تخطئ الولاياتالمتحدةالأمريكية إذا هي صدقت رئيس الوزراء العراقي بأن ما يحدث في العراق هو نتاج أعمال إرهابية يقف وراءها تنظيم داعش بدلا من أن يقول لها الحقيقة، وهي أن داعش التي صنعها هو بيده ليدعم بها صديقه بشار الأسد.. ويواجه بها عشائر بلاده.. قد استثمرت الوضع المنهار لدولة تحكمها سياسات قمعية.. وذات طبيعة طائفية مقيتة.. كما استغلت شعور القبائل والعشائر العراقية المهضومة في حقوقها والمغلوبة على أمرها للتخلص منه ومن نظام حكمه البغيض، بالرغم من أن العراق بلد خير.. وأن الشعب العراقي من أرقى شعوب الأرض وأصدقها ولاء لأرضه وسلامة وطنه.. كما تخطئ أمريكا إن هي وضعت يدها في يد إيران بدعوى القضاء على الإرهاب في العراق، وهو وإن كان موجودا بالفعل.. ويتنامى بصورة متزايدة إلا أن كل ذلك حدث بفعل السياسات والممارسات الظالمة التي يطبقها «المالكي» ضد بلاده وشعبه، مستغلا الفراغ الدستوري الموجود في بلاده بتحكمه في الأجهزة الأمنية وسيطرته عليها.. بالرغم من رفض عدد كبير من أفراد الجيش العراقي تنفيذ أوامره بقتل أبناء شعبهم.. لأنهم يعرفون حقيقة وحجم الغضب الذي يعم كل العراق ويسيطر على عقول ونفوس شعبه.. الأمر إذن ليس أمر تنظيم إرهابي «شرير» يجب استئصاله فحسب.. وإنما هو أمر واقع مأساوي يتعرض له العراق وشعب العراق.. وعلى الجميع أن يواجهوه بتغيير هذا الوضع الكارثي الذي فرضه الرجل على البلد العربي الشقيق.. وأخذ يجني ثماره.. وبدلا من أن يصلح أوضاعه.. بدأ في الاستعانة بدول العالم الأخرى لقتل شعبه وتخليصه منه كي يستمر هو في السلطة.. إن المطلوب الآن هو تخليص العراق منه.. ومن ثم القضاء على كل أشكال القتل والفوضى والتدمير التي عرّض هو لها العراق وشعب العراق طوال (8) سنوات.. وبدون هذا فإننا نشجعه كما شجعنا طاغية سوريا على البقاء حتى يفنى الشعبان، وذلك هو الخطأ التاريخي الذي لا يجب أن نسمح بتكراره. ضمير مستتر: [قطع رأس الإجرام.. قبل قتل الثعابين التي خلقها من حوله.].