رجل المهات الصعبة أحمد الله تعالى أنني وفقت في الثناء على الأمير خالد الفيصل، لكنني مع صدق نظرتي لشخص سموه، شعرت بتواضع عباراتي عندما استمعت إليه في مؤتمره الصحفي عن تطوير جهود وزارته في ظل الدعم الكبير الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين، فهو لم يعد مجرد خبير إداري على أهمية هذه المكانة وإنما أصبح فيلسوفا إداريا نادرا برؤاه المتفردة، وإحاطته المذهلة بمسؤولياته، وهذا ما جعل ولي الأمر فينا يختاره أكثر من مرة للصعب من الأدوار في إطار وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، إن اطمئنان خالد الفيصل إلى سلامة توجهاته، وإلى قدرته على سلامة أدائه لمهمته الكبيرة هو الذي دعاه إلى شرح عملية تصديه بحماسه المعهود للقفزة النوعية التي ستشهدها وزارة التربية والتعليم، وبث ما كان يتحدث عنه أمام الرأي العام المحلي، وكأني به يقطع عهدا صادقا على نفسه بأن يجعل الارتقاء بمرافق التربية والتعليم هدفه وغايته، حيث عبر بأدق التفاصيل عما يريد فعله بعيدا عن التسويف، ولشد ما نطمع من منسوبي وزارة التربية والتعليم وبخاصة قياداتها أن يستلهموا حماس خالد الفيصل واهتمامه بالمسيرة التربوية والتعليمية حتى تكون النتائج في المستوى الذي يتفق ويتسق مع رؤى الوزير الفيلسوف!! هذا وقد توقعت أن يكون من بين الأسئلة والاستفسارات المقدمة من قبل بعض حضور المؤتمر الصحفي سؤال حول مدرسة «اليوم الكامل» المعمول بها في العالم المتقدم إلا أن ذلك لم يحدث، على الرغم من أنه كان واردا في الأذهان قبل عقدين من الزمن تقريبا ثم ما لبث أن توارى عن الساحة، وربما كان عجز المباني المدرسية عن استيعاب هذا النمط من التعليم تتساوى في ذلك المباني الحكومية التي لم يخطط لإقامتها تخطيطا محكما، أو المستأجرة التي لا تصلح أن تكون مدارس لمحو الأمية، إحدى العقبات كالأداة التي أجهضت الفكرة، فإذا كان هذا المطلب وجيها، وإنه كذلك في رأي الكثيرين فهو جدير باهتمام الوزارة من خلال وضع خطة استراتيجية تفضي إلى البدء في اعتماده على أرض الواقع ولو على المدى المتوسط خدمة للأجيال القادمة حتى توظف العملية التربوية على قدم المساواة مع العملية التعليمية، وفي ذلك ما فيه من الحصانة للطلاب من التسكع، أو القيام بنشاطات سلبية تحمل الضرر لهم ولمجتمعهم.