انتقلت «التعتيمة» الحجازية المعروفة من مائدة الأفراح والمناسبات إلى موائد العزاء لترافق مراسم الحزن، وتعتبر»التعتيمة» إحدى أشهر العادات الاجتماعية التي ترافق مناسبات منطقة الحجاز، حيث يزين المائدة الحجازية طوال أيام الفرح التي قد تمتد حتى أسبوع كامل. موائد ليلية ويبين العم أبو فراس أن مصدر اشتقاق اسم»التعتيمة» من العتمة، حيث كانت الأفراح تقام في عتمة الليل، ويضيف «عادت التعتيمة لتزين الأفراح الحجازية لكنها عادت بعادات جديدة حيث تقوم بعض الأسر حاليا بتقديمها في أيام العزاء، الأمر الذي نرفضه لأنه يجعل العزاء مكانا للتباهي بين الناس، ولم يكن العزاء في يوم من الأيام لجمع الناس في مائدة عشاء ناهيك عن تحول التعتيمة من مائدة الأفراح إلى موائد العزاء. إكرام الضيوف وتوضح السيدة (أم ليال) أن النساء يصنفن وجود «التعتيمة» على موائد العزاء كنوع من» الإيتيكيت»، و تبين أنها لجأت إلى عمل بوفيه كامل على مدى ثلاثة أيام في منزلها، كانت فترة العزاء في وفاة والدتها، كما تذكر أن البوفيه كان عبارة عن مائدة «التعتيمة»، وتتكون من الأجبان والحلويات الخفيفة، إضافة إلى بعض المشروبات الباردة، وتضيف أم ليال «التعتيمة الحجازية موروث حاضر باستمرار في أذهان أبناء الحجاز، إلى حد كبير، ثم عادت بشكل مختلف، حيث باتت وجبة تقدم على مائدة العشاء، ولا أرى أي مانع من عمل بوفيه «التعتيمة» أثناء العزاء، فهو أولاً صدقة عن الميت، كما أنه إكرام للضيوف في الوقت نفسه، و إنما بطريقة مبتكرة كنوع من التجديد». و تشاركها ربة المنزل هناء خالد الرأي، حيث تعد «التعتيمة» نوعاً من المظاهر الاجتماعية، لا تراه معيبا أبداً، و تقول «الحزن لا يمنع من إكرام الضيوف بشكل لائق». نقلة نوعية وبرر الشيف السعودي إبراهيم حلواني انتقال «التعتيمة» من مائدة الأفراح إلى الأجواء الحزينة في فترات العزاء، بحب التجديد، و»البرستيج» الاجتماعي، ما جعل كثيرا من الحجازيين يطلبون بوفيها خاصا بمناسبات العزاء والحزن، عودة التعتيمة إلى الأجواء الحزينة بعد أن كانت مرتبطة بالأفراح لدى سكان منطقة الحجاز حب في التجديد و»البرستيج الاجتماعي» هو السبب، وخاصة أن أغلب من يقوم بها النساء وبحسب قوله، مائدة التعتيمة خفيفة على النساء، مشيرا إلى أن الزيادة على طلب التعتيمة في كثير من الأحيان تكون من الجانب النسائي فالرجال يكفيهم أيام العزاء الرز والحمص كماهو معروف. مربى« الششني» ويبين مازن رمضان العامل في محل متخصص لإعداد التعتيمة الحجازية «بحكم عملي أكثر من ست سنوات في هذا المجال، فقد كانت التعتيمة في السابق تعد من أجل الأفراح والمناسبات السعيدة مثل الأعياد، إلا أنها بدأت تدخل مرحلة جديدة لدى أهالي المنطقة الذين يطلبونها حالياً للعزاء، خاصة خلال السنة الحالية، فقد تزايد الطلب عليها في الآونة الأخيرة بشكل لافت جدا، أما أشهر ما يطلبه الزبائن «مربي الششني» وهو ما يزداد عليه الطلب لدى كثير من مرتادي المحل. مربى الششني