يعيش سكان الكيلو 11 (جنوب شرقي جدة والمجاور لحي المنتزهات) بفارغ الصبر في انتظار عودة التيار الغائب عنهم منذ ثلاثة أشهر. وأضاف عدد من سكان الحي أنهم ظلوا ينتظرون التيار منذ 30 عاما ولكن فرحتهم لم تكتمل بعد إنارة الشوارع الداخلية لأن التيار سرعان ما اختفى وعادت الشوارع لتغرق في الظلام على حد وصفهم مرة أخرى. وفي هذا السياق أوضح سعد المنتشري أن أعمدة الإنارة في الشوارع تحولت إلى لوحات مضمونها فلان لنقل العفش.. وإعلان لشراء الأثاث. ومن جهته أوضح أبو مشهور أحد سكان الحي القدامى أنهم ظلوا يطالبون بإنارة شوارع الحي لأعوام طويلة وبعد طول انتظار جاوز عشرات السنين جاء الفرج وتمت إنارة الشوارع الداخلية لكن الإنارة لم تدم طويلا لتعود معاناتهم مع الظلام منذ ثلاثة أشهر دون أن تتحرك بلدية أم السلم التابع لها الحي لإعادة التيار للشوارع. واستشهد أبو مشهور على معاناتهم الأزلية مع التيار بما حدث لهم في فصل الصيف حينما ظل العشرات من سكان الحي يعانون من حرارة الطقس لمدة أيام بسبب خلل في مغذي رئيس بالحي مبديا خوفه من تكرار المماطلة في إعادة التيار الكهربائي لشوارع الحي. من جانبه أبدى علي عسيري استغرابه من ترك شوارع الحي تغرق في الظلام الدامس لعدة أشهر من قبل بلدية أم السلم، موضحا أن الشوارع المظلمة تتسبب في انتشار السرقات رغم أن الجهات المختصة بالمرصاد للصوص. وأوضح بندر الشهري أن شوارع الحي التي كانت تبعث إنارتها الاطمئنان والراحة للساكنين والعابرين باتت جسدا بلا روح سواء داخل الحي أو حتى مدخله الرئيس، مبينا أن الجهة المسؤولة عن إعادة التيار تتنصل من مسؤوليتها، لدرجة أن الأعمدة تحولت إلى لوحات إعلانية للأثاث المستعمل. ودعا كل من مسعود البقمي ومحمد الرشيدي وسعيد الزهراني أمانة جدة إلى سرعة إنهاء معاناتهم مع الظلام وإعادة النور لشوارع الحي مؤكدين أنهم يعانون من مياه الصرف الصحي وروائحها الكريهة إضافة إلى الحفريات على طبقة الاسفلت التي لم تتجدد منذ ثلاثين عاما ليأتي عطل أعمدة الشوارع هما جديدا يعايشه آلاف الساكنين. وفي السياق نفسه أوضح كل من مازن الزهراني وسعيد باحسن أن المفارقة العجيبة تتمثل في أن بلدية أم السلم تعد أقرب المواقع لحي الكيلو 11 ورغم ذلك فإن شوارع الحي هرب منها التيار منذ عدة أشهر، وأن الأهالي بعد أن استبشروا بإنارة الشوارع عادت مرة أخرى لتغرق في الظلام الدامس. وفي موازاة ذلك أوضح مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة سامي الغامدي بأن شبكة الإنارة بمحافظة جدة واجهت إشكالية في الفترة الاخيرة وذلك في بعض الأحياء، حيث تم تسليم أعمال «الصيانة» للمقاول الجديد بعد انتهاء العقد للمقاول القديم بالإضافة الى أن شبكة الإنارة لبعض الأحياء متهالكة وتدخل ضمن إحلال وتغيير الأعمدة والكابلات وتم طرح عقود جديدة وسيتم البدء في العمل بها.