مستشفى حراء العام يعدّ من أحدث المستشفيات بمكةالمكرمة ، وكان مع مستشفى النور يمثلان الكثير من القواسم المشتركة سواء من حيث حداثة الانشاء وحلم المكيين بأن يمثلا اضافة نوعية في الخدمات فضلا عن تشغيلهما معا من قبل القطاع الخاص ثم تشاركهما في عملية التشغيل الذاتي قبل ان يمنع منها مستشفى النور . واذا كان مستشفى النور ألهب رغبات الناس عند البدء بمصطلح (التخصصي ) فإن حراء بموقعه خارج حدود الحرم أعطى المكيين بعدًا آخر في تطلعاتهم للخدمات الصحية والاستعانة بكوادر غير مسلمة. وللحق فقد بدأ المستشفى بداية جيدة وجلب كوادر طبية عالية نالت ثقة الناس ، الا أن نقطة التحوّل في خدمات المستشفى بدأت منذ تم تحويل تشغيل المستشفى الى القطاع الخاص حيث تم تسريح العديد من الكوادر الطبية العالية وتم الاحلال بطواقم طبية اقل كلفة!! وأبدى عدد من المراجعين والمرضى أسفهم تجاه الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى خاصة أن الدولة وفّرت كل الإمكانات ، وتنوعت مطالب المراجعين والمرضى المنومين الذين أكدوا خلال حديثهم بأن المواعيد الطويلة التي يصل بعضها لأكثر من 6 شهور تعدّ أبرز سمات المستشفى مما يدفع بهم الى المستشفيات والمستوصفات الخاصة وكذلك نقص الأسرة ومحدوديتها إضافة إلى العجز الواضح في الكادر الطبي وعدم توفر العديد من الأدوية المهمة على حد قولهم . عملية مستعجلة والموعد 3 أشهر يقول المراجع محمد الحربي : إنه جاء إلى المستشفى من أجل الكشف على شبكية العين بعد أن أصيب بالتهابات حادة لكن بعد إجراء الفحوصات اللازمة تم تحديد موعد له بعد 3 أشهر رغم أن طبيب مركز الصحي بالحي أبلغه بضرورة إجرائه عملية في أسرع وقت ممكن وعندما حاول التفاهم مع موظف التنسيق والحجز في المستشفى أبلغه بأن جدول المواعيد مزدحم وعليه الانتظار أو التوجه إلى مستشفى خاص !! وتحكي أم بدر قائلة: إنها تعاني من الآلام في أسنانها وتحتاج إلى عمل حشوة لها وتم تحديد موعد لها بعد مرور 3 أسابيع رغم أن الألم في ازدياد ، وحاولت التفاهم مع الموظفة من اجل تقريب الموعد لكنها رفضت والسؤال كيف يتم إعطاء مواعيد بعيدة للمرضى والمراجعين رغم أن حالات البعض تستدعي التدخل السريع؟! عدم توفرالدواء ويقول المراجع فهد اللحياني انه راجع العيادات الخارجية بالمستشفى بعد شعوره ببعض الآم في المعدة وتم إجراء الفحوصات اللازمة ووصف الدواء له وعندما ذهب إلى الصيدلية تم إبلاغه بأن الدواء المذكور في الوصفة غير متوفر وعليه ان يشتريه من الصيدليات الخاصة !!؟ وصفات خاطئة وأشار المواطن أحمد الغامدي انه ادخل جدّته قبل فترة إلى قسم الطوارئ بعد شعورها بارتفاع الضغط وقد أجرى طبيب الطوارئ بعض الفحوصات ووصف لها العلاج لكن بعد مرور يومين ازداد الضغط عليها ما دعانا لاصطحابها إلى أحد المستشفيات الخاصة وكانت الصدمة عندما أبلغنا الطبيب بأن السبب في ارتفاع ضغطها بهذه الدرجة هو تناولها الدواء الذي لا يتناسب مع حالتها وعندما أبلغناه بأن الدواء الذي تناولته بوصفة طبية من طبيب استغرب وقام بصرف علاج آخر أقل تأثيرا. وقال شاهر الحازمي : إنه أدخل زوجته التي كانت على وشك الولادة إلى المستشفى وتم إبلاغه عن عدم توفر سرير شاغر وعليه الانتظار في قسم الطوارئ أو الذهاب بها إلى مستشفى آخر ما استدعاه إلى طلب إسعاف من أحد المستشفيات الخاصة و كلفته عملية الولادة مبلغا كبيرا رغم أنه يعمل في شركة خاصة وراتبه ضعيف !! سرير بالواسطة وقال المواطن عبدالله السلمي : إنه أدخل ابنه للمستشفى بعد شعوره بآلام في الظهر لكن المستشفى اعتذر لعدم توفر سرير شاغر في نفس الوقت على حدّ تعبيره وبعد الإستعانة بصديق يعمل بالمستشفى تم توفير السرير والسؤال: أين كان السرير الذي تم توفيره ؟ وأين وزارة الصحة من تكرار حالتي بسبب ضعف الرقابة على المستشفيات؟؟ ويضيف المراجع محمد العتيبي أن مشكلته بدأت عندما قام بمراجعة قسم العيون وتم تحويل أوراق الكشف إلى أحد الأطباء الاستشاريين في المستشفى و تحديد موعد له وعندما جاء في الموعد اتضح بأن الاستشاري متغيّب وأبلغني أحد المراجعين بأن هذه الحالة حصلت معه في أكثر من مرة وفي نفس القسم وفي اعتقادي أن السبب في ذلك عمل بعض الأطباء وخاصة الاستشاريين منهم في المستشفيات الحكومية والخاصة!! قلة الأسرّة وقال المواطنون أحمد فلاته ومحمد تركستاني وناصر الحضرمي : ليس من المعقول ان تتحجج مستشفياتنا الحكومية بقلة الأسرّة وربطها بتزايد أعداد المراجعين حيث من المفترض أن تكون هناك خطط إستراتيجية تتبناها وزارة الصحة تتماشى مع نسبة الزيادة السكانية التي تشهدها المملكة ، كما انه ليس من المنطقي في مدينة مثل مكةالمكرمة الا يتم التوسع في المستشفيات المختلفة سوء تعامل الكادر التمريضي وعلى نفس السياق تحدث بعض المرضى المنومين ل»المدينة» مطالبين بعدم كشف أسمائهم خوفا من ردّ فعل إدارة المستشفى وقالوا: إنهم يجدون في بعض الأوقات تعاملاً سيئا من بعض افراد الكادر التمريضي حيث يتم تجاهل مناداتهم عبر جرس الطلب وإن تم التجاوب يكون بعد دقائق وفي حال استفسارنا عن عدم حضورهم السريع يبلغوننا بأنهم يقومون بمتابعة أكثر من مريض وهذا الجواب يكشف أحد الأمرين إما أن أعداد الكادر التمريضي قليل قياسا بأعداد المرضى أو أنه لا يبالي بحاجات المرضى وقد حاولنا أكثر من مرة إيصال هذه المعاناة إلى إدارة المستشفى التي تعدنا في كل مرة بأنها ستتابع الموضوع و التحقق من الشكوى لكن هذا ما لم يحدث . وطالبواالمسؤولين في وزارة الصحة القيام بزيارة مفاجأة لرؤية الاوضاع عن قرب . السائقون بلا تثبيت w وبدورهم تحدث عدد من السائقين العاملين على بند الأجور في المستشفى مطالبين بعدم كشف أسمائهم خوفا على وظائفهم ، وقالوا : إنهم يعملون منذ سنوات بمسمى سائقين على بند الأجور وعندما صدر القرار بتثبيت من هم على بند الأجور في جميع قطاعات الدولة استبشرنا خيرا لكن المفاجأة بان إدارة المستشفى قامت برفع أسماء بعض السائقين وتجاهلت البعض لأسباب نجهلها وعندما حاولنا الاستفسار عن السبب يتم تحويلنا من قسم إلى آخر وإلى الآن لا نعرف مصيرنا!! مدير المستشفى : التوسع في عمليات اليوم الواحد و90% يراجعون الطوارئ بدون ضرورة ملحة !! أكد مدير مستشفى حراء العام الدكتور وليد عبدالحليم محمد التوسع في عمليات اليوم الواحد للحد من طوابير الانتظار في المستشفى منتقدا اصرار بعض المرضى على مراجعة قسم الطوارئ رغم عدم حاجة الحالة لذلك . واوضح ان تذمر المرضى والمراجعين من نقص أسرة التنويم وطول المواعيد ليس السبب في المشكلة لأن الاستبيانات كشفت أن ما نسبته 25% من المرضى المنومين هم من خارج النطاق الجغرافي للمستشفى وهذا الأمر ذو محورين الأول بأن ثقة المرضى والمراجعين بمستشفى حراء كبيرة والثاني هو عدم رضا من هم داخل نطاق الجغرافي التابع للمستشفى . ولفت الى ان تفعيل عمليات اليوم الواحد حل جزءا كبيرا من المشكلة مشيرا الى جدولة مواعيد العمليات بحيث لا تتجاوز شهرا واحدا وقسم العيون شهرين كحدّ أقصى ، بينما الحالات الطارئة يتم مباشرتها على الفور دون تأخر. وقال : إن العيادات تشهد في اليوم الواحد ما بين 30 إلى 35 مراجعا داعيًا الى تفعيل نظام الإحالة مع المراكز الصحية الأولية رغم رفض بعض المرضى هذا الإجراء، كما عملنا في إدارة المستشفى