نظام المالكي الطائفي يتهاوى.. المدن العراقية تتساقط الواحدة تلو الأخرى.. وجيش المالكي ينهار.. والمعابر أصبحت في قبضة داعش الإرهابية.. فوضى عارمة.. إرهاب.. وقتل وتدمير. هكذا بدا المشهد للأسف اليوم في عراق المالكي الذي أوصل العراق إلى أتون الحرب الطائفية ومستنقع الإرهاب المقيت، وأصبح مرتعا للتدخلات الإقليمية، والشعب العراقي المغلوب على أمره يدفع الثمن. جيش نوري المالكي انهار في الموصل، وسينهار في بقية المدن، لأن أفراد الجيش أفقدوا الانتماء للعراق كوطن ودولة، وقرروا الفرار لأن الجيش أنشئ على أساس طائفي وليس وطني ويعمل لمصلحة الطائفة، حيث شعر جيش المالكي أن قيادته فشلت في إدارة الحكم وفهم طبيعة التركيبة السياسية والطائفية للعراق المتنوع الأطياف، لأن المالكي ارتمى في أحضان الأطراف الإقليمية وفقد السيطرة على مقاليد الحكم وانهارت دولة المالكي التي أبعدت مكونات المجتمع العراقي قسرا عن مؤسسات الدولة، وحصرت السلطة به وبميليشياته الطائفية التي أهلكت الحرث والنسل. ونكلت بالشعب العراقي وفتحت أبواب العراق للتنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تعيث حاليا في الأرض العراقية فسادا، الأمر الذي سمح لهم بالسيطرة على بعض المناطق والمعابر وأصبحت قوة احتلال إرهابية لتقسيم العراق، وضاع العراق ومكتسباته بسبب هشاشة الحكم القائم في بغداد وسياسات المالكي الخاطئة في أسلوب إدارة العراق وفي التعامل مع باقي المكونات، وعجزه عن إقناع العراقيين بوطنيته ونزاهته. حالة الارتباك في الداخل العراقي غير معقولة، ولا يمكن معرفة ما سيحدث في المستقبل، إلا بالتركيز على الحسابات الاستراتيجية، فدولة المالكي في حالة انهيار والموقف الأمريكي حيال ما يجري غامض رغم زيارة كيري لبغداد. ومن الواضح أن واشنطن لا ترغب بالتورط في العراق مرة أخرى عسكريا وتعي أن أي دعم جوي للعراق لن يجدي في ظل انهيار جيش المالكي بالكامل، الأمر الذي سيؤدي إلى خسائر في صفوف الأمريكيين، وما يهم واشنطن الآن هو إبعاد حقول النفط في جنوب وشمال العراق عما يجري حاليا، والحفاظ على سلامة رعاياها وما تبقى من قواتها في العراق، وقد تقوم بإجلاء الرعايا في خطوة احترازية. الأطراف الإقليمية التي كان لها تدخلات تاريخية في العراق ما تزال متغلغلة ومتركزة في الجنوب وفق مصالحها الطائفية، لكنها لم تستطيع وقف تقدم التنظيم الإرهابي، واستمر انهيار الجيش العراقي. سقوط نظام المالكي يعني للطرف الإقليمي إيجاد سور في ظاهره وباطنه العزلة لنظام بشار ولها، وهذا يمثل خسارة كبيرة لمشروعها الاستراتيجي الطائفي في الهيمنة الإقليمية، إلا أنها بالتأكيد ستستميت في الدفاع عن الجنوبالعراقي في حال اقتراب أي جهة ناحيته. والسؤال الكبير بعد هذه الانهيارات داخل نظام المالكي، هل العراق متجه ناحية التقسيم؟ الإجابة على هذا السؤال قد تكون صعبة ولكنها ستكون قريبة.