منذ قاربت السبعين من عمري أو قاربتني السبعون وأنا أشكو من قلة النوم أو صعوبة الاستمتاع به لأطول مدة ممكنة – وفقا للمعقول والمقبول – رغم أنني منذ أكثر من عقدين وأنا أحرص على تنظيم مواعيد النوم والأكل، فموعد نومي هو العاشرة مساء، أما بالنسبة للأكل فأعمل بالوصفة الطبية: كل فطورك كاملا وأشرك بغدائك آخر، أما عشاؤك فدعه لعدوك. أما السنوات الأخيرة فبعد أن أخلد إلى النوم لساعة أو نحوها أستيقظ ويبتعد عني النوم، وأبدأ أقلب جسمي وأتململ وأقرأ قصار السور وأكررها ثم أبدأ بالعد العكسي من مئة إلى واحد، وأكررها أحيانا، ومع ذلك يستعصى علي عودة النوم. بدأت أخيرا أستضيف في يقظتي وعند نومي أحيانا بعض الرواد ممن أحب – إذ كنت أفكر فيهم في النهار أو أستحضرهم لأكتب عنهم – فيفاجئونني عند نومي وأبدأ معهم الحديث، ويصححون لي بعض المعلومات، وكنت أضع عند رأسي ورقة وقلما أسجل بهما رؤوس الأقلام كي لا أنسى، وأحيانا أتثاقل عند النهوض وإشعال النور لأكتب فأتناوم لأنسى في الصباح ما كان أو بعضه. أما ليلة البارحة فقد هجرني النوم فبدأت أحاسب نفسي وأسائلها عما عمِلت وعملت وعما قدمت من فعل أو عمل مفيد لي ولمجتمعي؟ وهل مستوى الرضا والقناعة مقبولة ومرضية بالنسبة لي ولمجتمعي؟ فبدأت أعدما قدمته وكتبته خلال الأسبوع الماضي ثم الشهر واكتفيت بما عملته خلال الستة أشهر الماضية من مشاركات ثقافية واجتماعية غير ملزمة مثل مداومة العمل اليومي أو كتابة المقال الأسبوعي بجريدة عكاظ. بعد أن استعرضت أهم ما أنجزته ووجدته مقبولا بالنسبة لي مقارنة بما سبق، ومنه العمل على إصدار كتابين (بداياتهم مع الكتابة) والمشاركة بكتاب: (حمود البدر.. البر الكريم) وإعادة طبع كتاب عبدالرحمن منيف للمرة الرابعة في ذكراه العاشرة وإضافة ما استجد.