لا يفكر البعض بأنه سيهرم ويمتد به العمر.. فيعيش يومه كأنه دائم لا محالة.. في صراع بين الحاضر والمستقبل.. وفجأة يكتشف بأنه قد وصل إلى ما كان يظن نفسه أن لا يصله.. ويبدأ عملية المحاسبة.. يتذكر.. ويستغفر.. ويعتذر.. وربما يكون قلبه لايزال معلقا بذاك الماضي.. الذي تمنى أن يعود مرة أخرى.. لذا فإن الغرور هو إحدى هذه المظاهر المؤلمة.. يمتلك البعض في شبابه قوة وجاها ومالا وعلما وشهرة، كل المقومات التي تجعله في منأى عن التفكير (إلا ما رحم ربي) فيقع تحت مظلة أن رأيي هو الأصوب وقولي هو الحكمة.. وتصرفي هو الأمثل.. يقع بين براثن هذه الترهات فلا يقبل اعتذارا من أحد.. ولا يقدم اعتذارا لأحد.. بل لا يقدم شكرا لنصيحة أو خدمة أسديت إليه.. حتى يظن أن الآخرين مدينين له.. هنا تظهر القوة الإيمانية الحقيقية للإنسان.. الإنسان المؤمن.. الذي يعتبر من الآخرين.. ومن الأحداث.. بل ربما يهديه (الله) فيرى مابين يديه من كتاب الله وسنة نبيه مايعيد له توازنه.. والتوازن الحقيقي ليس ظاهر القول.. وليس المجاملة.. (التوازن الحقيقي) هو ما يملكه الإنسان في داخله.. فتراه في كل موقف.. وقد امتلأ وجهه ابتسامة.. ترضى بما ترى فتشكر الله على ماهي عليه.. من كان عالما.. فليعلم أن هناك من هو أعلم منه.. ومن كان ثريا.. فليعلم أن هناك من هو أكثر ثراء منه.. وهكذا في كل شيء.. هناك من هو أفضل.. وأحسن.. وأقدر.. وحسن الخلق.. مع الإيمان (كلام طيب.. وعمل صالح).. ذاك هو العز من الله.. إذا أردت أن تكون عزيزا.. فلله العزة جميعا، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه.. فاكس:6514860 [email protected]