اختلف واقع مستشفى ضمد العام، من حال إلى آخر، بعد أقل من ثلاث سنوات على افتتاحه، ليتحول إلى مقر للزحام على (50) سريرا، اتضح أنها لا تسع كم المراجعين والمنومين، فيما ظهرت الطوارئ دون أطباء. وفي عام 1432 ه بادرت وزارة الصحة بافتتاح مستشفى ضمد، بتكلفة تزيد على (40) مليون ريال، بهدف إنهاء معاناة الأهالي من مراجعة المستشفيات في المناطق الأخرى، خاصة أن ضمد تعتبر من أكبر محافظاتجازان بما تحتويه من 200 مركز وقرية وهجرة يعيش فيها أكثر من 70 ألف نسمة. لكن سعادتهم لم تدم طويلا، فأصبحوا يتزاحمون على الأسرة، فيما كثير من الحالات تحول إلى المستشفيات الأخرى، وخاصة قسم الرجال بسبب وجود مشكلة في قسم التنويم لم يتم حلها، إضافة إلى المعاناة من نقص الكوادر الطبية في كل الأقسام، وكذلك من صيدلية مغلقة ليلا، إضافة إلى قسم الطوارئ الذي لا يوجد به إلا طبيبا أو ممرضة، بعدما كان عدد الممرضين بقسم الطوارئ بالمستشفى يوم الافتتاح أكثر من 21 ممرضا وممرضة، لكنه تم سحبهم إلى المستشفيات الأخرى، ولم يتبق سوى أقل من خمسة ممرضين لا يستطيعون إسعاف كل المرضى والمراجعين، خاصة في حالة وجود إصابات في حادث مروري. وباتت الانتقادات تطال الواقع في المستشفى، حيث أكد أحمد علي حمد عريشي شيخ قبيلة آل عريشي بضمد، أن عملية توزيع أطباء مستشفى ضمد على مستشفيات المناطق الأخرى، أمر مستغرب ويعد كارثة يتضرر منها المرضى في ضمد. وسارع عدد من مشايخ وأعيان المحافظة برفع شكوى إلى إمارة المنطقة احتجوا فيها على سحب الطاقم الطبي، إلى الدرجة التي خلا فيها المستشفى من الطواقم الكافية، فيما أغلقت الصيدلية أبوابها بعد الثانية عشر ليلا، مما يعطل سرعة صرف العلاج أو تكليف المريض أعباء إضافية بشراء الأدوية من الصيدليات الخاصة. وخاب ظن الأهالي بعد زيارة مدير الشؤون الصحية بجازان الدكتور مبارك العسيري المفاجئة لمستشفى ضمد، فبعدما ظنوا أن الزيارة ستحل المشكلة وسيتم تزويده بالأطباء والممرضين، إلا أنه بقى الحال كما هو عليه، ولم يبت في أي أمر، بما في ذلك، ملف سرعة تشغيل قسم الولادة والعلاج الطبيعي. وينتقد أحمد محمد، أحد المرضى المراجعين تدني الخدمات في المستشفى، وغياب الأطباء المتخصصين مما دفع المرضى لمراجعة المستشفيات الأهلية. ويشرح خالد الحازمي، معاناته عندما راجع الطوارئ لإسعاف ابنه، ليكتشف غياب الطبيب بسبب خروجه لمرافقة حالة تم تحويلها إلى أحد المستشفيات بالمنطقة، وقال: عدت من حيث أتيت لا كشف ولا دواء، واضطررت للتوجه إلى صيدلية خاصة لأخذ مهدئات. ونفس المعاناة مر بها حسن العريشي، الذي راجع الطوارئ بمستشفى ضمد، لإسعاف ابنته، بعد الساعة الثانية عشر ليلا، وبعد الفحص والمعاينة من قبل الطبيب المختص، وكتابة الوصفة الطبية، فوجئ أنه عليه شراء الأدوية من الصيدليات الخارجية، لأن صيدلية المستشفى مغلقة، وقال: ما فائدة الوصفة دون أدوية؟ ويدعو حسن رشيد الحازمي إلى إعادة تقييم الوضع الصحي بهذا الصرح الطبي وهيكلة الطواقم الطبية وزيادة أعدادها من أجل تقديم خدمة صحية أفضل. واستغرب عثمان محمد صافي بقاء النساء في الردهات في انتظار طبيب الولادة، وقال: راجعت بزوجتي في حالة ولادة لكنني لم أصل لحل، فاضطررت للتحويل إلى مستشفى أبو عريش العام، ولا أعرف لماذا مستشفى ضمد على هذا النحو. وانسحب أحمد خليل من العلاج في المستشفى، لأنه عاجز عن تقديم أي دعم للمرضى، مشيرا إلى مشكلة غياب عيادة العلاج الطبيعي، رغم الوعود العام الماضي بتزويده بكادر وأجهزة لقسم العلاج الطبيعي من قبل الشؤون الصحية بجازان، لكنه لم يحدث جديد، لتستمر المعاناة في قطع المسافات الطويلة بواقع رحلتين في الأسبوع عبر الطرق الضيقة للمستشفيات البعيدة من أجل العلاج الطبيعي. ويعتبر يحيى معافا مسألة التحويل أمرا مستمرا في مستشفى ضمد بنسبة تصل إلى 90 %، ليبقى ضمد مستشفى بالاسم فقط. من جانبنا، طلبت «عكاظ» تعليقا من الشؤون الصحية حول ما ذكره الأهالي، إلا أنها تجاهلت الرد لأكثر من ثمانية أيام.