مشكلة رئيس الوزراء العراقي «نوري المالكي» الأولى.. أنه تقمص شخصية الرئيس العراقي السابق صدام حسين وطموحاته دون أن تتوفر له أبسط مقومات إدارة شؤون دولة بحجم العراق في مرحلة تاريخية مفصلية.. أما مشكلته الرئيسية الثانية.. فإنه أراد أن يحكم العراق بعقلية القرون الوسطى.. في وقت أصبح فيه العراق أكثر أهلية لإقامة نظام مستقر تسهم فيه كل القوى والفئات والطوائف لتجعل منه بلدا وحدويا بكل المقاييس.. ومشكلته الثالثة.. أنه حين شعر بأن الشعب بعيد عنه.. راح يستقوي على شعبه بإيران.. ويدير أمور العراق بعقلية طائفية ظنا منه أنه يستطيع البقاء والاستمرار في السلطة بعد أن وضع يده في يد من اعتقد أنه سيحميه من غضبة الشعب.. وتقسيمه على أسس طائفية.. وعندما اكتشف أن حساباته خاطئة.. وأن حكم بلد كبير كالعراق يتميز بالتنوع الشديد ليس مسألة سهلة وأن معظم جيشه ليس معه.. وأن برلمان بلاده ضد توجهاته وسياساته.. وأن أغلب شعبه لم يعد يحتمل بقاءه.. عندما وجد نفسه محاصرا بكل هذه الحقائق.. راح يلقي بتبعات ما وصل إليه العراق اليوم علينا نحن هنا في المملكة العربية السعودية.. ودون أن نرد عليه.. بما هو جدير به.. وبما يستحق.. فإننا لا بد أن نذكره بأن العراق.. البلد.. والشعب.. والتاريخ أكبر من أن تدير أموره بطريقة بوليسية.. أو أن تستعدي عليه دولا إقليمية.. أو أن تؤلب عليه المجتمع الدولي بحجج واهية.. وحتى تنظيم داعش الذي كنا أول من صنفه في عداد المنظمات الإرهابية لأننا نعرف كيف شكله المالكي بالتعاون مع إيران ولأي أهداف أوجداه.. حتى تنظيم داعش الذي انقلب عليه أخيرا.. إنما هو نتاج تفكير فاسد أراد به وإيران ضرب الشعب السوري في العمق.. ومواجهة عشائر العراق في الداخل.. والارتداد إلى الدول التي اُسْتُقطِب شبابها للانضمام إليه.. كي يصبحوا عوامل هدم فيها.. لذلك نقول للمالكي: من الخير لك.. بدلا من أن تحاكم ضباطك وجنودك وتسجن شعبك.. وقبل أن تنال بعد كل ذلك جزاءك العادل.. فإن عليك أن تستوعب نصيحة مجلس الوزراء السعودي لك.. وتعمل على «المحافظة على سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه ورفض التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية ودعوة كافة أطياف الشعب العراقي إلى الشروع في اتخاذ الإجراءات التي تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب العراقي في تحديد مستقبل العراق والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة لتحقيق ذلك والإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني للعمل على إعادة الأمن والاستقرار وتجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفي التي مورست في العراق». كما أن عليك أن تستوعب أيضا.. تأكيد المجلس على «أهمية بذل كافة الجهود للحفاظ على سلامة أرواح المدنيين وتخفيف معاناتهم» بدلا من استدراج العالم إلى ضربهم وتدمير وطنهم.. كما أراد المالكي وفشل في ذلك حتى الآن.. فهل يسمع ويعي؟ ضمير مستتر: [من الحماقة .. التضحية بالبلد والشعب مقابل الاحتفاظ بالسلطة.].