قلل رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب، من مخاوف حدوث هزات أرضية في بعض المناطق، مؤكدا أنه يتم رصد هزات اعتيادية وبشكل يومي، إلا أنها غير محسوسة، لكن نواب لا يعتبر هذا التقليل ضرورة لغض الطرف عن عدم الالتزام بكود البناء، مطالبا بلجنة فنية لحسم الأمر، وإن كان على غرار «الوقاية خير من العلاج»، مشيرا إلى أنه لا شواهد أو أدلة تشير من قريب أو بعيد على احتمالية ثوران بركان العيص. واعتبر نواب في حواره مع «عكاظ» أن ما يشاع عن حلقة مفرغة بين الهيئة والجامعات، أمر غير صحيح، إذ أن التواصل والمشاركة مستمران. تشهد بعض مناطق المملكة بين حين وآخر هزات زلزالية وارتدادية فهل نحن في مأمن من الزلازل، وخصوصاً المدن الساحلية؟ نحن في مأمن ولله الحمد، وحدوث الزلازل من حين لآخر أمر طبيعي، وتسجل محطات الشبكة الوطنية للرصد الزلزالي الكثير من الزلازل يوميا ولكن معظمها غير محسوس لصغر قوتها، والهيئة تراقب وترصد هذا النشاط على مدار الساعة، وكان آخرها الزلزال الذي حدث في جنوب غرب المملكة (شرق مدينة ببيش)، ومما لا شك فيه أن المدن الساحلية أكثر عرضة وتأثرا بالزلازل نظرا لأن النشاط الزلزالي في المملكة يتركز على حواف الصفيحة العربية وخاصة في كل من خليج العقبة والبحر الأحمر والشريط المتاخم لساحل البحر الأحمر، والمناطق المجاورة للحرات البركانية. ما رأيكم في عدم الالتزام بكود البناء المقام للزلازل أثناء تصميم المباني، خاصة المدن الواقعة على امتداد الخليج العربي؟ بخصوص عدم الالتزام بعدم تطبيق كود المباني المقاوم للزلازل من عدمه، فأنا أرى أن «الوقاية خير من العلاج» وضرورة تطبيق كود البناء الزلزالي على كافة مناطق المملكة بشكل عام دون تخصيص، وهذا أمر هام جداً لأنه يخفف ويقلل من آثار الزلازل، ولتطبيق هذا فإنه يتطلب تشكيل لجنة فنية متخصصة من كافة الجهات ذات العلاقة لوضع آلية وقوانين صارمة وتطبق بكل بدقة منا جميعاً على أمن وسلامة الوطن. هل هناك أي مؤشرات علمية تشير إلى احتمالية حدوث ثوران بركاني في حرة الشاقة «العيص»؟ أود الإشارة إلى أن الوضع الحالي في العيص مطمئن جداً من ناحية النشاط الزلزالي والبركاني ولا يوجد أي شواهد أو دلائل غير طبيعية تشير إلى قرب حدوث ثوران بركاني، وتقوم الهيئة بالمراقبة المستمرة وعلى مدار الساعة للنشاط الزلزالي والبركاني في المملكة من خلال محطات الرصد الزلازلي وقياس النشاط الحراري والغازات، وفي حال حدوث أي تغييرات أو وجود أي مؤشرات للزيادة في النشاط الزلزالي أو القياسات الحرارية والغازات، تبلغ الهيئة فوريا الجهات ذات الصلة لاتخاذ الإجراءات الاحترازية حيال ذلك. أجرت المساحة الجيولوجية العديد من الدراسات في جانب التصحر، ما هي أبرز النتائج التي خلصت منها؟ أولت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية مشكلة التصحر أهمية كبيرة، وذلك بإنشاء قسم خاص لدراسة ورصد مؤشرات التصحر في المملكة العربية السعودية، ويشمل ذلك: الدراسات الهيدرلوجية والهيدروجيولوجية ودراسات التربة وكذلك دراسة الغطاء النباتي بالتعاون مع الجهات البحثية كالجامعات والمراكز المتخصصة لتحديد العوامل المسببة للتصحر، ومن ضمن الإسهامات التي تقوم بها الهيئة في هذا الجانب، توقيع مذكرة التعاون العلمي والفني مع وزارة الزراعة لتبادل الاستشارات الفنية في كافة المجالات ذات العلاقة. وقد قامت الهيئة بتنفيذ مشروع لدراسة التصحر في المنطقة الجنوبية الغربية «وادي الليث»، وأصدرت تقريرا فنيا بذلك، كما أنهت مشروعا مماثلا في منطقة الباحة ويجري العمل حالياً على طباعة التقرير وإصداره بشكل نهائي في مطبعة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية. وما هي نتائج تقييم الوضع الراهن في وادي الليث؟ من خلال المسوحات الحقلية التي تمت في وادي الليث بالإضافة إلى دراسة وتحليل صور الأقمار الاصطناعية في المنطقة، تبين أن هناك عدة عوامل ساهمت في تدهور الأراضي وتصحرها منها عوامل طبيعية مثل الانجراف الريحي والانجراف المائي، ولعل الانجراف الريحي وزحف الرمال وتشكيل الكثبان الرملية من أهم عمليات تدهور الأراضي التي تسود في منطقة وادي الليث، ولهذه العملية أثر فعال في حركة مكونات التربة ونقلها من مكان إلى آخر مما يؤدي إلى زحف الرمال وتشكيل الكثبان الرملية، وقد تزحف هذه الكثبان أو الرمال المتحركة إلى الأراضي الزراعية والمنشآت المدنية والطرق العامة وتتسبب في تخريبها أو تدني الرؤية على الطرقات إضافة إلى تسببها بأمراض الربو والعيون والحساسية. أما الانجراف المائي فيأتي بالدرجة الثانية عندما تهطل الأمطار العاصفة وتتسبب بسرعة الجريان السطحي في الوديان والسهول الفيضية والرسوبية، حيث تقوم المياه بجرف مكونات التربة الناعمة وترسيبها في مواقع أخرى، وتشكل الأخاديد التي تزداد مساحاتها مع الزمن، كما يؤدي فقدان حبيبات الطين والغرين الناعمة إلى سيادة حبيبات الرمل المفككة في الطبقة السطحية من التربة وتزداد هذه النسبة بتشكل طبقة رملية سطحية مفككة تتعرض للانجراف بواسطة الرياح. ومن العوامل المسببة للتصحر في وادي الليث أيضا النشاطات البشرية مثل الرعي الجائر والعشوائي في الأودية بعض المناطق الجبلية وعدم تفعيل أنظمة الحمى التي كانت تطبق قديماً، وكذلك الاحتطاب الجائر مما تسبب في تفكك التربة، وأيضاً استنزاف المياه الجوفية عن طريق الإسراف في الضخ مما ساهم في تداخل مياه البحر مع الطبقة الحاملة للمياه في المنطقة الساحلية مما أدى إلى سوء نوعية المياه وعدم استفادة معظم النباتات من تلك المياه. وما أبرز النتائج لتقييم الوضع الراهن في منطقة الباحة؟ تمت دراسة وتحديد مقدار التغير في الغطاء النباتي على مر السنين، وحساب كمية التربة المفقودة بسبب الانحرافات المتعددة، كما تم تنفيذ بعض الدراسات الهيدرجيولوجية في منطقة الباحة، وكانت أبرز النتائج التي تم التواصل هي تناقص في مساحات أراضي الغطاء النباتي الطبيعي وتزداد هذه الظاهرة بوضوح بالقرب من المدن والقرى والتجمعات السكنية والتي تتوسع باستمرار على حساب تلك الأراضي وذلك لتوفير أراض عمرانية وخدمة وشبكات طرق، تعرض الكثير من المدرجات الزراعية خاصة البعلية إلى انجراف تربتها بسبب تهدم جدرانها الاستنادية وعدم إجراء ترميم لها وصيانتها، وبذلك ينعكس سلبا على المواد العضوية في التربة وعدم توفر البيئة المناسبة للزراعة، كما أن الانجراف المائي يشكل تهديدا كبيراً في أودية المنطقة خاصة في قطاع تهامة مما يسبب انجرافا للتربة من نقل وترسيب، وقد تم رصد تدهور حاد بفعل الانجراف الريحي في منطقة تهامة خاصة أودية ناوان، والمفش، وقراما مما تشكل كثبان رملية تهدد القرى المجاورة والطرق المعبدة. كذلك الرعي الجائر غير المنتظم والاحتطاب العشوائي في غالبية أودية المنطقة، وتنفذ الهيئة حاليا مشروع دراسة مؤشرات التصحر في محافظة بيشة، بالإضافة إلى الكثير من المشاريع المماثلة سوف يتم تنفيذها في عدة مناطق بالمملكة حسب برامج الخطط الخمسية للهيئة. هناك حلقة مفقودة بين المساحة الجيولوجية والجامعات السعودية في جانب الأبحاث العلمية، ما تعليقكم؟ على العكس من ذلك لا توجد أي حلقة مفقودة بين هيئة المساحة الجيولوجية السعودية والجامعات السعودية، حيث وقعت الهيئة العديد من مذكرات التفاهم مع الجامعات السعودية ذات العلاقة وقدمت لهم بعض الخدمات الاستشارية والفنية في مجال أعمال الهيئة، وزودتهم بالمعلومات الجيولوجية الأساسية والتطبيقية التي يحتاجونها، بالإضافة إلى مشاركة الهيئة لهم في تنفيذ مشاريع مشتركة في مجالات التنقيب عن المعادن الفلزية والمعادن الصناعية والتطبيقات الصناعية وتنظيم رحلات علمية مشتركة في مجالات علوم الأرض والعلوم ذات العلاقة، ويوجد كذلك عدد من كراسي البحث العلمي تشارك الهيئة فيها جامعة الملك سعود المخصص باسم هيئة المساحة الجيولوجية الذي خصص للدراسات والأبحاث المتعلقة بعلوم الأرض، وتستعين الهيئة بعدد من أستاذة الجامعات كمستشارين غير متفرغين، وقد أصدر العديد منهم بالمشاركة مع فني الهيئة عددا من الأوراق العلمية المتخصصة تم قبولها ونشرها في مجالات علمية دولية، والهيئة على استعداد لمواصلة التعاون العلمي مع جميع الجامعات السعودية خصوصا أن الهيئة هي الجهة الاستشارية الجيولوجية للحكومة، بالإضافة لتدريب عدد من طلاب سنوات التخرج من الجامعات في مجالات تخصص الهيئة. هناك اكتشافات علمية عديدة شهدتها المساحة الجيولوجية، ما هي آخر هذه الاكتشافات؟ لعل من أهم اكتشافات الهيئة في مجال التنقيب عن المعادن اكتشاف موقع للأحجار شبه الكريمة (حجر القمر) في حرة الاثنين بمحافظة الوجه التابعة لمنطقة تبوك واكتشاف ستة مواقع للذهب وموقعين للنحاس، كما تم تطوير أحد مواقع النحاس في وادي الغثيرة بمنطقة الرياض، وأود أن أشير أن الهيئة اكتشفت 93 موقعا للمعادن اللافلزية مثل خامات الحجر الجيري، والبازلت، والجرانيت، السيانيت، الكوارتز، والأحجار الكريمة، وكذلك اكتشاف كمية من خام النيكل والنحاس في منطقة الباحة وصلت تقديراتها الأولية لحوالي مليون طن، وفي مجال الكهوف فقد تم اكتشاف 6 كهوف جديدة بالقرب من مدينة عرعر شمال المملكة حيث تكمن أهميتها في جمالياتها وإمكان استثمارها سياحيا، ومن ناحية الأحافير فقد تم اكتشاف 100 أحفورة في منطقة البحيرة القديمة الجافة في صحراء النفوذ وهذه الاكتشافات هامة في معرفة كيفية تغير مناخ الصحراء العربية. وتتوجه الهيئة لإقامة أول متحف متخصص في العلوم الجيولوجية والأحافير، وهو عبارة عن متحف تثقيفي للمواطنين يتم فيه عرض المقتنيات التي اكتشفتها الهيئة، مع شريط ناطق إضافة إلى استقطاب قطع من الخارج. وحددت وزارة المالية ميزانية للمتحف ودراسته، وستكون مساحة المبدئية 2000 متر مربع في موقع الهيئة، لكن له مدخل منفصل على الهيئة ليعمل في أوقات مختلفة، كما ستحدد ميزانية سنوية للمتحف تقدر بثلاثة ملايين ريال لشراء القطع واستقطاب أخرى قطع أخرى نادرة حتى نضمن التجديد للمتحف ومواكبة الاكتشافات الحديثة، بهدف جعله متحفا نموذجيا على مستوى العالم. وعن آخر اكتشافات الهيئة فقد كان ذلك قبل ست سنوات لسعدون الحجاز، فعمل الأحافير يحتاج إلى فترات طويلة وأشخاص متخصصة. من وجهة نظري جيولوجية هل الحلول التي اتخذت لدرء خطر السيول في جدة كافية وما هي المستجدات في هذا الجانب؟ الحلول التي اتخذت لدرء مخاطر السيول في جدة بإذن الله كافية لحماية المناطق المنفذة فيها من مخاطر السيول القادمة من الأودية مع ضرورة أجراء تقييم مستمر لهذه المنشآت وتنفيذ برامج صيانة لهذه السدود والقنوات مع ضرورة تنفيذ شبكة لتصريف مياه الأمطار داخل المدينة. أودية جدة ما هي مستجدات الدراسات التي أجريت على أودية جدة والتوصيات التي أثمرت عنها؟ أوصت الدراسة التي أجريت على أودية جدة بتنفيذ عدد من السدود وربطها بقنوات تصريف مياه السيول وقد تم الانتهاء حاليا من جانب كبير منها بإشراف مشروع مياه الأمطار وتصريف السيول وأمانة جدة ويبقى فقط الأجزاء الشمالية التي تقع بين عسفان وثول وأعتقد أنها في طور الدراسة آليا. ماذا عن مشاريع التعدين في جانب البحث عن الذهب وبعض الاكتشافات الأخرى في بعض المناطق. في البداية أود أن أشير بأن أراضي المملكة تحتوي على العديد من الخامات مثل: النيوبيوم والتنتاليوم والزركون والليثيوم، والعناصر الأرضية النادرة، حيث تم اكتشاف هذه المواقع منذ عشرات السنين ثم واصلت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أعمال الاستكشاف وبلغ عدد المواقع المكتشفة حتى نهاية 2013م (5176) موقعا معدنيا، وتم تسجيل هذه المواقع وتوثيقها في منظومة قاعدة بيانات علوم الأرض بالهيئة ويشكل الذهب ربع التواجدات المعدنية في المملكة حيث يبلغ عدد مواقع الذهب كعنصر رئيسي في المملكة أكثر من 800 موقع معدني. وخلال برنامج العمل لعام 2013م أجرت الهيئة دراسات تفصيلية لموقعين في منطقة الرياض هما موقع أم جفر وموقع وادي الغثيرة للنحاس والذهب وتم الانتهاء من جميع الدراسات وأعمال الاستكشاف التفصيلية، وجار الآن إعداد التقريرين النهائيين لكلا المنطقتين. وخلال هذه السنة 2014م لدى الهيئة مشروعان إحداهما للذهب أيضا في منطقة الرياض والآخر لدراسة الزركون ومعادن الأساس في منطقة المدينةالمنورة، ومشروع آخر يهدف لاستخدام تقنية الاستشعار عن بعد في اكتشاف مواقع معدنية جديدة في الجزء الشمالي الغربي من المملكة وبالأخص في إقليم مدين. كما تم اكتشاف عدد من مواقع الصخور أحجار الزينة ذات الألوان الجميلة والتي تستخدم في تكسية جدران وواجهات المنازل والأرضيات وفي ترصيف الحدائق، وكذلك تم التعرف على بعض مواقع الصخور الحجر الجيري بنوعيها الكيلسي والدولوميني، التي قد تكون مناسبة لصناعة مواد الحشو والدهانات، والأسمنت، وكذلك موقع لراسب اللاترايت الذي يدخل في صناعة الطوب الأحمر، وكذلك موقع لرمال السيليكا النقية التي تدخل في العديد من الصناعات كالزجاج، والخزف، وفي مواد البناء. وماذا عن مشاريع التعدين؟ الهيئة ليس لديها مشاريع تعدينية فالهيئة تعمل على اكتشاف المواقع وتقييمها أوليا ليأتي دور القطاع الخاص المحلي والأجنبي بتطوير تلك المواقع بناء على الأنظمة واللوائح التي نص عليها نظام التعدين في المملكة حيث تمثل وكالة الوزارة للثروة المعدنية والتابعة لوزارة البترول والثروة المعدنية الذراع الطولي عن أنشطة الاستثمار التعديني في المملكة وما يترتب عليه من إجراءات وآليات عمل جديدة وذلك بمنح العديد من أنواع الرخص مثل: رخص الاستطلاع، ورخص الكشف، ورخص التعدين، ورخص محاجر ومواد خام، ورخص مناجم صغيرة، ورخص محاجر مواد بناء لجميع الشركات المحلية والأجنبية العاملة في أنشطة القطاع التعديني في المملكة.