رغم مرور ما يزيد على العام ونصف على موجة الأمطار الغزيرة التي شهدتها مراكز جنوب محافظة الطائف «السر وبني سعد»، مازالت الأضرار التي تعرضت لها مقبرة غرابة في حينه، تقف شاخصة للعيان وسط نداءات وصرخات الأهالي المطالبة بإعادة بناء الجدران المتساقطة حفاظا على حرمة الأموات بعد أن أصبحت ممرا للحيوانات المختلفة، فيما تصم أمانة الطائف آذانها. في الوقت الذي تعرضت المقبرة لسقوط جزء من السور المحيط بها، وحفر بعض القبور وخروج الكثير من العظام، مازالت الأمانة تتجاهل تنفيذ مشروع لحماية الموتى من العبث، حيث يرى أهالي قرى غرابة والمعدن أن بلدية السر لم تتدخل طوال السنة الماضية لحفظ المقبرة من العبث. «عكاظ» وقفت أمس الأول على المقبرة للمرة الثانية، فيما مازالت عظام الموتى تظهر للعيان، وتتعرض المقبرة بشكل كامل للعبث من قبل المواشي التي تطأ المقابر بأقدامها منتهكة حرمة الأموات، بالإضافة إلى أن بعض العمالة أخذت المقبرة طريقا لها يسيرون عليها دون رقيب، ويناشد أهالي المنطقة الجهات ذات العلاقة بسرعة الوقوف ميدانيا على المقابر لتسريع إعادة بناء سور المقبرة وإغلاقها حتى لا تتعرض للعبث. من جهته، طالب المواطن سعود الثبيتي الجهات المعنية بضرورة الوقوف على المقبرة للعمل على مواراة الجثث والعظام والسور الخارجي وإعادة النظر بشكل عام في الطرق التي لاتزال متهالكة ومخلفات السيول وأعمدة الكهرباء الملقاة على قارعة الطريق، والعمل بشكل عاجل لحفظ حرمة الموتى من الانتهاك. ويشاطره الرأي المواطن عوض الثبيتي مناشدا في جانب آخر الجهات ذات العلاقة باعتماد مشاريع عبارات لتصريف مياه السيول في القرى، مؤكدا أن ذلك بات مطلبا ملحا للأهالي، مناشدا جهات الاختصاص بتنفيذها في أقرب وقت لما فيه مصلحة المواطن وحمايته من مخاطر السيول، لافتا إلى أن التباطؤ في التنفيذ يعرض الأهالي لخطر الانقطاع عن منازلهم، كما حدث في العام الماضي بعد هطول الأمطار، فيما شهدت المنطقة احتجازات للسكان دون وجود مخارج لهم من تلك القرى. في المقابل، وعد مصدر مسؤول في أمانة الطائف بالوقوف على المقبرة وإنهاء المشكلة في القريب العاجل، مشيرا إلى أنها تحتاج لإعادة الجدران المتساقطة وحمايتها، وعن عبارات تصريف مياه السيول في القرى، أكد أن هناك خطة زمنية تضع أولويات المنطقة في اعتبارها، لافتا إلى أن الخطة تتم بشكل متتالي في المواعيد المحددة.