قبل 15 عاما، تخرجت السيدة علا حامد رجب من جامعة الملك سعود في الرياض واختارت تخصصا عمليا غير ما درسته، فمنحت لنفسها ولغيرها تجربة ثرية في الصبر والمثابرة وعدم الركون إلى الصعب والمستحيل. تقول علا ل«عكاظ الأسبوعية»: إنها فوجئت بقرار تعيينها في إطار توظيف الخريجات الجامعيات القديمات، ولكنها كانت قد بدأت مشروعها في الطبخ والطهي كهواية بعد تخرجها ب15 عاما، فانتظرت كل تلك الفترة قرار تعيينها. تقول علا: عندما شعرت بالخجل من نفسي، أحببت أن أعمل شيئا يفيدني ويفيد المجتمع، فكان المشروع في بدايته عبارة عن بسطة لقائمة واحدة والآن تطور إلى ست قوائم. المشروع كان يعد من المنزل في مطبخ صغير والآن أصبح معملا ملحقا بمنزلي الجديد. وقبل ذلك، كان في العاصمة الرياض بحكم عمل زوجي، وعندما انتقل إلى جدة كنت وحدي أعد بسطتي وبعدها تيسرت الأمور وانتقلت إلى جدة وتصادف مع ذلك رحيل والدي، فقررت أن أشيد بيتا لوالدتي، فانتقلت لتعيش معي وأصبحت أنا وهي فريقا واحدا، ومعنا فريق عامل وتسع سيدات في المشروع. تقول علا: هدفي وحلمي أن يتطور مشروعي ويخرج من باحة المنزل إلى النور، وللناس أن يروه ويقفوا عليه، بل أحلم بأن يصل إنتاج مشروعي إلى كل العالم لأثبت قدرة المرأة السعودية على الصبر والإبداع واختراق المصاعب. وتضيف: دخلت مجال الطهي بسبب ضغط شديد من ذاتي لإثبات وجودي وشغل وقت الفراغ الممل. اعتزال التعليم تواصل علا رجب: كبر المشروع ونهض وتوسع العمل، وبعد ثلاث سنوات من بدء العمل، جاءتني الوظيفة الحكومية وعلي أن أنتقل للعمل معلمة في قرية نائية بمحافظة خليص، وأفكر حاليا في التوجه جديا للبزنس وأترك حقل التعليم، لأن الوظيفة جاءتني بعد فوات الأوان. وتتذكر علا أول رأس مال بدأت به المشروع، وهو ألف ريال قدمها لها زوجها، ففرحت بالهدية واشترت بها المواد الخام لعمل التعتيمة الحجازية من خضار وزيتون وأشياء تساعدها لعمل أول بوفيه صغير، وفي السنة الثانية، تقول: بدأت معي أمي حفظها ربي لي. وعن سبب نجاحها في مشروعها وتفوقها، تقول علا رجب: بدأت في مشروعي بصورة عادية وبسيطة، لكن الذي دفعني للنجاح، كلمة خرجت من فم زبونة استفزتني، ليتني أعثر عليها لأشكرها الآن على كلمتها التي دفعتني للنجاح. كلمة زبونة صحيح أني غضبت وقتها، فذات مرة خرجت بمشروعي للناس كفتاة طموحة واتخذت من طاولة في أحد البازارات مكانا لمشروعي رغم تكاليفها الباهظة، تفننت في الطاولة وزينتها بالمفارش الأنيقة الجاذبة، وجاءت الزبونة إلى الطاولة ورمقتني بنظرة غريبة، وقالت لي: (أنت حقت المخللات؟)، قلت لها على الفور عفوا يا أختي أنا لست (حقت مخللات)، أنا لدي مشروع البيت الحجازي وأملك الفكر، والهدف صعب المنال، لكني سأصل يوما ما إلى حلمي، وها قد تحقق.