سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العراق.. فشل إعلان "الطوارئ".. وبغداد "منفتحة" على دخول "طائرات بدون طيار" قوات البشمركة تسيطر على مدينة كركوك.. والجيش والشرطة والصحوات ينسحبون من محيط الفلوجة
حافظ مسلحو "داعش" على زخم هجومهم في العراق وتقدموا نحو مناطق تبعد أقل من 100 كلم عن شمال العاصمة، في وقت أبدت بغداد انفتاحها على فكرة ضربات جوية أميركية لصد هذا الزحف المباغت. فيما شن الطيران العراقي أمس أربع غارات على الأقل مستهدفا مواقع يتحصن فيها مسلحو تنظيم "داعش" في وسط مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وفي خضم التطورات الأمنية المتسارعة، فرضت قوات البشمركة الكردية أمس وللمرة الأولى سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك المتنازع عليها بين العرب والأكراد بهدف حمايتها من أي هجوم محتمل، في تحرك لم يتضح بعد ما إذا كان جرى بالتنسيق مع بغداد. وفيما يتوقع أن ينعقد مجلس الأمن الدولي في وقت لاحق لبحث الوضع في العراق، فشل البرلمان العراقي في تأمين النصاب اللازم لعقد جلسة يجري خلالها التصويت على إعلان حالة الطوارئ في البلاد. وقال مقرر المجلس محمد الخالدي ل"الوطن"، إن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي قرر تأجيل الجلسة الطارئة إلى إشعار آخر لعدم اكتمال النصاب القانوني"، مؤكدا على أن "128 نائبا فقط حضروا الجلسة". وفي شمال بغداد تعرض مقر عسكري لقصف بقذائف هاون مجهولة المصدر سقطت، صباح أمس، على مقر اللواء 22 في الجيش بمنطقة الطارمية. فيما انسحب الجيش وعناصر الصحوات من محيط الفلوجة بعد اشتباكات عنيفة مع المسلحين.وقال المسؤول المحلي في قضاء أبو غريب جسام الجميلي ل"الوطن"، إن المجاميع المسلحة بكافة مسمياتها في الفلوجة أعادت أمس فتح ثلاثة منافذ لمدينة الفلوجة، الأول منفذ المفتول شمال الفلوجة، والثاني الفلاحات غربا والعامرية جنوبا بعد انسحاب قوات الجيش من المقرات والمواقع التي كانت تتمركز فيها خلال الأيام الماضية". وأضاف "المجاميع المسلحة رفعت جميع الحواجز الكونكريتية، والسواتر الترابية، من معبر المفتول في ناحية الصقلاوية شمال الفلوجة، وأعادت فتح منفذ الفلاحات والطريق القديم الرابط بين ناحية العامرية والفلوجة، وعادت حركة سير المركبات بشكل طبيعي"، موضحا أن "قوات الجيش والشرطة والصحوات انسحبوا من المقرات والمواقع المحيطة بالفلوجة، ومنها منطقة الجسر الياباني بالقرب من الخط الدولي شمال الفلوجة ومن نقاط مراقبة في الفلاحات بعد اشتباكات عنيفة مع العناصر المسلحة". يأتي ذلك في وقت واصل مقاتلو تنظيم "داعش" هجومهم حيث سيطروا على ناحيتي الضلوعية والمعتصم على بعد نحو 90 كلم من شمال بغداد. وجاءت السيطرة بعد هجوم شنوه على مدينة سامراء (110 كلم شمال بغداد). إلا أن القوات العراقية نجحت في التصدي لهم. وإلى جانب المناطق التي سيطروا عليها في نينوى وصلاح الدين وغرب كركوك، قال ضابط برتبة عقيد في الشرطة إن "مسلحين يستقلون أكثر من 20 سيارة اقتحموا وسيطروا على ثلاث قرى في ناحية العظيم" (175 كلم شمال بغداد) الواقعة على الحدود بين محافظتي ديالى وصلاح الدين. وكان مقاتلو "داعش" نجحوا في التمدد جنوبا أول من أمس، بعدما أحكموا قبضتهم على مدينة الموصل شمال العراق التي سيطروا عليها الثلاثاء الماضي. وقد تمكنوا من السيطرة على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين وبعض النواحي الواقعة إلى جنوبها، بعدما سيطروا أيضا على مناطق غرب محافظة كركوك. وتعهدت الولاياتالمتحدة بتقديم مساعدة عسكرية للعراق لمحاولة وقف هجوم المقاتلين الذين تفوقوا على الجيش الذي دربته واشنطن، وذلك بعد عامين ونصف العام على انسحابها العسكري من البلاد. وأعلن الرئيس باراك أوباما أمس أنه يبحث كل الخيارات في مساعدة الحكومة العراقية على مواجهة أعمال العنف المسلح المتصاعدة هناك. وردا على سؤال عما إذا كانت الولاياتالمتحدة تبحث شن هجمات باستخدام طائرات دون طيار أو أي إجراء آخر لوقف أعمال العنف المسلح قال أوباما: "لا أستبعد أي شيء". وأضاف أوباما للصحفيين في البيت الأبيض أثناء اجتماعه مع رئيس وزراء أستراليا توني أبوت، أن من مصلحة الولاياتالمتحدة ضمان ألا يحصل الجهاديون على موطئ قدم في العراق. وقال إنه ستكون هناك تحركات عسكرية قصيرة المدى وفورية ينبغي عملها في العراق، مشيرا إلى أن فريقه للأمن القومي يبحث كل الخيارات. وتابع: إن الولاياتالمتحدة مستعدة لاتخاذ إجراء عسكري عند تهديد مصالحها المرتبطة بالأمن القومي. وفي طهران، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن إيران "ستكافح عنف وإرهاب" المتمردين، من دون أن يذكر تفاصيل عن التحركات التي قد تقوم بها إيران لدعم جارتها.