تابعنا وقائع الحفل الذي رعاه معالي وزير الثقافة والإعلام، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، عبر الشاشة الفضية، مساء يوم الأحد 20/6/1435ه (20/4/2014م)، وكان الجميع بشوق إلى مشاهدة بعض البرامج القديمة وتسجيل لبعض المناسبات الثقافية والاجتماعية والسياسية.. وغيرها عندما كان باللونين الأبيض والأسود.. وعندما كنا نشاهد المسرحيات المحلية.. ومسرح التلفزيون وغيرها، ورغم أن الذي كتب خبر الحفل في الصحافة ذكر أشياء لم نرها، فقد قال: «.. الحفل الذي استعرض في بدايته مشهد درامي الرواد يحكي قصة التطور الذي طرأ على الإذاعة والتلفزيون عبر سنواتها الخمسين، مستعرضا بعضا من أهم محطاته الإنتاجية التي كان لها حضور كبير لدى المشاهد، سواء كانت مسلسلات درامية أو أغنيات أو حتى برامج مسابقات، وقدم خلال فيلم وثائقي لقطات تمثل الزمن الجميل من لقطات درامية ومسرحية..»، هكذا كتبت جريدة الرياض في 21/6 وهي تستعرض ما تم.. وهذا غير صحيح فقد تابعت وغيري بشغف وقائع الاحتفال، ولم يلفت نظري سوى المقدمة الموسيقية لبرنامج (الأرض الطيبة) الذي كان يقدمه المذيع المخضرم عبدالكريم الخطيب قبل أكثر من نصف قرن.. وكنا نتوقع تكريمه مع البقية الباقية من الرواد من المذيعين الأوائل رغم حضورهم الحفل، ومنهم: الخطيب وحسين نجار وبدر كريم، أليس من المؤسف أن يحضر مثل هؤلاء ولا يقدم لهم شيء من القيمة الاعتبارية، ولو من باب (جبر الخواطر). فهل تكريم الوزراء الذين تعاقبوا على الوزارة بتقديم دروع رمزية لمن حضر يمثلهم، رغم أن أغلبهم ما زالوا على قيد الحياة.. هل يكفي هذا؟ وهل تكريمهم يعني تكريما للجنود المجهولين. ولنذكر منهم أول من سمع صوته بالإذاعة بجبل هندي بمكة عام 1368ه صالح جمال الحريري، ومثله من أول من قال هنا إذاعة المملكة العربية السعودية من الرياض عام 1385ه محمد عبدالرحمن الشعلان، فهل ننسى الرعيل الأول من المذيعين مع من سبق ذكرهم، وهم: الشاعر حسن عبدالله القرشي، قاسم فلمبان، عباس فايق غزاوي، علي حسن فدعق، حمزة بصنوي، مطلق مخلد الذيابي، طاهر زمخشري، بكر يونس، وخميس سويدان، والرعيل الثاني الذي بدأ من عام 1377ه، ومنهم: عبدالله راجح، بدر كريم، الخطيب، محمد حيدر مشيخ، محمد أحمد صبيحي، حسين نجار، نجدية الحجيلان، وأسماء زعزوع وابنتها دلال عزيز ضياء.. وغيرهم. وبالمناسبة، فقد كتبت مقالا في «عكاظ» (التفلزيون في يوبيله الذهبي) بتاريخ 10/3/1432ه، وذكرت به ما قدمه تلفزيون القاهرة وهو يحتفل بمرور 50 عاما على بداية إرساله في 21 يوليو 1960م، وما قدمه من مقتطفات لبرامج وأفلام ومسرحيات ومقابلات ومؤتمرات وأغانٍ.. وغيرها على مدى شهر أو يزيد رأينا طه حسين والعقاد في مجمع اللغة العربية، رأينا مؤتمر القمة الأول، رأينا مقابلة الأمير فيصل بن فهد.. وغير هذا كثير. قلت إننا مشتاقون لمشاهدة (أم حديجان) ومسرحيات (تحت الكراسي) و(طبيب بالمشعاب)، مشتاقون لرؤية الملك سعود وهو يفتتح الجامعة الأولى، والملك فيصل وهو يفتتح طريق الرياضمكة، نرى مقابلة ماجد الشبل مع طه حسين في منزله (رامتان)، نرى حلقات من المصارعة الحرة بتعليق عبدالرحمن الراشد. صحيح رأينا حلقات مسجلة مع أول مدير لتلفزيون الرياض الدكتور عبدالرحمن الشبيلي وهو يستعرض تاريخ التلفزيون ومراحل تطوره.. ولكن هذا لا يكفي، نريد أن نرى افتتاح دورة الخليج لكرة القدم بالبحرين عام 89، والرياض 1391ه، نريد أن نرى حمد الجاسر وابن خميس والجهيمان والرفاعي والعواد والسباعي.. وغيرهم، لا يكفي أن نسمع حلقات من برنامج (مع الشباب) الإذاعي للأمير فيصل بن فهد، إضافة لمقاطع مختصرة ومبتسرة مما كان. أو إذاعة مقابلة مع عبدالكريم غلاب مدير تحرير جريدة العلم المغربية سجلت عام 1396ه، ومقابلة أخرى مع مقلد الأصوات العراقي الدكتور أحمد فريد سجلت عام 1393ه، وكان موعد إذاعتهما في الساعة الخامسة فجرا صباح الأحد 27/6، فهل هذا الموعد مناسب؟.