انتقد عدد من أهالي منطقة عسير، تدمير آثار وبيئة المنطقة بالآليات الثقيلة وذلك ردا على خطوة إدارة النقل بالمنطقة التي شرعت مؤخرا في شق عقبة النخلين المنحدرة من أعالي جبال السروات كرديف لعبة شعار الحالية، واعتبروا أن شق العقبة سيسهل تهريب المجهولين والممنوعات لعدم وجود نقاط أمنية كافية في المنطقة. وناشدوا أمير منطقة عسير بوقف تأهيل العقبة حفاظا على الحياة الفطرية والآثار المتناثرة في الوادي الذي ورد ذكر اسمه في كتب العلامة حمد الجاسر رحمه الله. وكانت إدارة الطرق والنقل بمنطقة عسير عمدت مؤخرا على شق عقبة نخلين وباشرت المعدات الثقيلة اقتلاع أشجار العرعر والتين البري المعمرة، ما فتح باب التساؤلات واسعا عن جدوى الخطوة خاصة أنها ترابية وتشبه في انحدارها عقبة الجعدة القريبة والتي حصدت أرواح البشر. وأكد أحد المهتمين بالآثار من سكان المنطقة أن تلك الآثار والنقوش والرسومات تدل على أنها لأمم سكنت هذا الوادي قبل الميلاد، واستدل على ذلك بوجود رسومات بارزة تدل على تصوره، ويضيف «بشق العقبة وتأهيلها سوف تندثر الآثار والحيوانات النادرة وتنهب في وضح النهار وتسرق هذه الثروة الوطنية من قبل ضعاف النفوس». وفي الوقت الذي لم تتحصل فيه «عكاظ» على رأي الجهات المعنية حول هذه الآثار وحمايتها رغم الاتصالات المتكررة بمسؤولي جهاز السياحة والآثار بمنطقة عسير، ناشد عدد كبير من المهتمين بالآثار سرعة تدخل الجهات المعنية وحماية آثار وادي نخلين من أيادي العابثين وخاصة بعد شق العقبة الترابية، حيث بدت ملامح القرية تختفي بعد أن صمدت لآلاف السنين على حد قولهم. ويكتسب وادي نخلين مسماه من رأس شعيب ذمبراه والذي يمتد شمالا وجنوبا حتى وادي تيه ويكثر في ذلك الوادي الشهير الحيوانات البرية مثل الوعل الجبلي، الوبر، الحجل، الذئاب، الضباع والوشق، بالإضافة إلى عدد كبير من العيون الجارية كحورة وجمل ومعين، وبعد شق العقبة وتمهيدها تكاثر الصيادون الذين فتكوا بتلك الثروة الغالية في مرأى ومسمع من الجهات ذات العلاقة، حيث يستخدم هؤلاء أسلحة متطورة ويسمع صداها في أرجاء الوادي، ولم تتوقف أيادي العابثين عند هذا بل امتد العبث إلى تدمير الأشجار وهي مزهرة خضراء وهذا في الواقع تدمير للتاريخ. «عكاظ» زارت وادي نخلين، ورصد خلوه من السكان والمنازل، سوى منزل المرحوم عائض بن عضوان القبيسي وقد هجرها الأبناء وانتقلوا إلى بلدات أخرى، ورافق الصحيفة خلال جولتها المواطن عضوان علي القبيسي، الذي أرشدنا إلى المواقع الأثرية، خاصة أنه أحد المهتمين بهذا المجال، وأكد أن هذه المواقع تدل على أن هناك أمما وحضارات عاشت هنا قبل الميلاد حسب الكتابات والنقوش الموجودة. واستغرب القبيسي، تجاهل جهاز السياحة والآثار في منطقة عسير لهذه المواقع المهمة حسب وصفه، وشدد القبيسي على أن هذه المواقع لم تسلم هي وغيرها من المواقع الأثرية من أيدي العابثين بعد فتح العقبة، وطالب المختصين بالحضور إلى هذه المواقع وعمل دراسة ومسح ميداني لها لمعرفة بعض تلك الرسومات والنقوشات القديمة مثل المقابر الجماعية القائمة على هيئة طوابق مرتفعة عن سطح الأرض، إلى جانب رموز ربما تدل على أماكن ومواقع تحتاج إلى دارسة معمقة من قبل المختصين قبل أن تطالها أيادي العابثين على حد قوله.