في ما بدا تمهيداً لترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة، ظهر وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي برفقة زوجته في حفل تكريم أقامته القوات المسلحة لقيادات متقاعدة. ورغم أن اصطحاب قادة الجيش زوجاتهم في المناسبات ذات الطابع الاحتفالي أمر معهود، إلا أن نشر تلك اللقطات والحرص على ظهور قرينة قائد الجيش بدا لافتاً، ما يمكن وضعه في خانة التمهيد لرئاسة السيسي. وظهر أن مستشاري السيسي أرادوا التوطئة لخلع قائد الجيش الزي العسكري واقتحام الحياة المدنية، فبث الناطق العسكري العقيد أحمد علي لقطات من حفل تكريم قادة سابقين في القوات المسلحة عبر صفحته الرسمية على «فايسبوك»، ظهر فيه للمرة الأولى السيسي وإلى جواره زوجته المحجبة التي حرصت على ارتداء ملابس فضفاضة تخلو من البهرجة. وكان المجلس العسكري بارك ترشح السيسي للرئاسة وحضه على «الاستجابة لإرادة الجماهير»، وأعلن وزير الدفاع أنه لن يدير ظهره للشعب المصري، في إشارة إلى قبوله الترشح للرئاسة الذي يُنتظر إعلانه رسمياً قبل نهاية الشهر الجاري. ونال السيسي شعبية جارفة بعدما غامر بمنصبه وأعلن عزل الرئيس السابق محمد مرسي في أعقاب جلسة مشاورات مع القوى السياسية والمجتمعية والدينية في 3 تموز (يوليو) الماضي على خلفية التظاهرات العارمة التي عمت شوارع مصر للمطالبة بسقوط حكم جماعة «الإخوان المسلمين». وقبل تعيينه وزيراً للدفاع في آب (أغسطس) 2012، لم يكن قائد الاستخبارات الحربية معروفاً لدى غالبية المصريين، شأنه شأن غالبية قادة الجيش المتوارين عن الحياة العامة، خصوصاً قبل ثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011. وظهر السيسي بملابس مدنية للمرة الأولى على شاشات التلفزيون الرسمي خلال مغادرته القاهرة لزيارة روسيا، لإجراء محادثات مع المسؤولين الروس يرافقه وزير الخارجية نبيل فهمي. وكان لافتاً أن يبث التلفزيون الرسمي لقطات للسيسي خلال رحلتَي المغادرة والعودة مرتدياً ملابس مدنية، على رغم أنه ارتدى البزة العسكرية في محادثاته الرسمية في موسكو.