طالبات سعوديات يأملن في مراجعة اشتراطات ومعايير الابتعاث، وعبرن عن ارتياحهن لانعقاد المؤتمر الدولي للتعليم العالي في الرياض، وهو من شأنه وضع حلول عاجلة لبعض الملفات الهامة الخاصة بابتعاث الطالبات واستكمال مسيرتهن التعليمية في الجامعات العالمية، ومراجعة شرط وجود محرم، حيث اعتبرنه عائقا أمام مستقبلهن وتحصيلهن العلمي. فرصة لا تعوض الطالبات لفتن كذلك إلى الصلاحيات التي يملكها المحرم في اختيار الجامعة ودولة الابتعاث، بخلاف وجهة نظر المبتعثة ورأيها. وتقول عائشة الحربي -المعيدة في كلية التمريض في جامعة أم القرى-: إنه من الضروري مراجعة الاشتراطات، وتضيف «أمنيتي استكمال دراستي في بريطانيا أو أمريكا، لما تتميز بها الجامعات هناك». شروط الابتعاث وتحلم عهود الكعبي -المعيدة في كلية التمريض في جامعة الملك خالد تمريض-، بالدراسة في كندا، وتقول: إن ابتعاث الطالبة فرصة لا تعوض». وأضافت الكعبي أن الهدف من الابتعاث هو استكمال التحصيل العلمي والعودة للوطن بالعلم الوفير، وتتمنى من الجهات المختصة معالجة شروط الابتعاث وجعلها أكثر مرونة. القدرة على العطاء فاطمة الغديفي -طالبة طب مختبرات في جامعة أم القرى- ترى في المرأة السعودية خير سفير لبلدها في دول العالم، مشيرة إلى أن الطالبة معروفة بالتزامها الديني والأخلاقي أينما ذهبت، وأشارت إلى أنها تتمنى إعادة النظر في شروط الابتعاث وجعلها أكثر مرونة، حيث أثبتت الطالبة السعودية قدرتها على العطاء وتقول: لدينا الثقة بأنفسنا والاعتزاز والفخر بانتمائنا للوطن، ونحن خير سفراء لمجتمعنا وديننا. صلاحية المحرم ومن جانبها، وصفت وئام الجشي -معيدة تصميم داخلي في جامعة الطائف-، المعرض والمؤتمر الدولي للتعليم العالي ب«النافذة على المستقبل»، حيث أن الطالبات يواجهن العديد من المشكلات لدى رغبتهن في الابتعاث والدراسة في الخارج. وأضافت أن الأمر لا يتوقف على وجود المحرم بل يتعداه إلى الصلاحيات التي تمنح للمحرم منها اختيار الجامعة التي ترغب الطالبة في الابتعاث لها وإكمال دراستها، مشيرة إلى أن اختيار الجامعة هو من أبسط الحقوق للطالبة، وهي الوحيدة التي يحق لها أن تقرر وجهتها العلمية. صعوبة التخصصات في ذات السياق، ترى ألطاف عبدالله سنقالي -المعيدة المتخصصة في الرسم إلكتروني- صعوبة وجود بعض التخصصات في الجامعات السعودية، وذلك يدفع الطالبة للبحث عن الدراسة والابتعاث في الخارج، مبدية أملها في إكمال دراستها في الجامعات الأمريكية والبريطانية لتوفر التخصص. وتقول سنقالي إن أبرز المشكلات التي تواجه الفتاة المبتعثة عدم وجود المحرم، وهناك عدد لا بأس به من الفتيات لا يستطعن توفير المحرم، وتقترح إيجاد حلول بديلة للتخصصات المتوفرة في الجامعات السعودية من خلال الابتعاث الداخلي مع إمكانية توفير كافة التخصصات العلمية في الجامعات مستقبلا، والابتعاث من وجهة نظرها يكسب الطالبة كثير من الصفات ومنها الاعتماد على النفس. ووتتفق في الرؤية، حصة عبدالله المقاطي -المعيدة في الحاسب الآلي- أن للابتعاث الخارجي مميزات إيجابية وسلبية في الوقت ذاته، مشيرة إلى أن الطالبة نفسها قادرة أن تحول السلبيات إلى إيجابيات من أهمها شعور المبتعثة أنها تمثل أهلها وبلدها. وأضافت المقاطي أن الابتعاث هو أحد أحلامها في الحياة وترغب في إكمال الدراسات العليا في الخارج لتحقيق هذا الحلم، مع ثقتها باصطدامها بحاجز المحرم والذي سيكون أول وأصعب العقبات. سكن جماعي المعيدة في جامعة الدمام جوزاء الدويش تقول: إن الابتعاث يمثل للطالبة أملا كبيرا، لكن الأمل يصطدم أحيانا بعقبة المحرم، وأشارت إلى أن مستقبل غالبية المبتعثات بيد «المحرم» ومن سيقبل بالذهاب معها، وكل ما تقوم به الطالبة والجهود التي تبذلها والتفوق الذي تعيشه لن يكتمل ما لم تجد محرما يقبل بالذهاب معها. وتتمنى سهام الصيعري -تخصص أحياء- استكمال مكرمة الابتعاث بإعادة النظر في بعض شروطها ومعاييرها. معالجة المشكلة أما زينب آل مريد، فتقترح معالجة المشكلة في جوانب معينة، على أن يكون هناك محرم مع الطالبة المبتعثة في بداية ابتعاثها، وما إن تتكيف مع المجتمع الذي تبتعث إليه ينتهي دور المحرم، خاصة أن السعوديات ليس لديهن خبرة أو احتكاك مسبق في العديد من المجتمعات. وفي جانب آخر، تبدي نورة الدرعاني -تخصص رياضيات- إعجابها بالبرامج التي تقدمها الجامعات العالمية، وأوضحت الدرعاني أنها من الطالبات المتفوقات، وتتمنى الابتعاث خارج المملكة لإكمال دراستها، واقترحت ابتعاث مجموعة من الطالبات بإشراف مشرفات وتأمين سكن جماعي لهن في دولة الابتعاث على أن يدرسن تحت إشراف مسؤولات يتم تعيينهن من الوزارة.