بعد سنتين أو ثلاث سنوات ستحل علينا ذكرى بدء إرسال التفزيون السعودي الخمسين، فقد بدئ التحضير لتنفيذه في مطلع عام 1383ه، باللونين الأبيض والأسود، وكان فتحا عظيما ومفاجأة لمن لم يستوعب ويتقبل الراديو المسموع فقط وإذا به يفاجأ بما أقوى وأشد، وهذا الجهاز الشيطاني الذي يسمع ويرى، سريعا ما زالت المعارضة والاستنكار ليأتي بعدها من الاكتشافات ما يبهر. (طبعا شاهدنا في المنطقة الشرقية من المملكة تلفزيون أرامكو من الظهران قبل ذلك بفترة وجيزة). والآن ونحن نشاهد برامج (التلفزيون العربي) من القاهرة في عيده الذهبي بمناسبة مرور خمسين عاما على بداية إرساله من 21 يوليو 1960م وشعاره الذي رفعه (50 عاما من الإبداع.. كبارا بدأنا وكبارا نستمر)، لقد تابعت بعض البرامج التي كان يقدمها التلفزيون العربي في بدايات إرساله باللونين.. ومن بينها الأفلام والمسرحيات والتمثيليات ونقل الحفلات المباشرة مثل (أضواء المدينة) ومقدمه الشهير جلال معوض، شاهدت فيلم (جميلة بوحيرد) المناضلة الجزائرية التي ساعدت الثوار وقبضت عليها فرنسا المستعمرة وحكمت عليها بالإعدام، ورافع عنها الممثل الشهير محمود المليجي ومثل دور جميلة الممثلة ماجدة. ولقد تابعنا الكثير من الرواد في كل مجال، فمن ممثلي الفكاهة: شكوكو إلى يوسف ياسين وعبد السلام النابلسي وعبد المنعم مدبولي وفؤاد المهندس، ورأينا من رحل وترك بصماته مثل: شكري سرحان وأنور وجدي وأمينة رزق وفريد شوقي.. وشاهدنا العمالقة من الممثلين في صغرهم مثل: نور الشريف وفاتن حمامة وعادل إمام وغيرهم. وتابعنا شيئا من البرامج الثقافية والمقابلات، رأينا طه حسين وعباس العقاد وغيرهما. شاهدنا مؤتمر القمة الأول. شاهدنا المقابلة المطولة مع سمو الأمير فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب مع بدايات عمله، وأعتقد أن المقابلة كانت عام 1398ه 1978م في حوار مفتوح يحدد فيه المشروعات والبرامج المعدة في المملكة، وكان يشارك المذيعة المصرية المذيع الشهير الأستاذ بدر كريم. لقد كانت برامج قوية تشد المشاهد.. وكنت في أثناء ذلك أتذكر تلفزيوننا العزيز والذي ستحل ذكرى بداية إرساله بعد سنة أو اثنتين، يقول الدكتور عبد الرحمن الشبيلي أول مدير للتلفزيون في (تاريخ الإعلام) إن فكرة إنشاء التلفزيون في الرياض بدأت تأخذ حيز التنفيذ في مطلع عام 1383ه على إثر إنشاء وزارة الإعلام، وقد بدئ بإنشاء محطتين مؤقتتين في كل من الرياضوجدة، وبدأ البث فيهما يوم 19/3/1385ه الموافق 17/7/1965م، فهل يا ترى سوف يحضر لنا ويعرض ما يناسبنا؟، هل سيعرض لنا ما أوقف من برامج وفقرات كانت تعرض قبل 45 عاما؟، مثل (مسرح التلفزيون) أو إحدى (أغاني أم كلثوم) أو مقابلة ماجد الشبل لطه حسين في منزله (رامتان) بالقاهرة ونشاهد حلقات من برنامج (الكلمة تدق ساعة) وحديث الأصدقاء وحوار مفتوح ومؤتمر صحفي وشريط الذكريات. وهل سنشاهد مسرحيات مثل: تحت الكراسي، وطبيب بالمشعاب وغيرها. هل سيعيد إحدى حلقات المصارعة الحرة التي كان يعلق عليها عبد الرحمن الراشد، وهو محمس يكاد يخرج عليك من الشاشة؟ هل؟ وهل؟. أقول على التلفزيون بل على الوزارة بأسرها أن تستعد لهذه المناسبة من الآن وتختار لها ما سبق تقديمه من برامج جريئة في وقتها. والآن وبالرغم من أن الزمن قد تجاوزها إلا أن الجميع في شوق إليها، فلعل عرض فقرات من مسرح التلفزيون قبل 40 عاما مثلا يكون مؤشرا لعودته من جديد لنرى الفن الحقيقي لا الفن المبتذل المشوه والذي يعرض على شكل (فيديو كليب) أو (ديوتو). آمل أن يتم اختيار الفقرات المميزة وأن يحتفظ بها للأيام والسنوات القادمة وتحفظ للأجيال القادمة لا أن ترمى في النفايات لانتهاء وقتها وزوال فائدتها.. أرجو ذلك. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة