كتبت، في عام 2009، عن ضرورة محاصرة كتب سيد قطب وخطورة تسللها إلى المدارس، واستشهدت بوجود بعض كتبه حتى في مرافق مثل الإصلاحيات والسجون أو المكتبات العامة بمختلف المؤسسات التعليمية أو التربوية أو الأكاديمية. والآن تنبعث هذه المشكلة من جديد، حيث يشكو بعض المعلمين من توفر كتب الإخوان المسلمين على بعض الأرفف والمكتبات إلى اليوم. بعد الأمر الملكي لم يجد بعضهم الوقت لتنظيف مدرسته من هذا العبء التاريخي الذي دخل على حين غرةٍ إلى مدارس أبنائنا وأدمغتهم، لقد لعب الإخوان في عقول الأجيال منذ السبعينيات الميلادية، ولا يزالون ينتظرون أدنى ثغرة ليدخلوا عبرها إلى أي نشاطٍ أو فعالية. نشرت جريدة «الحياة»، قبل أيام، عن شكاوى لمعلمين تحدثوا عن أن كتب أقطاب جماعة «الإخوان المسلمين» لا تزال على أرفف مكتبات بعض المدارس السعودية، على رغم تعليمات وزارة التربية والتعليم لمدارسها بسحب تلك الكتب. وطالبوا بآلية فاعلة تضمن استعادة الوزارة تلك الكتب بمحاضر تسليم وتسلم، والتأكد من إتلافها. والأغرب من ذلك ما نقل عن معلم المكتبات خالد مشعل والباحث في الاتصال التربوي وليد آل علي اللذين أشارا إلى أن بعض معلمي المكتبات لا يلتزمون بشكل دقيق بما تطلبه منهم خطابات وزارة التربية والتعليم، «لذا فمن الوارد جدا أن هذه الكتب الممنوعة لا تزال على أرفف المكتبات المدرسية، أو في مكان يسهل الوصول إليه»! أعلم جيدا أن الوزير المحنك والقوي خالد الفيصل سيتخذ إجراء حيال هذا الموضوع، وهو الذي يضرب بحزم كل بؤرة تطرف أو أخونة داخل ميادين التعليم، لقد آن أوان محو ذلك الاختراق الطارئ من قبل الجماعة لوزارة التربية والتعليم، وهذا الجهد يقوم به الأمير خالد الآن، ذلك أنه ليس وزيرا فقط، بل وفوق ذلك مثقف، وقارئ، ومؤلف يعرف جيدا ثغرات الاختراق الممكنة. بين ما كتبته في 2009 وهذه المقالة ست سنوات، أتمنى أن لا نكتب عن وجوب مسح كتب التطرف مرة أخرى، وأن تنتهي هذه السنة مع أمر الملك.