طالب أهالي حي الجبل وسط مدينة جازان أمانة المنطقة بوضع حل جذري يوقف التعديات التي تتعرض لها مقبرة أوقف الدفن فيها منذ أكثر من عقدين لندرة المساحة والانهيارات الأرضية، إذ تبعثرت القبور ونبشتها الكلاب الضالة، وباتت ألواح سور المقبرة المتساقطة مشاعاً لتجار الحديد، لكن «الأمانة» أكدت أن الانهيارات منعت إقامة سور إسمنتي يقيها من العبث، مشيرة إلى أنها تجري ترميماً سنوياً لها. وذكر أحد سكان الحي أحمد باعشن أن وضع المقبرة يفطر القلب، إذ تهاوى سورها الإسمنتي القطعة تلو الأخرى بفعل العواصف واستمرار الانهيارات. وقال: «كم كان شكل المقبرة مدعاة للتهكم والاستغراب، إذ استحالت لعين من رآها للوهلة الأولى أطلال مصنع تعدين أفلس مديروه إذ تكثر فيها قطع الحديد». وأضاف أن خبراء أمانة مدينة جازان جاؤوا ببديل لسور مقبرة حي الجبل، فوضعوا سياجاً من الشبك الذي أوضح حجم الكارثة التي ألمت بالمقبرة، فكل من يمر قربها يرى ما آلت إليه القبور من نبش وعبث. وذكر وحيد حمود أن تلك المقبرة استحلتها أعداد من الكلاب الضالة بعد أن نبشتها وعبثت بركام عظام من استقرت أجسادهم فيها، مخاطباً أمانة مدينة جازان بقوله: «استطاع الإنسان أن يكيف ناطحات السحاب مع الزلازل في طوكيو، وأنتم إلى الآن تهدرون كرامة الأموات في مشاريعكم وخططكم المستقبلية، التي تطلقون عليها صفات التجميل والتحسين والتطوير». من جهته، أكد الناطق الإعلامي باسم أمانة منطقة جازان المهندس عبدالرحمن ساحلي أن أعمال الترميم تجري سنوياً في المقبرة التي توجد في حي قديم على جبل كثير الانهيارات، مشيراً إلى أن «الأمانة» بنت أسواراً أسمنتية عدة إلا أنها انهارت مع عوامل ضعف التربة، ثم وضعت سوراً من الشبك الحديد وعملت على نزع الملكيات وتعويض أصحابها في الحي المجاور للمقبرة (منجم الملح). وأضاف أن معالجة المقبرة تدخل ضمن مشروع تحسين وضع الحي، إذ يتم ترميمها سنوياً.