منذ تاريخ 9/5/1435ه أصاب الظلام جسد شارعنا وما حوله من حي العزيزية غرب شارع الأمير ماجد وغرب مبنى يسمى الرئاسة العامة لتعليم البنات قديما، ورغم كل محاولاتي لإعادة الإضاءة للشارع والحي اقتنعت بأنه لا يوجد علاج إلا أتاريك عادت بذكريات كهول أهل الشارع والحي إلى زمن عتيق كانت «الأتاريك، والفوانيس» مصدر الضوء في الشارع إبان سور جدة القديم قبل النهوض العمراني المتسارع الذي غير ملامح جدة. عندما سكنت في هذا الشارع عام 1403ه كان الشارع تحت مسمى «شارع وادي مسلم» بشدة ال. كان الشارع والحي بكامله مظلما لا يوجد به عامود واحد للإضاءة. فبعد الغروب يصبح الشارع وما حوله من الحي شبيها بأيام الأتاريك والفوانيس مما جعلني أشعر بعدم الأمن والأمان لي ولعائلتي وعوائل الحي كله. هل أستمر وأقبل أننا لانزال في زمن الأتاريك ؟ أم نعمل لوجود حل لهذا الوضع الذي يشجع ضعاف النفوس بالعبث والأعمال الإجرامية في حماية الظلام. ويؤدي فصل التيار الكهربائي عن أعمدة الإنارة إلى مخاوف أمنية على سلامة المنازل والعوائل مما يجعلها عرضة للسرقة ليلا بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر عن أعمدة الإضاءة في الحي. لم أقبل استمرار حينا ليظل في زمن الأتاريك وأخذت على عاتقي أن أخط خطابا لأمين محافظة جدة آنذك معالي المهندس الدكتور خالد عبدالغني بتاريخ 30 شعبان 1413ه جاء فيه: معالي أمين مدينة جدة الدكتور خالد عبدالغني الموقر بعد التحية الطيبة أتقدم لمعاليكم بطلب وضع أعمدة إنارة في شارع وادي مسلم المتفرع من شارع المكرونة وباقي الحي حيث إن الشارع والحي لا يوجد به عامود إنارة واحد. الحي والشارع به مدارس أهلية وعامة ويسكنه عوائل عدة منذ عقود من الزمن والظلمة تعرض الحي إلى حوادث مرورية وعرضة لزعزعة الأمن والأمان على السكان. لذا أرجو التكرم من معاليكم إعطاء طلبي هذا نظرتكم وتقديركم القيم وأمركم بسرعة وضع أعمدة إنارة في الحي حفاظا على أمن وأمان السكان والمارة ولكم الشكر. أخوكم الدكتور عبدالعزيز معتوق حسنين. ذهبت بهذا الخطاب وتقابلت مع معالي الأمين وسجل خطابي واردا في الأمانة برقم: 5824/110/م في 1/9/1413ه. وبعد متابعات طويلة على مدى تسعة أشهر وتوفيقا من الله نصبت أعمدة إنارة غطت كامل الحي وجاء النور للحي حتى أصبح مثلا يتردد بين الجيران: «جاء الدكتور وجاء النور». ومنذ ذلك التاريخ أخذت الكهرباء في الانقطاع عن الأعمدة مرات ومرات وفي كل مرة أذهب إلى إدارة الإضاءة والكهرباء في فرع بلدية جدة خلف برج دلة وأطلب تصحيح العطل ويعود النور للحي. ولكن ابتداء من 9/5/1435ه وحتى وقت كتابة هذا المقال والحي يقبع في الظلام الدامس. فقد عدت وخاطبت رئيس إدارة الإضاءة والكهرباء بخطاب ثانٍ وسجل واردا في فرع بلدية العزيزية برقم: 3500066592 وتاريخ: 24/5/1435ه ورفعت صورة من الخطاب الثاني إلى معالي الأمين الدكتور المهندس هاني أبو راس عبر فاكس رقم: 6149878 رغم كل جهودي التي لم تنتج عن فائدة واستمر الحي في ظلامه حتى اليوم وهذا هو وضع أحياء عديدة في جدة. فأيقنت بقول الشاعر: «لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي». لقد «عدنا إلى زمن الأتاريك» فعلا. فاكس 6079343