بدأت الشابة السعودية علا رجب العمل منذ عشرة أشهر تقريباً في مجال إعداد التعتيمة، بعد أن كان والدها يعمل فيها أيضاً، وهي وجبة للعشاء أو الإفطار تحتوي على الجبن والزيتون والمربى والخبز والمأكولات الشعبية الحجازية. وأوضحت علا أن أباها يعمل على «التعتيمة» منذ خمسين سنة، وتعلمت منه الصنعة، حيث كان يشارك كل المنزل في إعدادها خصوصاً خلال أيام الأعياد ورمضان. مهنة موروثة تعلمت رجب من والدها الصبر، والنظرة العقلانية للأمور والبعد عن العواطف. ورغم أن أباها لا يحمل من الشهادات إلا «الابتدائية»، إلا أنها اكتسبت من تربيته لها المسؤولية والالتزام بالمواعيد، وألا تعتمد على أحد في إعداد الأطعمة التي تقدمها. أما عن العقبات التي واجهتها في عملها المنزلي، تقول رجب: «أسوأ ما يواجهني في عملي، هو عدم وجود الجهات الراعية التي تهتم بالتراث والأكل الحجازي الشعبي على غرار النجدي»، فلم تجد رجب من يدعمها من رجال الأعمال أو الجهات المختصة لتبني مبادرات الشباب. وانتقدت رجب ضعف التسهيلات المقدمة للمستثمرات، خصوصاً الدعم المادي والإعلامي ودعم الهيئة العليا للسياحة والآثار وصناديق الإقراض المختلفة، كي يكون لها متجرها الخاص وأفران أكبر حجماً، تتسع لطاقة إنتاجية كبيرة. أعراق مختلفة وتحدثت علا عن مميزات الأكل الحجازي، الذي يجمع من كل الجنسيات والبلدان مثل «الهريسة» و»اللدو» اللذين يعودان لأصول هندية، وكذلك «المش» من جذور مصرية، و»الأتشار» الذي استقبلته الموائد الحجازية من الهند، وتم تغيير بعض من مكوناتها حتى تتماشى مع الذوق العربي السعودي. وتشكو رجب من تكاليف الدعاية والتسويق الباهظة، وعدم تسليط الإعلام الضوء على ما تصنعه، بالإضافة لارتفاع أسعار المواد الخام المتصاعدة، وعدم وجود الدعم والتسهيلات المادية للمستثمرين الصغار الذين يعملون من منازلهم، وطالبت الهيئة العليا للسياحة بمساعدتها، لفتح مطعم يهتم بالأكلات الشعبية في الحجاز. عوائق مادية وانتقدت رجب صعوبة إجراءات الحصول على قرض استثماري للأسر المنتجة، كي يغنيهم عن دفع إيجارات الأركان والطاولات التي تتراوح من 12-25 ألفاً، ويتمكنون من المشاركة في البازارات والمعارض، وأضافت رجب: «مقدرتي المادية لا تسمح لي بافتتاح مطعم والتوسع في عدد الأفران والمساحات، التي أحتاجها لإعداد الطعام»؛ ما يضطرني للإنتاج بطاقة محدودة لا أستطيع تجاوزها لصغر حجم الأفران، كما أن ارتفاع أسعار المواد الأساسية مثل الخل والزيتون والدقيق والسكر والعصائر الشعبية، والخضار خلال شعبان ورمضان بشكل مبالغ يثقل ميزانيتها ويقلل من أرباحها، الأمر الذي يضطرها إلى شراء هذه المواد قبل عدة أشهر من مواسم بيع التعتيمة في شهر شعبان ورمضان وشوال وذي الحجة. خطة مستقبلية وتسعى رجب حالياً لتوسيع نشاطها من مجرد الاكتفاء بإعداد وبيع المأكولات الشعبية فتنتقل إلى الملابس التراثية التي تتماشى مع الطابع العصري والحشمة بروح التراث، وأوضحت أن غالبية زوارها في المعرض يثنون على طبخها ولبسها التراثي الذي ترتديه من تصميمها، كما تطمح لإيجاد قرية حجازية مصغرة لتدريب الفتيات السعوديات وتوفير فرص للطباخات السعوديات يظهرن إبداعاتهن من خلالها، خصوصاً للاتي يفضلن العمل من المنزل عن الخروج للعمل بدوام رسمي، خاصة الأرامل وكبيرات السن، ومن تجبرهن مسؤولياتهن على المكوث في المنزل. علا مع منتجات أخرى من صنعها