شدد الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد عارف الأستاذ في كلية علوم الأغذية والزراعة وأستاذ علوم الغابات بجامعة الملك سعود على أن الغابات الطبيعية في المملكة تتسم بأنها ذات طبيعة جبلية ممتدة من الطائف شمال البلاد حتى الشمال الشرقي في جازان، وفي ما يقرب من ألف عام كانت جبال الحجاز تغطي الغابات بشكل كثيف وفقاً للسجلات القديمة ولا تزال بقايا هذه الغابات التي تقدر ب2.7 مليون هكتار موجودة في المملكة ولا سيما في المناطق البعيدة والمنحدرة التي يصعب الوصول إليها. وقال ل "الرياض": تتميز المنطقة الجبلية في الجنوب الغربي من المملكة بطقس شبه ممطر، وهو ملائم لأنواع معينة من الأشجار ذات الغصون المنخفضة، والأشجار non Xerophytic وتعتبر المنطقة الجنوبية الغربية الأغنى على الإطلاق بالإشارة إلى التنوع الإحيائي، مع العلم بأن مناطق أعالي الجبال مأهولة بالكثافة السكانية والمستوطنات البشرية من قديم الأزل وتوجد غابات أشجار Junipers في أعالي الجبال على ارتفاع 3000 متر، وفي المناطق المنخفضة على ارتفاع 2000 متر، تنمو أشجار أخرى والشجيرات بجانب أشجار Juniperus وتنتشر أشجار السنط أو غابة مفتوحة كنظام بيئي سائد مع أنواع أخرى من الأشجار، وتمثل أشجار Juniperus ما يقرب من 95% من أنواع الأشجار التي تنمو في هذه الغابات. د. إبراهيم عارف وتابع بقوله: تعتبر الغابات في المملكة موارد طبيعية متجددة، تلعب دوراً مهماً في التوازن البيئي للمملكة، بالإشارة إلى مساحتها الواسعة والتنوع البيئي، فهي تقدم حماية لهذه المناطق من خلال وقاية التربة من المياه والتجريف الذي تسببه الرياح. وهي تساعد أيضاً في عملية توزيع المياه والتحكم في تدفقه، ومن ثم الرطوبة المتزايدة في التربة، يضاف إلى ذلك تمثل الغابات قيمة اقتصادية وعلمية وسياحية متجددة وكذلك مصدراً للاعتدال المناخي. وتقدم غابات الصنوبر مواد للبناء والوقود، والمناطق الرعوية، وهناك منافع أخرى يستفيد منها السكان المحليون بشكل أساسي، وعلى النقيض من ذلك هناك وظيفة غير مباشرة لهذه الغابات تتمثل في فوائد أخرى ليس للسكان المحليين فحسب ولكن أيضاً لسكان الإقليم بأجمعه والسكان الوطنيين، فضلاً عن العالم كله، فهي موطن لأنواع كثيرة من الكائنات الحية، وتعتبر هذه الغابات جزء من منظومة الحياة النباتية في الغابات والتي تلعب دوراً حيوياً في مخزون كميات الكربون بشكله الخام. في ملخص لأهم الدراسات أجراها العديد من الباحثين فقد أوضحت أن الإزالة المتزايدة للغابات في مناطق المملكة ظاهرة العيان. واختتم عارف: نشيد بجيل الآباء الذي حافظ على غابة الأمس وندق أجراس الخطر للجيل المعاصر لغابة اليوم وندعو الله أن يوفق الجميع في هذا السبيل حتى ينعم أبناؤنا وأحفادنا بغابة الغد ويواصلون الاستفادة من أخشاب العرعر والعتم ويأكلون عسل السدر والطلح ويستظلون بظل الأشجار ولعلهم يحفظونها لمن يأتي بعدهم.