رفض أمين الباحة المهندس محمد مبارك المجلي النقد الموجه لأمانة المنطقة والبلدية التابعة لها المتضمن الاتهام بالإساءة للغابات من خلال تحويلها إلى متنزهات ما تسبب في تهوية جذور أشجار العرعر وأدى إلى يباسه، إضافة إلى سلبية الأمانة بإسهامها في فتح الطرقات إلى الغابات والمحميات الطبيعية ما يسر وصول السيارات بما تخلفه عوادمها من تلويث وما يتركه الإنسان من مخلفات. وأوضح المجلي ل «عكاظ» أن ما ورد على لسان أحد الأكاديميين من مخاوف مبالغ فيها ولا مبرر لها كون الغابات بعد تحويلها إلى متنزهات نمت أشجارها وتنظمت مداخلها ومخارجها واعتمدت لها جداول سقيا أسبوعية ما عزز حضور الخضرة الدائمة والظل، مؤكداً أن الأمانة والبلديات في منطقة الباحة تزرع ولا تقلع وتجبر ولا تكسر وتحاول أن توفر بيئة سياحية للمواطنين والزائرين مع الحفاظ على الهوية الطبيعية والبيئية للغابات. وكان أستاذ الغابات في جامعة الملك سعود الدكتور إبراهيم عارف تحفظ على تحويل الغابات إلى متنزهات ما تسبب في موت أشجار العرعر في بعض المواقع خصوصا التي تم خلالها فتح طرق في الغابات وتحويل بعضها إلى متنزهات. وأبدى عارف أسفه مما أسماه تطاولا - ربما غير مقصود - من بعض الأمانات أو البلديات على الغابات الطبيعية في منطقة الباحة كونه جناية على العرعر، محذراً من الاستمرار في تحويل الغابات إلى متنزهات كونه سيتسبب في إنقراض قرابة 60 في المائة من عرعر المنطقة الجنوبية، لافتاً إلى حالة اليباس العلوي التي طالت أشجار العرعر بسبب فتح الخطوط وتهوية الجذور وبسبب التلوث وكربون السيارات إضافة إلى إساءة الإنسان للغابة برمي المخلفات والقاذورات بعد كل نزهة، داعيا المسؤولين في المنطقة إلى الحفاظ على هوية الغابة وجمالها وبقائها مع العناية بها وتنميتها بالبعث لها لا العبث تحت أي ذريعة، محملا مسؤولي الزراعة في الباحة مسؤولية التهاون مع المعتدين على الغابات كونها أهم مقومات التوازن البيئي وعنصرا مغريا سياحيا لتحقيق لسياحة جاذبة وآمنة. وقال عارف إن الغابات الطبيعية محدودة تشغل جزءا ضئيلا من مساحة المملكة لا يزيد عن 0.1 من مساحتها الإجمالية، إلاّ أن لهذه الغابات أهمية كبيرة لما لها من تأثيرات بيئية واضحة في المنطقة التي تغطيها في جنوب غرب المملكة وتمتد منطقة الغابات الطبيعية في المملكة من محافظة الطائف شمالاً إلى محافظة جازانجنوبا، وهي من الغابات الجافة. وحول فائدة الغابات أضاف أن الغابات الطبيعية في جنوب غرب المملكة تعمل على توفير الحماية للأراضي الزراعية بالمنطقة حيث تحول دون انجراف التربة بفعل الأمطار ما يساعد على توزيع وتنظيم جريان الماء، كما أنها تزيد من مخزون الماء في باطن الأرض في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك فوجود الغابات في المنطقة يساعد على تكون السحب ومن ثم هطول الأمطار وكانت الغابات الطبيعية في المملكة مصدراً مهماً للأخشاب اللازمة للبناء والطهي والتدفئة على مر الزمن إلاّ أنها تعرضت لسوء الاستغلال والرعي الجائر والحرائق، فضلاً عن عدم العناية بها من ناحية التربية والتنمية.