تحولت بعض البيوت الشعبية المهجورة في حي الوسيطاء، أحد أقدم أحياء حائل، إلى مكب نفايات ومأوى للصوص واستغلها البعض لأغراض أخرى، الشيء الذي سرب الهواجس إلى نفوس سكان الحي ممن يرون أن هذه البيوت يجب أن يحافظ عليها، لأنها تمثل عبق التاريخ وتمنح الحاضر رونقه، معتبرين أن ملأها بالنفايات يهدد الصحة العامة ويجلب لهم الأمراض التي تورث الأمراض. ويقول مفضي الشمري، أحد سكان الحي: «بعد مغرب يوم لحقت دورية أمنية بأحد اللصوص الذي شاهده الجيران والمارة يقوم بكسر سيارة داخل الحي وفجأة اختفى عن الأنظار، إلا أن ذكاء أحد رجال الأمن كشف اختباءه داخل بيت شعبي مهجور كان يتخذه ملاذا آمنا له منذ زمن بعيد عقب تنفيذه لسرقاته، ومن واقع هذه الحادثة والحوادث المسجلة التي ظهرت على السطح، لا بد من الانتباه لخطورة البيوت المهجورة وتشديد الرقابة عليها حتى لا يتضرر منها سكان الحي». وأشار سعيد السويدي، أحد سكان البيوت الشعبية بحي الوسيطاء، إلى أن البيوت الشعبية المهجورة التي تجاورهم تشكل خطورة أمنية واجتماعية وبيئية على سكان الحي حيث يستغلها بعض ضعاف النفوس لأغراض مختلفة في ظل عدم اهتمام أصحابها بها، موضحا أن الكثير منها بلا أبواب ما يسهل عملية استغلالها كسكن من قبل العمالة السائبة المخالفة وأحيانا كمكب للنفايات والمخلفات ومأوى للقطط والحشرات ما يشكل خطرا على البيئة، منوها إلى أن بعضها عليه قروض من البنك العقاري تتجاوز 250 ألف ريال، بينما قيمتها الأصلية لا تتجاوز 70 ألف ريال، والكثير من أصحابها يناشدون بإسقاط القروض لأنهم غير قادرين على السداد. ويرى فهد الشمري وعبدالله سعيد وراكان العلي وفاهد الشمري وعلي الداغش، أنه لا بد من تحرك الجهات المسؤولة لإيجاد حل عاجل لمشكلة هذه البيوت التي ظل بعضها مهجورا لأكثر من 30 عاما ما جعلها مرتعا للحشرات والقطط والفئران ومأوى للصوص، مطالبين أصحابها بإغلاقها أو إزالتها وإسقاط القروض الشخصية التي تحملوها من البنك العقاري مع الاستفادة من أراضيها أو حتى ترميمها وتأجيرها على أصحاب ذوي الدخل المحدود، كما دعوا الجهات المختصة بضرورة مراقبة هذه المنازل على مدار الأسبوع ليتفادى سكان الحي مخاطرها، مبينين أنهم أوصلوا صوتهم وشكاواهم لبعض الجهات المعنية ولكنها لم تتحرك حتى الآن، ما يهدد بكارثة صحية وبيئية في ظل انعدام النظافة ويجعل منظر الحي مخجلا، كما طالب المواطنون الأمانة والبنك العقاري بحصر هذه المباني وتوجيه أصحابها بإحكام إغلاقها جيدا حتى لا تتحول إلى منبع للمخالفات من ضعاف النفوس. من جهته، شدد الناطق الإعلامي بشرطة حائل العقيد عبدالعزيز الزنيدي، على دور المواطن في حماية هذه البيوت الشعبية من خلال تفاعله وإبلاغه عن أي ملاحظة قد تمس أمن المواطنين، طالبا منهم أن يكونوا على تواصل وتفاعل دائم مع الأجهزة الأمنية، مبينا أن مدير شرطة منطقة حائل له توجيهات واضحة في هذا الجانب بأن المواطن في مسكنه وحيه هو رجل الأمن الغيور على المصلحة العامة، مشيرا إلى أن المواطن إذا تمتع بالوعي الكافي يمكن أن يساهم بفاعلية في القضاء على المخالفات الموجودة في هذه المنازل. وأضاف «رجال الأمن موجودون في كل مكان وزمان، وأي بيوت قد تستخدم أوكارا للمخالفات والجرائم يتم متابعتها ورصدها، ونناشد أصحابها بأخذ الحيطة والحذر من استخدامها في أي حوادث جنائية».