أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس، أنه لن يرسل قوات برية إلى العراق لوقف هجوم المتطرفين، لكن سنبحث خيارات مختلفة أخرى في الأيام المقبلة. وقال: لن نرسل قوات أمريكية مقاتلة إلى العراق، لكنني طلبت من فريقي إعداد مجموعة من الخيارات لدعم قوات الأمن العراقية. وحذر أوباما من أنه يجب عدم انتظار عمل أمريكي «بين ليلة وضحاها» وأن عملية القرار والتخطيط لتحرك ما، ايا كان تتطلب «اياما عدة». واضاف «نريد ان نتأكد من ان لدينا فهما جيدا للوضع، والتأكد من اننا جمعنا المعلومات اللازمة لكي تكون تحركاتنا، اذا قررت التدخل بطريقة او بأخرى، محددة الاهداف ودقيقة وفعالة. وأفاد أنه بدون جهود سياسية سيكون الفشل مصير اي عمل عسكري، داعيا مرة اخرى الى حوار حقيقي بين المسؤولين المعتدلين. وأعرب أوباما عن أسفه أن المسؤولين العراقيين عاجزون عن تجاوز ريبتهم وخلافاتهم وهذا ما جعل الحكومة والقوات الامنية ضعيفة. وحول مخاوف محتملة ازاء الانتاج النفطي، اشار اوباما الى انه لم يسجل حتى الان اي اضطراب كبير. مضيفا أنه إذا كان «تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام» قادرا على السيطرة على مصاف كبيرة، فذلك قد يصبح مصدر قلق. من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي امس، ان قوات الامن بدأت في تطهير المدن من «الارهابيين» الذين استولوا على عدد من مدن البلاد في الايام الاخيرة. وقال إن القوات العراقية لا تزال متماسكة. واعتبر أن العراق يمر بمنعطف خطير ومؤامرة كبرى تستهدف وجوده وتسعى لجعل بلاد الرافدين ومهد الحضارات قاعدة للتكفير والكراهية والارهاب. وتشن القوات العراقية غارات على مواقع للمسلحين في عدة مناطق من العراق، بينها الموصل وتكريت، كما تقوم بصد محاولات المسلحين الدخول الى مدينة سامراء والتقدم في محافظة ديالى نحو مركزها، مدينة بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد). وبدخول «داعش» إلى محافظة ديالي يضيف المسلحون محورا ثالثا إلى مسار زحفهم على العاصمة بغداد، إضافة إلى المحور الشمالي من محافظة صلاح الدين والغربي من الفلوجة. وكان مقاتلو داعش ومسلحون محليون تمكنوا من السيطرة على ناحية جلولاء الرئيسية في محافظة ديالي، بينما دخلت قوات «البشمركة» الكردية إلى ناحية السعدية بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة. فلم تقف حدود معارك «داعش» التي تخوضها ضد القوات النظامية في العراق عند حدود محافظات الشمال العراقي، إذ سرعان ما بدأت تشق طريقها نحو العاصمة بغداد. ونشرت قوات البشمركة الكردية مزيدا من الرجال لتأمين مكاتب حزبها السياسي في جلولاء قبل وصول المسلحين إلى المدينة. وتقدم «داعش» في ناحية جلولاء يجعلهم على بعد 65 كلم عن شمال شرق بغداد، ما جعل أهالي العاصمة يعيشون حالة من القلق والتوتر مع توارد هذه الأخبار. من جهتها، شنت القوات الجوية العراقية أربع غارات على الأقل، مستهدفة مواقع يتحصن فيها المسلحون في تكريت وفقا لشهود عيان. فيما قالت وسائل إعلام عراقية إن غارات أخرى استهدفت مقرات «داعش» في الموصل. ومع تصاعد الموقف واقتراب مقاتلي «داعش» من العاصمة، أجلت شركات أميركية تعمل لحساب الحكومة العراقية موظفيها وعددهم بالمئات، من قاعدة جوية ضخمة تقع في مدينة بلد إلى العاصمة بغداد، بحسب وزارة الخارجية الأميركية. ومع احتدام المعارك، تتجه الأنظار نحو بغداد، التي تتأهب فيما يبدو لمعركة وضعت السلطات العراقية خطة أمنية جديدة تهدف إلى حماية بغداد من أي هجوم محتمل، وتشمل تكثيف انتشار القوى الأمنية فيها، بحسب ما أفاد أمس المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن. وأوضح معن «وضعنا خطة جديدة لحماية بغداد»، مضيفا «اليوم الوضع استثنائي وأي عملية تراخ قد تسمح للعدو بأن يحاول مهاجمة بغداد ويجب أن يكون هناك استعداد».