تنشط عصابات التسول المنظمة مع دخول شهر رمضان، وينتشر المتسولون والمتسولات من مختلف الجنسيات، شيوخا وشبانا وأطفالا من الجنسين، عند إشارات المرور والمساجد ومكائن الصراف الآلي والمطاعم المزدحمة وبيوت الأثرياء. ظاهرة سلبية تتكرر كل عام وكأنما هي عصية على كل الحلول، مع أنني أعتقد أنها فرصة ممتازة جدا لا بد للجهات المختصة من استثمارها لإلقاء القبض على هؤلاء المتسولين والمتسولات ومن يقومون بتشغيلهم لحسابهم من العصابات المنظمة جدا في مختلف مناطق المملكة، من خلال تنظيم حملات متزامنة تنفذ في التوقيت ذاته وبكثافة من عدة جهات أمنية ومكافحة تسول والشؤون الاجتماعية، تتضامن معا للقضاء على الظاهرة، ولن تجد هذه الجهات فرصة أكثر مناسبة من شهر رمضان الكريم الذي تستغل فيه هذه العصابات ارتفاع منسوب الخير في قلوب الناس الباحثة عن الأجر من خلال البذل، خاصة أن كثيرا من الناس عاجزون عن استيعاب أن إعطاء المال لهؤلاء إنما هو دعم لهم ليستمروا في تشويه الشوارع واستغلال الناس وهم ربما أكثر ثراء منهم، ولكنهم امتهنوا التسول لحسابهم الخاص أو لحساب هذه العصابات المنظمة، في ظل ضعف برامج التوعية والتحذير عبر كل القنوات المتاحة في المدارس والمساجد ووسائل الإعلام المختلفة. الكرة في ملعب الجهات الآن، وحملة كبيرة مشابهة لحملة تصحيح أوضاع العمالة المخالفة ربما تفي بالغرض، وإلا فإننا موعودون برؤية نفس الوجوه كل رمضان وربما أولادهم وأحفادهم يتسولون في الأماكن ذاتها.