لحل هذه المشكلة من خلال فتح عيادات تخصصية تقوم بمباشرة الحالات في مدة أقصاها أسبوعين للحالات الباردة. مخالفات الاطباء وحول بعض مخالفات الأطباء التي تم رصدها تجاه بعض الممرضات نفى بأن تكون هناك أي مخالفات تم رصدها من هذا النوع وإن حصل أي تجاوز لا قدر الله سنتخذ الإجراءات اللازمة على الفور وفق أنظمة وقوانين الوزارة. وأشار الى ان ما تم رصده هو بعض الملاحظات عن سوء معاملة من قبل بعض الكادر التمريضي وقد عملنا كل ما يسهم في حصول المريض على حقوقه وخلال متابعتنا رصدنا عدم رضا من قبل بعض المنومين على وجبات التغذية وتم الاجتماع مع المسؤولين لبحث جذور للمشكلة ويجب الاستماع إلى الطرفين لأن بعض التحقيقات كشفت عن وجود سوء عامل من قبل بعض المنومين تجاه كادر التمريض. نقص الادوية وعن تذمر المرضى والمراجعين من وجود نقص في الأدوية ، نفى بأن يكون هناك نقص في الأدوية لكن المشكلة تكمن في الفهم الخاطئ من قبل بعض المرضى والمراجعين لآلية صرف الدواء حيث يصرّ البعض منهم على صرف الدواء الذي اعتاد شكله رغم أن الدواء الجديد له نفس الفاعلية لكن تختلف الشركة المصنعة ، ولحل هذه المشكلة قمنا بالتعميم لكافة الأطباء بالتقيد بضرورة كتابة اسم الدواء العلمي وعدم كتابة اسمه التجاري. وفيما يخص مشكلة عدم رفع أوراق السائقين لتثبيتهم رغم صدور قرار يقضي تثبيت كافة العاملين على البند نفى علمه بذلك لكنه أكد ان السائقين فئتان منهم من يتبعون شركة التشغيل أما عن السائقين الآخرين الذين لا يتبعون الشركة المشغلة فليست لديه فكرة عن هذه المشكلة. وعن المخالفات التي تم رصدها في سكن الممرضات في العام الماضي ، أوضح أن المخالفات التي تم رصدها هي تأخر بعض الممرضات عن موعد العودة إلى السكن قبل 12 ليلا حسب تعميم الوزارة وهي لا تتجاوز الحالتين.. ومجملا لم يتم رصد أي مخالفات كبيرة لا في سكن الممرضات أو السكن العائلي. وأشار أن المستشفى شهد خلال السنوات الماضية العديد من المشاريع التحسينية والتطويرية من أهمها مشروع قسم الطوارئ الذي افتتحه وزير الصحة ويعد من أضخم المشاريع التي شهدها المستشفى حيث كان القسم القديم يضم 10أسرة فقط وسرير واحد لإنعاش القلب الرئوي ، وتم بعد المشروع رفع الاستيعاب إلى 50 سرير طوارئ و10 أسرة لإنعاش القلب الرئوي مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية إضافة إلى أسرة ملاحظة للرجال والنساء والأطفال وغرفة للكشف النسوي وغرفة لحالات الولادة الطارئة. ولفت الى توسعة قسم العناية المركزة في موسم الحج بزيادته من 12 إلى 20 سريرا تصل في بعض الأحيان 28 سريرا مشيرا الى التوسع في عمليات اليوم الواحد وتجهيز 12 سريرا لهذا الغرض بحيث تكون هناك أولوية حسب الحالة وخطورتها. وأكد مطالبة أصحاب الحالات الباردة بمراجعة مركز الرعاية الصحية الأولية وعدم مراجعة قسم الطوارئ لأن ذلك يشكل ضغطا على قسم الطوارئ وأثبتت الإحصائيات ان هذا القسم يشهد مراجعة ما بين 700 إلى 1000 مريض يوميا ومهما زوّدت في القوى العاملة من الصعب تغطية هذا العدد الكبير خاصة ان نسبة الحالات الباردة منها تبلغ 90%. وحول مدى رضا المرضى والمراجعين عن الخدمات والرعاية الصحية التي يقدمها المستشفى أبان أن استمارات التقييم التي يقوم مركز الخدمة الاجتماعية بتوزيعها على المرضى والمراجعين أثبتت بأن أكثر من 90% من المستطلعة آراؤهم أجابوا عن رضاهم على ما وجدوه من رعاية وأكد في الوقت نفسه أن الكادر الطبي والتمريضى بشر معرّضون للخطأ. وعن تحضير المستشفى للحصول على شهادة الهيئة الدولية المشتركة أبان أن المستشفى سيخضع للتقييم في أول أسبوع من شهر أبريل.