مع فتح باب القبول لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، تبدأ معاناة الطالبات في عملية البحث عن محرم (الأحلام)، وصفت الطالبات ل«عكاظ الشباب» ما يحملنه من هم تجاه ما اعتبرنه «معضلة» ربما تقف حجر عثرة أمامهن في ارتقاء سلم النجاح الذي يبحثن عنه، للصعود لأعلى قمة في مسيرتهن التعليمية الطموحة، وقلن إنهن يواجهن حاليا تخوفا من عدم تمكنهن من الحصول على فرصة الابتعاث في حالة عدم تمكنهن من تأمين ال«المحرم». هنا، نسلط قليلا من الضوء على صرخة شابات تمنين أن تكون مسموعة: «أنا مع وضد شرط المحرم مع الطالبة المبتعثة، (مع) لأن الطالبة في كل الأحوال تسافر بمفردها لدولة غريبة لا تعرف فيها أحدا، ولا يمكنها التصرف وحدها، و(ضد) لأن شرط المحرم يقف حجر عثرة أمام طموحها في حالة عدم تمكنها من تأمينه، وبالتالي يعرقل مسيرتها التعليمية، ولذلك، لماذا لا يكون هناك حل وسط بإلغاء هذا الشرط بحيث يسافر معها محرم حسب الرغبة، بمعني عدم إجبار الطالبة المبتعثة على إحضار محرم يسافر معها في رحلتها الدراسية». أشواق الهذلي توقف الطموحات «إذا كان شرط المحرم من الدين فهذه مسألة لا يمكننا مناقشتها، أما إذا كانت من ضمن العادات والتقاليد فإنني أرى عدم فرض شرط المحرم على الطالبة حتى يمكنها السفر للدراسة، لأن عددا من الطالبات ربما لا يكون لديهن محرم، ومن الصعب أن تتوقف طموحاتها المستقبلية في التعليم على توفر هذا الشرط، خصوصا أن بعض التخصصات المطلوبة لسوق العمل غير متوفرة في الجامعات السعودية». هبة بديوي مشكلة كل عام «هذه المشكلة حرمت كثيرا من الطالبات المتفوقات من السعي وراء أحلامهن بالحصول على الشهادات العليا من أفضل جامعات العالم، ونحن نسمع عن هذه المشكلة كل عام عند فتح باب القبول لبرنامج الابتعاث، وهذا الأمر محزن جدا عندما تشاهد حلمك يموت أمام عينيك ولا يكون بيدك أية حيلة. نجوى صميلان النهاية في المطبخ «لا أمانع من وجود محرم لطالبة الابتعاث، لكنني أعترض على فرضه كشرط يلزم الطالبة بتواجد المحرم طوال فترة الدراسة التي لن تقل عن 4 سنوات، فمحارمنا لديهم أعمال وارتباطات لا تسمح لهم بالسفر خارج المملكة لفترة طويلة، ما يعيق الطالبة عن إكمال دراستها خصوصا أننا في مجتمع يرى أن نهاية دراسة الفتاة هي المطبخ، وأخشى أن هذا ما سيحصل لنا مستقبلا!». مها الشريف تعقيد الأمر «معدلي مرتفع ويسمح لي بالتقديم على المعيدية كما يسمح لي بالتقديم على برنامج الابتعاث، ولكن غياب المحرم يقف بيني وبين تحقيق حلمي لإكمال الدراسات العليا، ولا يمكنني الطلب من والدي الذهاب معي وترك رزق إخوتي الصغار ووالدتي، وأرى أن شرط المحرم الذي لا يتم السفر للدراسة بغيره يزيد الأمر تعقيدا، وأستغرب وجود هذا الشرط مع وجود سفارة وملحقية للمبتعثين تنوب عن وجود المحرم، فلماذا كل هذا التعقيد». م.س أولياء الأمور «من الصعب جدا أن نترك بناتنا في الخارج دون رجل يحميهن من الغربة، والطالبة التي لا يتواجد لديها محرم يمكنها إكمال مسيرتها التعليمية داخل الوطن». زياد آل زياد الثقة في النفس «هذه من الأخطاء التي تجعل من حياتنا كومة من العقد، هل هي عدم ثقة في بناتنا؟ لماذا لا نجعل الثقة فيهن أكبر؟ ونفتح لهن فضاء من الحرية الموجهة نحو البياض، وهذا من شأنه أن يجعل بناتنا أكثر ثقة في أنفسهن ويعتمد عليهن لاحقاً، وتزول النظرة السوداوية حيالهن». سعد العدواني حرص ولا تخون «وجود المحرم لا يعني عدم الثقة أبدا، بل يعني أن كل فتاة بحاجة إلى من يحميها ويراعي شؤونها، ف«الملكة» دائما بحاجة إلى من يخدمها ويراعي شؤونها، أقول ذلك لأن الفتاة بالنسبة لنا ملكة، وهذا من كرم الله عليها، والثقة بهن موجودة، ولكنني في الوقت نفسه أعمل بقاعدة (حرص ولا تخون)، والحياة أصبحت تفتقر لعنصر الأمان وهذا ما يجعلنا نخاف على فتياتنا داخل الوطن فما بالك بالخارج؟». عبدالله آل زايد مصدر أمان «في رأيي الشخصي، أن وجود المحرم مصدر أمان للفتاة وحام لها من مخاطر الحياة، ومهما كانت درجة الثقة، إلا أننا لن نصل إلى درجة أن نترك فتياتنا يعشن بمفردهن على مسافات تبعد آلاف الأميال، ذلك غير الاختلاف في العادات والتقاليد، والتفكير في البلد المراد الالتحاق به تكون من أوائل العقبات التي يصعب على الفتاة مواجهتها بمفردها». تركي المرشود الحاجة إلى رجل «المحرم أمر لا بد منه خصوصا أن دول الابتعاث في الغالب تكون في أوروبا وأمريكا، ما يجعل الطالبة في حاجة إلى رجل يحميها ويعمل على مساعدتها، ولو كان الابتعاث لدول عربية فإن بإمكاننا غض البصر عن وجود المحرم، كما أن التعامل في الخارج مع السفارة والملحقية يتطلب وجود محرم مع الطالبة المبتعثة في الأمور التي تخص بعثتها الدراسية». عبدالعزيز بخاري (والد طالبة مبتعثة في استراليا)