفت إيران في عام 2005 مع المالكي عندما رفضنا تجديد الولاية للدكتور الجعفري ومنذ ذلك التاريخ وإيران وأمريكا تقدم دعما غير مسبوق لنوري المالكي، ودليلي على ذلك أنه في عام 2007 و2008 لسحب الثقة من المالكي لكن إيران تدخلت، في إقناع مجلس الرئاسة والضغط عليهم أن لا يتقدموا لسحب الثقة، وتواصل الدعم حتى قبل أسابيع عندما حاولت كتلة العراقية والتحالف الكردستاني سحب الثقة من المالكي، أجهض الإيرانيون المحاولة، ولذلك فإن وجود المالكي في السلطة هو بدعم من إيران، وبالتالي فإنه لا يستطيع مطلقا أن يرفض أي طلب أو توجيه من إيران، هو ينفذ أجندة سياسية وأخرى دينية لينعزل العراق عن المحضن العربي، وقد قلب الطاولة على العرب في اجتماع القمة العربية في آذار كما صرح أنه مع بشار الأسد، ومع نظام الحكم في سورية، وهو يعلن الاصطفاف الكامل مع إيران، وهناك أسطول جوي لنقل معدات وأسلحة محظورة متطورة تصل إلى سورية لسحق الثوار، وهناك أسطول بري آخر، وهناك سيارات وشاحنات تعبر منفذ الوليد دون أن تخضع للتفتيش وفيه أشخاص وعتاد كل ذلك لسحق الثوار.
اليائسون وقود التغيير في العراق
• في حالة سقوط بشار، هل تتوقعون انتقال الصحوة إلى شباب العراق لإسقاط حكم نوري المالكي؟
• أولا، سقوط حكم بشار مسألة وقت، وفي العراق ملايين المحبطين واليائسين، وهؤلاء سيكونون وقود أي تغيير متوقع في المستقبل، وأجزم أن التغيير في سورية سيلهم الشعب العراقي، أمام المالكي إما أن يصحح مساره ويؤسس دولة الحق والعدل ويطبق القانون ويمارس الدور ويثبت للعالم مصداقية هذا الطرح، ولا يهيمن على القضاء ليكون جزءا من السلطة التنفيذية للتسقيط السياسي وإلحاق الأذى بالأبرياء، الآن هناك كبار المجرمين والفاسدين يغضون النظر عن الاستبداد ليبقى في السلطة طويلا، لكن التغيير قائم والمشهد مفتوح على كل الخيارات.
الغاضبون من الشعب العراقي من الشمال إلى الجنوب سنة وشيعة، حرمهم النظام من العيش السعيد ومن ماء الشرب الصالح طبيا، حرمهم من الأجواء الصالحة بيئيا، العراق بلغت ميزانيته 500 مليار دولار خلال خمس سنوات بينما الإحصاءات تؤكد أن 35 في المئة من العراقيين تحت خط الفقر أغلبهم في المحافظات الشيعية الجنوبية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.