«الشعب فقط هو صاحب الوصاية على جيشه. انحيازنا لن يكون سوى لإرادة المواطن المصري وحماية تراب الوطن، ولن نقبل بأي نتائج كارثية تهدد مصر وأمنها القومى».. كانت الكلمات السابقة من أول تصريح للفريق عبدالفتاح السيسي في مستهل عهده كوزير للدفاع عقب تولى محمد مرسى حكم مصر، رسالة السيسي كانت واضحة ومحددة لشعب مصر، بما يعنى أن تنظيم الإخوان الذي دفع مرسى إلى سدة الحكم لن ينجح في جر الجيش إلى وجهات سياسية معينة، وعقب أيام قليلة من تلك الكلمات الصادرة في أغسطس 2012، بدأ السيسي في تنظيم صفوف الجيش الذي أصيب بالارتباك بعد قرار مرسى بإقالة المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان. بعد هذا التاريخ اختفى السيسي، داخل ثكنات ومعسكرات الجيش، وكان يظهر بين الحين والآخر وهو يقود الجنود والضباط والقادة، في تدريبات القتال، وتصريحات مقتضبة بددت شكوك المواطنين في انتماء هذا الرجل المولود في حي الجمالية عام 1954 لجماعة الإخوان، في إطار مشروع «أخونة الدولة». صدام الإخوان الأول بالسيسي ظهر من خلال شائعة سربها الإخوان بأن هناك نية لدى مرسى لإقالة السيسي، بعدما اتهم محمد بديع مرشد الإخوان في إحدى رسائله قادة الجيش السابقين بالفساد، وهو ما دفع السيسي للرد سريعا بأن الجيش يحترم قاداته السابقين ودورهم الوطني، ولا يقبل أن يمس تراب الوطن والشعب المصري والجيش بكلمة. دارت الأيام دورتها، وجاءت ثورة 30 يوينو، وذهب عهد الإخوان دون رجعة، وخلع السيسي رداءه العسكري بعد 40 عاما، قائلا: أنا مستدعى لوطن في خطر، وكنت غير راغب في خوض الانتخابات، لكني قررت الترشح حتى لا يقال « لقد طلبناه وأدار لنا ظهره».