فور ظهور الإعلان الترويجي (مدته 30 ثانية) للمسلسل الكويتي «أمس أحبك وباجر وبعد» في رمضان على قناة «mbc»، بدأت حالة من السخط والجدل بسبب تناوله قضية «زنا المحارم»، الذي يحكي قصة رجل يجمع بين أختين، ووجهت دعوات للمعلنين المؤثرين لمقاطعة القناة، وطالب علماء ومثقفون ودعاة ومتخصصون في التربية بإيقاف المسلسل. ومع الانتقادات الكثيرة للمسلسل، فإن المتحدث باسم مجموعة «mbc» مازن حايك أكد أنه مسلسل درامي يلائم العائلة العربية بجميع أفرادها، سواء في شهر رمضان أو غيره من أشهر العام، مؤكدا أن المرأتين اللتين ظهرتا في الإعلان الترويجي وتلعبان دور الأختين في المسلسل هما صديقتان لا أختان، والحوار الدائر في المقطع الإعلاني يظهر أن إحداهما تصف الأخرى بأنها صديقة بمنزلة الأخت، وتعقب القناة قائلة: «الحملة ضد القناة لا أساس لها من الصحة إطلاقا، لا دراميا ولا واقعيا». الرأي الإعلامي يقول رئيس جمعية المنتجين السعوديين محمد الغامدي: «لا أعتقد أن هناك جهات فضائية تستطيع مناقشة هذا الموضوع سلبا أو إيجابا سيما في وقت فيه الكثير من الشباب لا يعون تماما خطورة مثل هذا الأمر الذي منه تبدأ «اللعنة» الكبرى لزوال الارتباط المقدس بين العائلات. أما الفنان حسن عسيري، فيوضح «نحن في عالم الدراما لنا معاييرنا الخاصة المبنية على دراسة حال المجتمع قبل طرح أو مناقشة مثل هذا الأمر والذي يقترب منه ومن خطورة التعامل معه رغم أن النقاش الدرامي لا يسستثني مشكلة اجتماعية ما، لكن في رأيي أن أسلوب الطرح وكيفية المعالجة هي ما سيحدد موافقة التناول من عدمها، وفي نفسي الوقت أميل إلى عدم تقديم أعمال تتحدث عن هذه الحالات العقيمة والتي لا يقبلها دين ولا حتى شريعة ونظم الحياة على الأرض فما بالنا بالسماء. أما الإعلامي فواز المالحي فرفض تناول تلك الأمور نهائيا في وسائل الإعلام، قائلا: «هناك عدة قضايا لا تعد ظاهرة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية ومن هنا لا يجب تناولها كون فئة الشباب لا تعيها ولا تعلم معانيها رافضا الفكرة جملة وتفصيلا، مؤكدا أن مجتمعنا السعودي يعد من أفضل المجتمعات سلوكيا وأخلاقيا ويجب أن نظهر للعالم كله إيجابيات ديننا الحنيف وتأثيره على السلوك الإنساني السليم لا أن نصطاد في الماء العكر ونضخم أمور لا تليق بمجتمعاتنا الإسلامية لا طرحا ولا تناولا. مذيع قناة الإخبارية إسماعيل المليص يرى ما ذهب إليه المالحي في رفضه التام لأي وسيلة إعلامية طرح تلك القضايا الحساسة كونها قد تفتح آفاقا لجيل الشباب والشابات هم في غنى عنها، مشددا على ضرورة معاقبة أي وسيلة إعلامية تتناول تلك القضايا، لأن المجتمع العربي الإسلامي في الأصل مجتمع محافظ ولا يقاس على الشواذ في أي قضية اجتماعيه، مطالبا كتاب السيناريوهات والمخرجين والمنتجين بضرورة مخافة الله فيما يقدمون من أعمال كونهم مسؤولين أمام الله وأمام المجتمع عن تبعات ما يقدمون كون العديد من المتلقين يتأثرون بما يطرح في وسائل الإعلام المختلفة ومن أخطرها تأثريا القنوان الفضائية. الرأي الشرعي وكان المفتي العام ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، قد حذر ملاك المحطات الفضائية من عرض مثل هذه المسلسلات وحتى لا ينطبق عليهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «من دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة». من جانبه، يوضح عضو الموسوعة الفقهية العالمية الدكتور أحمد الحجي الكردي أن الزنا من أكبر الكبائر وأعظم المعاصي التي وعد الله تعالى فاعلها بالعقاب العظيم، بل نهانا عن مجرد قربانه، مؤكدا أن مع المحارم إثمه أعظم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من وقع على ذات محرم فاقتلوه)، مشيرا إلى أن أعظم الزنا على الإطلاق زنا المحارم، وهو مع عظم إثمه مناف للطباع السليمة والفطرة المستقيمة. وأوضح أن كفارة «زنا المحارم» التوبة النصوح، مع الندم والإكثار من الاستغفار، مع العزم على عدم العود لذلك في المستقبل. الرأي التربوي أما المشرف التربوي محمد الشهري، فكشف عن خطورة بعض البرامج والمسلسلات في القنوات الفضائية قائلا: «التأثير النفسي لبعض البرامج التلفزيونية والقنوات الفضائية تأثيرا بالغا قد يسبب بشكل سريع في انحرافات سلوكية واجتماعية لا تتحمد عقباها». وأكد الشهري على ضرورة مراعاة كل ما يقدم في تلك الفضائيات وخضوعها للرقابة الاجتماعية والنفسية كونها من أخطر وسائل التأثير في المجتمعات خاصة في فئة الشباب والشابات المعرضين للتغير السلوكي السريع وخاصة المراهقين منهم. أما الاختصاصي النفسي الدكتور عادل محمد بشير فأوضح أن هناك أنماطا من ممارسة «زنا المحارم»، مبينا أنها مرتبطة بالظروف، وقد أمرنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) أن نفرق بين الأبناء في المضاجع ونأمرهم بالصلاة.